كتب الدكتور والشاعر احمد عثمان:
في أي حالة كالحالة العربية كل الأسئلة مشروعة, وخاصة بعد التحالف الأمريكي والتركي والعربي والإسرائيلي, وهذا يعني أننا سندخل في نفق مظلم قد لا نخرج منه، إلا إذا كان هناك من يقف بوجه هذه الحملة الهمجية ضد سورية ليبقى. السؤال الذي غيب كل الأسئلة , سؤال ما يسمى الربيع العربي فبعد أربع سنوات ونيف إلى أين يمكن أن يصل الوطن العربي وإلى أين المصير , سؤال مشروع يطرح نفسه بنفسه إذا لم يطرحه أحد فبعد أن استنزف وقسم وقضم ودمر وقتل وأهدر دم الشعوب والدول العربية وجيوشها ومؤسساتها, هل ما زالت هنا وهناك عقول تؤمن أنه ربيع أم خريف بدم عربي؟وهل يمكن بناء تغيير ديمقراطي ودول قوية وحديثة، مستقلة بالقرار، ولا تتبع لأية جهة خارجية وتعتمد ذاتياً على ثرواتها ونفسها وشعوبها؟ أم أن هذا "الربيع" جاء للتدمير والقضاء على أية محاولة لبناء هكذا دولة؟ نعم أي مستبصر ولو قليلا لوجد أن هذه الدولة قد تكون سورية بل أكيد, فمنذ أن استلم حزب البعث العربي الاشتراكي سدة الحكم كانت الدولة الوحيدة في الدول العربية التي كان قرارها مستقل ولديها اكتفاء ذاتي ولا يرتبط اقتصادها بالعوامل الخارجية والإنتاج الخارجي، وهي الدولة الوحيدة التي أصبحت لا تدين لأحد بدولار واحد، رغم الحصار والعقوبات التي كانت ولا زالت مفروضة عليها بسبب مواقفها القومية والوطنية تجاه القضايا العربية وخاصة الفلسطينية، فهل الحرب الكونية على سورية من أجل إسقاط النظام ورأس الهرم الرئيس بشار الأسد؟ أم أنه استنزاف للدولة السورية التي وقفت ضد مشاريعهم التآمرية على الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج. نعم آن الأوان أن نجيب عن هذه الأسئلة، وأن نضع النقاط على الحروف ، وأن نكشف عن الوجوه المقنعة التي اختبأت على مر الزمن تحت أي مسمى من المسميات رغم أن وجوهنا وأفكارنا تتشابه في نفس القبح، لأننا في أكثر الأحيان نغلب مصلحتنا التنظيمية والشخصية على المصلحة الوطنية،في الوقت الذي يجب علينا أن نقف موقفاً وطنياً ولو لمرة واحدة، ورغم أنني دائماً كنت اسأل نفسي أيهما أفضل؟ نعم لا أستطيع أن أكتب خارج إطار وطنيتي واعتقادي لأنني لا أختلف كثيراً عمن أكتب ضد أفكارهم وأسقط مثلهم, إذاً لابد لي أن أكتب موضحا قناعتي التي تتطابق مع فكر الوطن الحر المستقل, ولو تعارضت مع الكثيرين، وهنا تكمن الإجابة عن الكثير منى الاسئلة, ولكن ومن منطلق وطني وقومي بعيداً عن الفئوية والتجاذب الطائفي والتركيبة الاجتماعية والدينية، التي تسود الدول العربية، لا بد من الكتابة عن الرئيس بشار الأسد كونه الهدف للحرب الكونية . وهنا سورية ممثلة بالرئيس بشار الأسد كان هدفهم المبطن أرادوها تابعة بالمطلق وهم لا يعرفون المتلازمة عند الشعب العربي السوري أن اسم سورية ارتبط باسم الرئيس الذي هو رمز وحدتها واستقلالها ولذلك هنا لابد من الإشارة إننا نعلم كيف ساقوا الأمور, ونعلم أنه هنا في سوريا قائدا يقارع الشياطين والاحتلال وحده ومن خلفه شرفاء في سوريا والوطن العربي بغض النظر عن أنظمة حكوماتهم التي ارتبطت بأشد الروابط مع الكيان الصهيوني، ومَن حوله كانوا يخدعون ويتآمرون عليه، يدفعونه ليكون رأس الحربة ويتبرؤون منه إذا انهزم وانكسر، ويصفقون له إذا انتصر، لكن نفاقهم أدى إلى ما نحن عليه، لا ديمقراطية ولا سلام مع بقاء نظام من أنظمتهم لأنهم حملوا بوضوح كل خستهم وحقدهم الدفين ووضعوه بلحظة حددها لهم سيدهم الأمريكي, وصبوه كله على الشعب السوري الذي تمسك بقائدة وبدولته، وكان النظام هو الخدعة والمسرحية التي يخبئون الحقيقة خلفها، ، لكن كان في كل مرة يقوم كطائر الفينيق ، محاربا قويا شديدا بصمت، رغم كل الآلام ، لكثرة الطعنات التي حاولوا بها إضعاف هذا القائد ، وفي الوقت الذي كان البعض يرفع شعار العروبة والإسلام، كان وحده يقاتل، وهم كانوا يساومون على الوطن بأكمله، حتى أنهكوه وقسموه ومزقوه ، وفي الوقت الذي كانوا يدافعون عن عروشهم الذي صنعوها من دم شعوبهم كان الرئيس الأسد بصمت وهدوء وحكمة يقاتل ويبني صروح الجيش من اجل تحرير الأرض السليبة، ليفاجئ الجميع أن الرئيس بشار الأسد قادر على القتال في أية أجواء وأية ظروف، التي لا يفهمها ولا يستطيع فهمها أحد من أولئك القادة العرب المتخاذلين، حيث بدأ انهيارهم واضح هم وعروشهم ولم يصمد أحد منهم والأيام القادمات ستبرهن ذلك وأما القائد الأسد الذي التف حوله شعبه والشرفاء من الوطن العربي الذين تمتعوا بانتمائهم القومي ولم يتنازلوا لحظة واحدة عن عروبتهم وعروبة الوطن العربي من محيطه إلى خليجه ولم يصمد أحد إلأ هذا القائد الذي أبى أن ينحني الا إلى الله وللشعب الذي صمد رغم كل المعانات ، وبقي رغم التخوين والتشهير من أولئك المتخاذلين الذين كان مالهم وراس مالهم الاتهامات الباطلة له فلم ينجحوا لحظة واحد ة بحرف البوصلة السورية قائدا وشعبا فحشدوا كل إرهاب العالم واقتصاد العالم وكل أنواع الدعم والتسليح لإرهاب الشعب السوري فراحت بنادقهم تغازل الاحتلال الصهيوني وتدمر شعوب الأمة العربية والإسلامية سراً وجهراً والغاية حرية وديمقراطية وهميه وحقوق إنسان كاذبة ومخادعة، وبقي الأسد وشعب سورية بوصلتهم ثابتة لا تنحرف قيد أنملة وبقيت سورية بقائدها الهرم الذي لا تهزه أي ريح وهم بقوا أقزام ومصيرهم مزابل التاريخ إنهم مافونون راهنوا على السقوط مرات ومرات وكل مرة تثبت الأيام أن هذا القائد وهذا الوطن وشعب الوطن يشتد صلابة وصمودا وكل العالم حتى بما فيهم الأعداء شهدوا بان سورية صمدت وستصمد فراحوا يغيرون بوصلتهم ليحفظوا ماء وجههم إلا هؤلاء الأغبياء من العربان لم يدركوا أنهم وقعوا فريسة جهلهم وليس بيدهم إلا أن يأتوا راكعين على أسوار دمشق التي لقنتهم درساً لن ولم ينسوه على مر تاريخهم ومع ذلك سيبقون حمقى وأغبياء وخاصة بعد أن سقطت أقنعتهم وتم كشف زيفهم وضلالهم ونفاقهم السياسي أولئك الذين وصفهم السيد الرئيس بشار الأسد بأنهم أشباه رجال أولئك الذين امتلكوا كل القوى الاقتصادية التي مكنتهم من استئجار كل إرهاب العالم وسخرته لإضعاف سوريا وشعبها والعراق والمقاومة لكنهم هم الذين وقعوا بشر أعمالهم وراحوا يسقطون واحدا تلو الآخر وبقينا نحن محافظين على وحدة وطننا, نعم لقد عاثوا فسادا في سورية والعراق وليبيا ومصر ولبنان وفلسطين والحبل على الجرار وكل هذا بسبب فتاويهم الدينية التكفيرية معتمدين على آيات قرآنية لم يعرفوا قراءتها لأنهم حتى هذه لم يجيدونها ولم يفهموها بتخيلهم أنهم لا زالوا يقاتلون تحت سيف الله المسلول وأميرهم خالد بن الوليد، الذي لو كان حاضراً الآن بيننا لتبرأ واعتذر من كل الأديان لسخفهم وجهلهم وقد سيطروا على كل عقول الجهل بمالهم وبنوا إماراتهم وممالكهم على دم الشعوب . وبقيت أصنام الجاهلية لديهم ولكن الأسماء مختلفة، فبدل اللات وعزة وهبل، صار اليوم ألفا منها ، وفي القرن الواحد والعشرين فبدلوا اللات بأردوغان والعزة بحمد وهبل بالقرضاوي، فهم لقد عرفتهم الشعوب وكل أحرار ومثقفي العالم أنهم لا يختلفون عن مسيلمة الكذاب وأبي جهل؟ وليس هم إلا نسخة طبق الأصل عنهم؟ أولئك الذين لا زالت لحاهم تشيب كذباً وخيانة ضد مشروع تطور واستقلالية وحرية أوطانهم، لأنهم ما نسوا للحظة أن المشروع الوطني والقومي سوف يهز عروشهم .. فهم تابعون والأسد حر.. وهم عبيد لعبيد.. فكيف تكون لسورية أسداً وهم عبيدا، فكذبوا وتأمروا وخانوا دمشق الأصالة وكادوا لها كل المؤامرات كي يسقطون الحق وغفلوا أن الحق لن يسقط، ولم يبقى أحدا على هذه الأرض ساذجاً وأحمقاً حتى يصدق حرصهم على الوطن فمشيخاتهم وإماراتهم فارغة من أي حرية وديمقراطية و ليس لديهم ما يقدموه لهذا الوطن الجريح ولهذا الشعب الصابر الموجوع إلا ما قدموه من غدر وخيانة وتآمر، حاولوا أن يسرقوا بسمة الشعوب بتخاذلهم وتآمرهم، وفي الوقت الذي كانوا يترافعون في المحافل الدولية متبجحين بأنهم يناضلون من أجل حقوق الإنسان الذي هم لا يعرفون منها إلا لفظها والأسد لا يحتاج إلا لتلك الابتسامة لتسقط القناع عن وجوههم القبيحة وتكشف زيف قلوبهم التي ترتل القرآن في الليل وتبنى الأصنام في النهار، وكأن ابتسامة هذا القائد هي التعويذة التي تلعنهم وتطردهم من التاريخ فالتاريخ يقتل الخونة وبات الجميع يعرف خيانتهم لقضية العرب الأم قضية فلسطين التي تنازلوا عنها بكل صفاقة ووقاحة فهم عربان لا يخجلون يحملون سيف الشيطان الأكبر والأسد بسيف الحق يحمي عروبتنا وإنه منتصراً لا محالة.