#نسور #قاسيون
قادمون لصيد النمور …
بقلم : وليد.ع. العايش
أيام معدودة ويدخل المنتخب العربي السوري ( نسور قاسيون ) معترك نهائيات أمم آسيا للمرة السادسة في تاريخه حاملاً معه سجلاً ليس بالجيد في المشاركات السابقة , وربما المعطيات التي بين أيدينا في هذه البطولة تختلف نوعاً ما عن سابقاتها وهذا ما يدفعنا إلى مزيد من التفاؤل في تعويض ما فاتنا بتصفيات كأس العالم الأخيرة والتي خرجنا منها في المتر الأخير أمام الكنغر الاسترالي .
#منتخب #مختلف :
ما يجعل حجم التفاؤل يزداد مع اقتراب البطولة هو هذا المنتخب الذي نمتلكه , فهو يضم نخبة من اللاعبين المحترفين وللمرة الأولى في تاريخنا الكروي , وهم الأعلى آسيوياً , كوكبة من النجوم لن تسنح لنا الفرصة في امتلاكها في الزمن القريب القادم , منتخبنا يمتلك أحد أقوى خطوط الهجوم على مستوى القارة بوجود نجوم كبار ( عمر السومة – عمر خريبين – مارديك ماردكيان ) ومن خلفهم ( محمد عثمان – يوسف قلفا – تامر حاج محمد – خالد المبيض ) وهم ركيزة خط الوسط والارتكاز , كما نمتلك أجنحة طائرة تستطيع التحليق في أية لحظة من عمر المباريات ( مؤيد العجان – محمود المواس – حسين جويد ) , بينما يبدو للوهلة الأولى خط الدفاع هو الأقل مستوى من خطي الوسط والهجوم وهذا ما ظهر جلياً في المباريات الاستعدادية الأخيرة للمنتخب , لكن إن استطاع لاعبو خط الوسط المساندة الدفاعية وتقديم العون اللازم له فإنه لن يكون في خطر محدق إلاّ ماندر خاصةً وأن لدينا أفضل حارس طائر في آسيا ( ابراهيم عالمة ) والذي يستحق أن يلعب بكبريات الدوريات الأوربية .
الأهم من ذلك هو حالة الانسجام التي تبدّت على أداء المنتخب وتغيير أسلوب اللعب وبناء الهجمات من الخلف , وسرعة الانقضاض على الكرة والارتداد السريع على مرمى المنافس , وهذا تحقق منذ استلام المدرب الألماني مهامه في تدريب المنتخب , حيث أصبحنا نرى منتخباً يتناقل لاعبوه الكرة لأكثر من عشرة إلى خمسة عشر تمريرة سليمة قبل التمريرة الحاسمة إلى المهاجم , والتحرك الإيجابي بلا كرة , وهذا ما لم نعتد عليه سابقاً في معظم منتخباتنا وفرقنا الكروية , وأضف إلى ذلك السمة البارزة للاعب السوري والتي أصبحت علامة فارقة ( الروح القتالية والالتحام القوي مع الخصم ) وهذه ميزة يتمتع بها لاعبو المنتخبات والفرق الالمانية أيضاً , لكن أشير هنا إلى توخي الحذر لدى القيام بهذه المهمة كي لا تكون سلبية على المنتخب خاصة عندما تكون الكرة ضمن منطقة الجزاء أو في الخطوط الخلفية , ولعدم خسران أي لاعب ببطاقة ملونة حيث أن كاميرا الفار ستكون موجودة في بعض مراحل البطولة .
#كيف نعتلي القمة :
لا بد أن ننطلق منذ ركلة البداية وأن نعتبر بأن مباراتنا الأولى نهائية لكونها مفتاح التأهل إلى الدور التالي , وتجزئة المباريات كل على حدة بحيث نلعب كل مباراة دون ضغوط المباراة القادمة , وعلينا أن نفكر بالتسجيل أولاً في مرمى الخصم كي نخفف الضغط على لاعبينا وهذا يمنحهم جرعة إضافية من الثقة التي لابد منها وعدم الاكتفاء بهدف واحد فهو نتيجة محفوفة بالمخاطر حيث يمكن للمنافس أن يعوضه في جزء من الثانية , وعلينا عدم ارتكاب الأخطاء في الخط الخلفي وتنظيف المنطقة الخطرة أولاً بأول ودون انتظار وبأسلوب يبعد الخطر عن شباكنا , أما في حال تم التسجيل علينا أولاً فعلينا ألا نيأس أو نصاب بالإحباط بل على العكس يجب استغلال هذه النقطة لصالحنا عندما ينكفئ المنافس للدفاع عن هدفه , دون أن ننسى بأن استغلال الفرص التي تسنح لنا للتسجيل يجب ألا تذهب أدراج الرياح فهي ربما لا تتكرر في المباراة ولدينا من القناصين القادرين على استغلالها بالشكل الأمثل .
التناغم بين الخطوط وتسريع اللعب وقت الحاجة والعمل على إبطاء نقل الكرات في مراحل ما من اللعب لهي عوامل مؤثرة جدا في الوصول بالمباراة إلى بر الامان والحصول على نقاطها كاملة .
يجب علينا التفكير بصدارة المجموعة أولاً وهذا إن حصل فإن الطريق إلى دور الثمانية يصبح مفروشاً بالورود , أو بالمركز الثاني على أقل تقدير , والأهم ألا نترك مصيرنا بالتأهل معلقاً بنتائج الفرق الأخرى كما حصل معنا في بطولات كثيرة سابقة , التأهل بأقدامنا هو الأهم ولنترك الآخرين ينتظروننا ويدعون لنا وليس العكس في حال سارت الأمور على ما نتمناه فإننا سنكون أمام أحد كبار القارة ( اليابان – إيران – كورية – السعودية – استراليا ) الا في حال حدوث مفاجآت من بعض الفرق الأخرى وهذا متوقع وجدا برأيي , فأنا ممن يرشحون خروج اليابان أو ايران أو استراليا أو السعودية من الدور الأول أو الثاني وتأهل منتخبات أخرى مثل الإمارات أو العراق أو قطر أو أوزبكستان , وطبعا نتمنى ذلك ولن نرفض الهدية آنذاك .
#في #الميزان :
منتخبات مجموعتنا تعتبر من السهل الممتنع , فمنتخب فلسطين ليس بذاك المنتخب صاحب الصيت الكبير أو التاريخ لكنه في الآونة الأخيرة حقق نقلة نوعية خاصةً وأنه لجأ إلى ضمّ العديد من المحترفين في الخارج وهو ليس صعباً لكنه ليس سهلاً أيضاً , أما الشقيق الأردني فلنا معه صولات وجولات وآخرها كانت لصالحه وهو من أخرجنا من الدور الأول في آخر بطولة شاركنا بها , لكن حاله هذه الأيام ليس على مايرام فهو دخل منذ فترة بمرحلة تغيير وتجديد وأعتقد بأن فوزنا عليه سيكون أمراً محتوماً , أما الكنغر الاسترالي فهو الآخر من أخرجنا من تصفيات كأس العالم بمساندة قائم مرماه , ولعل الجيد في الأمر غياب خمسة لاعبين أساسيين عن صفوفه وهذا سيصبّ في صالحنا , كما أن رائحة الثأر سوف تفوح من البساط الأخضر , الفوز عليه بطولة أخرى وربما نكتب نهايته من الدور الأول إن شاركتنا منتخبات بلاد الشام العون عليه .
من جهتي فلا تتفاجؤوا إن قلت بأنني أتوقع أن يتأهل عن هذه المجموعة ( الحديدية ) منتخبنا رفقة منتخب فلسطين .
#ميزات #أخرى :
نمتلك ميزات أخرى لا تمتلكها معظم المنتخبات وعلى رأسها الجمهور الكبير الذي سيكون اللاعب الـ 12 والـ 13 مع منتخبنا وكأننا نلعب في دمشق أو حلب أو اللاذقية أو أي مدينة سورية أخرى .
وأخيراً أقول بأننا ولأول مرة نرسم حلماً على الورق وفي أذهاننا ونراه قريباً جدا منّا من أي وقت آخر , دور الأربعة ليس طموحنا بقدر ماهو الصعود إلى المنصة الرئيسية كأبطال للقارة الصفراء وبالتالي ننتقل إلى التصنيف الأول عليها وهذا ليس من باب الحلم أو التفاؤل بقدر ماهو مبني على معطيات أسلفنا ذكرها , فإن لم يستطع هذا المنتخب أن يذهب بعيداً ليصطاد النمور الآسيوية كاليابان وكورية وإيران واستراليا فإننا سوف ننتظر كثيراً جداً كي نجد منتخباً مماثلاً نبني عليه طموحاتنا وأحلامنا .
#آسيا : نسور قاسيون قادمون هذه المرة ليس للنزهة , ولا للتبضع , بل لصيد النمور , وإن غداً لناظره قريب .
—————–
#الإعلامي #السوري : وليد.ع.العايش