الزهرُ يخجلُ أنْ يمُرَّ بخدّها
والوردُ يخشى أنْ يُراعَ بفقدها
والروضُ إنْ يرشفْ لماها خِلْتُهُ
صامَ الدهورَ إذا حظى من شهدِها
والعطرُ والريحانُ والغزلانُ وال
غُنْجِ الرقيقِ لَمِنْ مظاهرِ جُنْدِها
وكذا فراشاتُ الربيعِ ولا أرى
أحدٌ يُوَصَّفُ مِثلَ ذا من بَعدِها
كالغيمِ تحملُ كُلَّ خيرٍ إنما
إنْ أبرقتْ يُرديكَ غامضُ رعدِها
كمْ ساهرتْ عيني بنجمِ خيالها
والفكرُ يسرحُ عندَ مرمرِ نهدِها
وكذاكَ خاصرتي تَمَنّتْ أنها
مِثلَ المشانقِ أنْ تُلَفَّ بزندِها
ولها ألوفٌ قُتِّلوا لا تحسبوا
بالمشرَفيِّ ولا بصارمِ هندِها
لكنما بالعينِ والأهدابِ وال
غمزاتِ والنظراتِ ثُمَّ بقدِّها
حمصيةٌ لَمعُ الشفاهِ يروقني
منها وقلبٌ علّقَتْهُ بعقدِها
زيتونُ عينيها وأسودُ كُحلِها
صمصامُ حاجبها ، وناعس سهدِها
هاروتُ أمسى ساحراً مُذْ أنْ رأى
ذاكَ الجمالَ مقمطاً في مَهدِها
والشعرُ حندسُ مظلمٌ كالموجِ لا
يَنفكُّ يبهرُ شاطئي من جعدِها
مِنْ أينَ لي لغةٌ لأشرحَ كنهها
من أينَ لي لغةٌ تجيءُ لعضدِها
يا حبذا الشفتينِ إنْ فتحتْ فماً
لأخالُ تدعوني الشفاهُ لِسدِّها
إنْ أسكرتْ عذبَ الحروفِ بخمرها
وأوتْ لجزرٍ بعدَ فائضِ مدِّها
تذرُ الخلائقَ تذكرُ الله الذي
صَبَّ الملاحةَ في حلاوةِ مجدِها
تمشي كمنتصرٍ وألفُ هزيمةٍ
قَدْ أُلحقتْ فيمنْ يقولُ بضدِّها
أفديهِ من دَلعٍ يَقضُّ مضاجعي
في هزلها أو عندَ ناعمِ جدِّها
كالخمرِ فوقَ الماءِ إنْ صُبَّتْ ترى
من نرجسِ الألوانِ أصفى حقدِها
ألوانُ وجهٍ داعبتني إنها
كالمزهريّةِ في تناسقِ وردِها
أما سواد ثيابها ، ويلي أنا
توحي بأنَّ سوادها من سعدِها
ولها خِصالٌ بالمحاسنِ جَمَّةٌ
عَبَثٌ تحاولُ جاهداً في عدِّها
حمصيةٌ بالضم تبدأ قولها
أما أنا فأنا المُضامُ بقيدِها
* حمص – يحيى صهيب السيد ذاكر