الدكتور سمير نصير ·
La guerre de l’ombre en Syrie, Cia-Pétrodollard et Djihad
تأليف : مكسيم شيكس Maxime CHAIX
الناشر : Erick Bonnier
تاريخ النشر : 2019/03/14
عدد الصفحات : 214
*- المؤلف :
– ماكسيم شيكس, صحفي مستقل متخصص في مجالات الاستخبارات والعمليات السرية والقضايا الاستراتيجية والجرائم المالية والإرهاب العالمي.
– حاصل على درجة الماجستير من كلية الحقوق بجامعة غرونوبل الفرنسية حول : “تاريخ، نظرية وممارسة حقوق الإنسان”.
– يكتب منذ عام 2014 في الموقع الاعلامي لقضايا الدفاع defensa.org ومجلة باري ماتش Paris Match والمواقع الالكترونية : النادي الاعلامي Club Mediapart, عين على الشرق الأوسط MidelleEastEye.net, الواجب Le Devoir وتوقف عند الخبر Arrêt sur Infot.
– أطلق عام 2015, موقعه الخاص MaximeChaix.info لنشر مقالاته وتحقيقاته المختلفة.
– مهتم بشكل خاص بأسباب ونتائج حروب تغيير الأنظمة (العراق، ليبيا، سورية).
*- البعض مما ورد في الكتاب :
الكتاب يشرح… كيف ولسنوات عديدة, ووفق خطة ممنهجة لعملية سميت “خشب الجميز Opération Timber Sycamore“, زودت خلالها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) السلاح لأسوأ أعدائها كما تدعي – تنظيم القاعدة – في محاولة لإسقاط بشار الأسد, بتواطؤ من فرنسا وبريطانيا والمملكة العربية السعودية ودول أخرى…
*- عرفت العملية بأنها مشروع عمل على تمويل “معارضين… متمردين معتدلين” كما تمت تسميتهم, وتزويدهم بالأسلحة وتدريبهم للإطاحة بالحكومة السورية التي يقودها بشار الاسد… شاركت بالعملية بشكل فعلي 16 دولة منها أوروبية (فرنسا وبريطانيا بشكل خاص) وخليجية (السعودية وقطر بشكل خاص) وشرق أوسطية (اسرائيل والأردن وتركيا).
– المؤلف يقدم تحقيقا مذهلا ومقلقا، يخالف ويتحدى العديد من الأفكار التي روجها ويروجها الاعلام الغربي حول ما حدث في سورية.
– تحت ستار دعم “المتمردين المعتدلين” الذين روج لهم الاعلام الغربي من صور وتقارير تحت مسمى “الجيش الحر”, بين المؤلف كيف دعمت القوى الغربية وشركائها الحركات الاسلامية المتطرفة التي تحمل ذات الفكر الذي تسبب بأحداث 11 أيلول 2001 في أمريكا ومسرح باتاكلان عام 2015 في فرنسا.
*- بالمناسبة, فقد نشرت على صفحتي بتاريخ 2016/01/28, مقالا لمؤلف الكتاب نشره في صحيفة النيويورك تايمز وعلى صفحته الالكترونية, يتحدث فيه عن عملية “خشب الجميز” ويبين فيه الحرب السرية لل CIA في سورية والممولة بشكل رئيس من آل سعود. كما نشرت, أيضا على صفحتي بتاريخ 2016/04/08, مقالا منقولا عن صفحة المؤلف الالكترونية بعنوان “نائبة أمريكية تطرح مشروع قانون ضد الحرب السرية لل CIA في سورية” قدمته لمجلس الشيوخ الأمريكي النائبة عن هاواي تولسي غابارد Tulsi Gabbard وهي سياسية أمريكية شابة, عضو في الحزب الديمقراطي.
– يعرض الكتاب نتائج لقاءات المؤلف مع بعض من كبار خبراء الشؤون السورية والعالم العربي.
– صرح للمؤلف, النائب الفرنسي والقاضي السابق لمكافحة الإرهاب آلان مرسود, بأن هذه العملية حشدت لها امكانات العديد من الوكالات الشرق أوسطية والغربية، بما في ذلك الخدمات الفرنسية الاستخباراتية الخاصة.
– بدأ تنفيذ العملية في خريف عام 2011, وكشفت عنها عام 2015 صحيفة الواشنطن بوست, وعرفتّها بأنها واحدة من أكبر العمليات السرية التابعة للCIA… وتعني حربا سرية متعددة الجنسيات على سورية… تم تمويلها بمليارات الدولارات من المملكة العربية السعودية وقطر, وشاركت بها تركيا واسرائيل وفرنسا وبريطانيا… انه تحالف بين الغرب الطامع للسيطرة والثلاثي المعروف بدعم التطرف الاسلامي الذي يضم السعودية وقطر وتركيا.
– مايكل فلين المدير السابق للمخابرات العسكرية DIA في وزارة الدفاع الأمريكية, كان قد أبلغ البيت الأبيض استيائه من السلوك اللاعقلاني لقناة الجزيرة في دعمها الاعلامي للجماعات المتطرفة في سورية. وفوجىء بأن المسؤولين في إدارة أوباما قد اتخذوا قرارا متعمدا مفاده “ليفعلوا ما يفعلون في سورية”.
– تشارلز ليستر الباحث البريطاني – الأمريكي بمركز بروكنجز في الدوحة بقطر والاختصاصي بالشؤون السورية، أعلن علنا بنهاية عام 2017 عن أسفه فشل هذه الحرب السرية التي نسقتها CIA وشكلت لها قوة من 45000مقاتل.
– يذكر الأكاديمي الأمريكي في جامعة أوكلاهوما جوشوا لانديس, الخبير المختص في الشأن السوري، أن فصائل هؤلاء “المتمردين المعتدلين” الذين دعمتهم CIA وشركاؤها قاتلوا حتى شباط 2014 إلى جانب الميليشيات الإرهابية لينضم العديد منهم بعد 6 أشهر الى “الدولة الإسلامية (داعش)”. و أن ما بين 60 و80 في المائة من الأسلحة التي أدخلتها الولايات المتحدة إلى سورية ذهبت إلى القاعدة والجماعات التابعة لها”.
– وما حدث, أكده للمؤلف فابريس بلانش المتابع للشؤون السورية والمختص بالجغرافيا السياسية ومدير الأبحاث والأستاذ المشارك في “جامعة ليون 2” الفرنسية.
– كشفت التقارير, بان مدير محطة اﻟ CIA في السعودية لعب دورا أكبر من سفير الولايات المتحدة في المملكة, وذلك من خلال التنسيق القوي بينه وبين مدير المخابرات العامة السعودية, اذ كانت العلاقة محصورة بين مدير المحطة وبندر بن سلطان ووزير الداخلية محمد بن نايف الذي أشرف على عمليات توريد الأسلحة الى المتمردين في سورية. ان هذه العلاقة المحصورة بين هؤلاء الثلاثة شكلت ما يشبه الصندوق الأسود.
– في سؤال وجه الى أحد قادة الفصائل الارهابية في صيف 2013 حول استلامهم 500 صاروخ, ضحك بسخرية وقال أنه حتى اللحظة أرسلت لنا السعودية 13000 صاروخ. وللعلم فان السعودية في ذلك العام اشترت 13795 صاروخا من مخزون العتاد الأمريكي.
– في الآونة الأخيرة، أعلنت صحيفة واشنطن بوست انتهاء دعم CIA للمتمردين “المعتدلين”, وأشار الصحافي ديفيد إجناتوس في نفس الصحيفة إلى أن واشنطن وحلفاؤها لا يستطيعون اقتراح بديل سياسي قابل للحياة، ديمقراطي ومعتدّل ضد الحكومة السورية.
– كشفت صحيفة نيويورك نايمز في تشرين الأول 2018 نقلا عن شارلز ليستر الخبير في معهد الشرق الأوسط بواشنطن وجنفياف كازاغراند الخبيرة في الشؤون السورية بمعهد دراسات الحرب بواشنطن أيضا, أنه فور تردي العلاقة بين داعش وهؤلاء المتمردين المدعومين من CIA, نسق أغلبهم مع جبهة النصرة بهدف السيطرة على حلب بتوجيه من CIA وبدعم لا محدود من الأسلحة.
– ما أن شب الخلاف بين قيادات داعش و”المتمردين المعتدلين” المدعومين من CIA… حتى وجّه هؤلاء للتنسيق مع فرع تنظيم القاعدة في سورية المسمى جبهة النصرة… وذلك قبل أن يغير اسمه في تموز 2016 حتى لا يرتبط دوما في أذهان العامة بالقاعدة واسامة بن لادن.
– هذه الانتهاكات الخطيرة كشفها الصحفي المتخصص غاريث بورتر في مقال صريح له بعنوان : كيف قامت الولايات المتحدة بتسليح الإرهابيين في سورية… فكتب :” هذا التدفق الهائل للأسلحة إلى الأراضي السورية باشراف اﻟ CIA ، بالإضافة إلى دخول آلاف المقاتلين الأجانب الى هذا البلد – بشكل رئيسي من تركيا – قد حدد طبيعة هذه الحرب بشكل كبير”. وأشار غاريث في مقاله الى شبكة لتهريب الأسلحة واسعة النطاق أقامتها CIA وحلفائها من دول البلقان وليبيا، بالاضافة الى ارسال 15000 صاروخ TOW الأمريكي المضاد للدبابات من السعودية بدءا من عام 2014. وينهي غاريث مقالته بالاشارة الى أن هذا الكم الهائل من الاسلحة استفادت منه لاحقا داعش بشكل كبير حيث ذكرت ذلك تقارير الخارجية الأمريكية مبينة أنه في جميع أنحاء شمال سورية استولى تنظيم داعش على مقرات النصرة ومخازن ذخيرتها ومستودعات أسلحتها وبعبارة أخرى، فإن تجارة الأسلحة والذخائر الضخمة التي نظمتها CIA لتجهيز “المتمردين” في سورية قد أفادت تنظيم داعش بشكل مباشر أو غير مباشر، وعززت انتشاره. وهذا يجيب على تساؤل الخبراء والصحفيين الغربيين عن الظهور المفاجىء والقوي الغير مفهوم لتنظيم داعش.
– قدر أحد كبار أعضاء هيئة الأركان العامة الفرنسية أنه من بين نحو 100 ألف من المتمردين المناهضين للأسد، “ينتمي على الأقل 80 ألف شخص إلى الجماعات الإرهابية التي حددتها الأمم المتحدة.
*- في نهاية الكتاب وتحت عنوان : “عملية خشب الجميز : فشل تاريخي” يكتب المؤلف :
– ان تقييم هذه السياسة الكارثية، التي روجت لها الصحافة الغربية لصالح سياسات تمزيق وسيطرة عبر متمردون “معتدلون” ذو وزن محدود في الميدان, بينما الأدوات الفعلية لتحقيق هذه السياسات كانت تنظيمات ارهابية أغلب أعضاؤها غير سوريين.
– يمكننا القول أن وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) وشركاؤها فرضوا على سورية حربا مميتة، أسفرت عن عشرات الآلاف من الضحايا في صفوف الجيش السوري وحلفائه، فضلا عن عدد غير محدد أيضا من الضحايا المدنيين الجرحى واللاجئين والمشردين داﺧﻠﻴﺎ وخارجيا.
– هذه المسؤولية المشتركة الكبيرة للقوى الغربية في هذا الصراع, تم حجبها بشكل دائم من الجدل العام، من خلال ما يمكن اعتباره واحدًا من أكبر الإخفاقات الجماعية في تاريخ الصحافة المعاصرة.
– ان ما حدث يستحق الشجب والادانة والمحاسبة دون أي شك، ويوجب الاعتراف بأن حكومة الأسد قد حظيت بدعم شعبي كافٍ وبدعم روسي أيضا للتعامل مع الميليشيات المدعومة من الغرب. ان حكومة الأسد ظلت في السلطة، وهو أمر لم يكن متوقعًا من قبل الاستراتيجيين الذين خططوا للقضاء على النظام السوري.
– لقد فشلت القوى الغربية فشلا ذريعا في رهانها على التغطية الدبلوماسية والاعلامية وعلى المساعدة العسكرية والمالية لحلفائها الإقليميين في دعمهم للجماعات المتطرفة… هؤلاء الحلفاء الاقليميون الوهابيون والعثمانيون الجدد المستاؤون من نموذج الدولة السورية العلمانية ومن علاقاتها بحلفائها.
– على أي حال، في ضوء العواقب المأساوية لهذه الحرب السرية على سورية, التي برمجتها وامنت متطلباتها ال CIA والتي وصفتها الواشنطن بوست في حزيران 2015 بأنها “واحدة من أكبر العمليات السرية”, فإنه لن يستحيل على المؤرخين اعتبارها يومًا ما, أنها أكبر إخفاق للوكالة تسبب بكارثة قد تكون عواقبها مستقبلا أكثر خطورة من عواقب أية حرب اقليمية سابقة.