اعداد : د. سمير ميخائيل نصير
*- “الهضبة السورية”.
– “الهضبة السورية”… كان الاسم المتعارف عليه والأكثر شيوعا لهضبة الجولان قبل عام 1967, حتى باللغة العبرية واللغات الأوروبية… أيضا فإن جيش العدو الصهيوني في بيانه الذي أصدره بعد حرب حزيران 1967 ورد فيه التالي : ” الهضبة السورية في أيادينا”.
– الإشتقاق اللغوي لكلمة الجولان يدل على اتصاله بكلمة (اجوال) وهي تعني البلاد التي تعج فيها الغبار, ويثبت ذلك ما يحدث فعلاً في الجولان من هبوب للرياح وتعجيج الغبار في نهاية الصيف وبداية الخريف إذ يتغير اتجاه الرياح وتصبح عنيفة وغير منتظمة أو زوبعية أحياناً.
– مرت على منطقة الجولان حضارات متعددة… سيطر عليها العموريون مع نهاية الألف 3 ق.م, ثم الآراميون الذين أسسوا مجموعات زراعية مستقرة ودولاً واسر حاكمة في سورية.
– قبل الإسلام, كان يطلق اسم الجولان على جبل في بلاد الشام يسمى جبل الجولان وكان جزءاً من إمارة الغساسنة العرب الذين حكموا جنوب سورية وعاشوا وتركوا فيها اثاراً تنتشر في أنحاء واسعة أشهرها قصر الحير.
– لم يستطع الكيان الصهيوني نشر واستثمار ما يمكن أن يربط أساطير تلموده وأسفار توراته بالجولان وفق تفاسيره المزورة الخاصة التي اعتاد أن يسخرها لبسط سيطرته كما فعل في فلسطين.
– تبلغ مساحة الهضبة 1860 كم², ومتوسط ارتفاعها 1226م, وأعلى نقطة مرتفعة فيها تبلغ 2814م, وتمتد الهضبة على مسافة 74 كم من الشمال إلى الجنوب دون أن يتجاوز أقصى عرض لها 27 كم.
– بلغ عدد قرى الهضبة قبل الاحتلال 164 قرية وعدد مزارعها 146 مزرعة. اما عدد القرى والمزارع التي وقعت تحت الاحتلال فبلغ 137 قرية و112 مزرعة إضافة إلى مدينة القنيطرة… وقد دمر الاحتلال 131 قرية و112 مزرعة ومدينتين.
– بلغ عدد القرى التي بقي فيها سكانها العرب السوريين 6 قرى هي : مجدل شمس, مسعدة, بقعاتا, عين قنية, الغجر وسحيتا, وتم ترحيل سكان سحيتا في ما بعد إلى قرية مسعدة لإنشاء معسكر صهيوني فيها.
– تحتوي الهضبة على الكثير من الموارد وأهمها النفط والمياه الغزيرة، كما أنها أرض زراعية خصبة… يشتهر أهلها السوريون بزراعة التفاح والكروم.
– في عام 1968، وبعد أقل من عام على احتلال الهضبة، سنّت إسرائيل سلسلة من القوانين للسيطرة على موارد الهضبة… أهمها الأمر العسكري رقم 120 الذي منحها السيطرة على موارد المياه فيها، إضافة إلى قانون آخر جرد ملاك الأراضي السوريين من امتلاك المياه التي تنبع أو تمر في أراضيهم، وهو ما كان يعني فقدان المزارعين الوصول إلى المياه اللازمة لري أراضيهم واضطرارهم إلى شراء الماء من الشركات الإسرائيلية بحصص منخفضة وأثمان مكلفة.
*- محطات من تاريخ الهضبة المملوء بالقرصنة الاستعمارية والعربدة الاسرائيلية الأمريكية.
– في نهاية القرن 19 عشر وبداية القرن 20, شهدت هضبة الجولان للمرة الأولى تدفقات محدودة من المهاجرين اليهود الذين أسسوا مستوطنات بدائية صغيرة الحجم، قبل أن تسقط المنطقة تحت الانتداب الفرنسي, حيث تم ترسيم الحدود الدولية المعترف بها لسورية عام 1923، وظلت فيها سورية بما فيها منطقة الجولان واقعة تحت الانتداب الفرنسي إلى حين جلاء القوات الأجنبية عنها في نيسان 1946 بعد نهاية الحرب العالمية الثانية.
– بعد حرب 1948 وقيام الكيان الصهيوني، تم لأول مرة إنشاء منطقة محظورة منزوعة السلاح في الجولان, حيث كانت المرتفعات موقعا متكررا للاشتباكات بين القوات الإسرائيلية والسورية في ظل مساعي الكيان الصهيوني فرض هيمنته على الهضبة عبر زراعة أجزاء منها أو السيطرة على بعض مواردها المائية… لكن الكيان الغاصب لم يلتزم بالحظر في معظم الأوقات وكثيرا ما كان يقوم باستفزاز السوريين عبر خرق المنطقة العازلة وتسيير مركبات إلى الشرق أو إقامة مستوطنات في المنطقة المعزولة… وهو ما أدى إلى نشوب مواجهات عسكرية متكررة أصبحت أكثر توترا في الأشهر التي سبقت عدوان عام 1967 حيث حرصت سورية على الاستفادة من موقعها المرتفع في الجولان لشن هجمات مدفعية على بلدات الشمال الإسرائيلي.
– مع شن الكيان الصهيوني لحربه الشاملة عام 1967 كانت الجولان على رأس أهداف الاحتلال العسكري الإسرائيلي الذي قام بفرض السيطرة العسكرية على ثلثي مساحتها.
– أيدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بقرارها رقم 3240 الاتهام السوري لإسرائيل بتدمير مدينة القنيطرة قبل انسحابها منها بعد حرب 1973، فعبّرت الجمعية عن قناعتها العميقة “بأن القوات والسلطات الإسرائيلية المحتلة كانت مسؤولة عن التدمير المتعمد الكامل لمدينة القنيطرة، في خرق للبند 53 من معاهدة جنيف لعام 1949”.
– قام كنيست الكيان الصهيوني في بداية كانون الأول 1981 بإقرار قانون الجولان، وفرض الإدارة الإسرائيلية والقانون والقضاء الإسرائيليين على الهضبة المحتلة، وهو تحرك رفضه مجلس الأمن في قراره رقم 479 الصادر في السابع عشر من الشهر نفسه، والذي أكّد عدم جواز الاستيلاء على الأراضي بالقوة.
– في 22 كانون الأول 2011, صدر عن الأمم المتحدة القرار رقم 66/225 وهو يحمل العنوان التالي : “السيادة الدائمة للشعب الفلسطيني في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وللسكان العرب في الجولان السوري المحتل على مواردهم الطبيعية”.
– أصدرت الادارة الأمريكية, أولى تلميحاتها غير المباشرة بأنها لم تعد تعتبر الجولان أرضا محتلة, وذلك في تقريرها السنوي لحقوق الإنسان الصادر عن وزارة الخارجية الذي وصف الجولان أنها منطقة “خاضعة لسيطرة إسرائيل” وليست “محتلة من قِبل إسرائيل”… وقبل ذلك بأشهر, وتحديدا في 16 تشرين الثاني 2018… بعثت واشنطن برسالة مبكرة وغير مباشرة حول القضية حين صوّتت سفيرتها في الأمم المتحدة آنذاك، نيكي هيلي، ضد قرار الجمعية العامة الذي دعا إسرائيل الى الكف عن استغلال الموارد الطبيعية في الجولان المحتل أو إتلافها أو التسبب بضياعها أو استنفادها أو تعريضها للخطر وإلغاء احتلالها للجولان، واصفة التصويت الأممي بأنه “إجراء سنوي عديم الفائدة” لتصبح الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي صوّتت مع اسرائيل ضد القرار وذلك في تحدٍّ واضح لإجماع 159 دولة صوّتت لصالح القرار في الجمعية العامة.
*- أصدقائي… رأيناهم في مشهد هوليودي… يوقعون… يبتسمون… يصفقون… يتصافحون… محتفلين بما ليس لهم ولن يكون يوما لهم… ولم يحفل التاريخ شاهدا عن وطأة قدم لهم في هضبتنا السورية… انها وقاحة سبقت وقاحة أبناء الشوارع بأشواط… كل ما جرى لن يغير شيئا… ستبقى هضبة الجولان الهضبة السورية… سورية الى الأبد… وستعود…
*- أصدقائي… لم يكن مفاجأ ما قام به ترامب بمنح صكوك ملكية ما لا يملكه بالمطلق… ولطالما تفاخر دوما بيهودية بعض أفراد عائلته… فهو يتمنى لو كان يهوديا… أوليس هو القائل : “ليس فقط حفيدي يهوديا, ولكن ابنتي أيضا يهودية وأنا فخور جدا”. وبالمقابل لسنا بحاجة لتوصيفه بأبشع الصفات التي يستحقها… فإعلامه وصفه بما يستحق… مقابل ما يفعل… فمن جملة ما قال عنه اعلامه أنه : متكبر, جشع, حسود, غيظي, كسول, شره, شهواني…
*- أصدقائي… ويبقى للجولان وللقنيطرة بالذات… في داخلي… نبض يشدني اليها دوما فجعلني أتردد اليها بين حين وآخر… اذ رغم أنني لم أعش فيها سوى بضعة أشهر… غير أن أول يوم من هذه الأشهر كان يوم مولدي في مدينة القنيطرة يوم 3 نيسان 1949.