د . م . عبد الله أحمد
لا أعرف كيف وصلت الى تلك التخوم …لاشيء إلا الظلام …وكهف قديم …وحكيم ضرير يتمتم مرحبا ايها الظلام يا صديقي القديم لقد جئت للحديث معك مرة أخرى!
ونظر الي وكأنه يرى بوضوح …وأنا مندهش وقال : لماذا تنظر من خلال كل ذلك الرعب ؟ الحواس خادعة …ومن لا يرى الا بحواسه فإنه لا يرى شيء ….
في الأحلام المضطربة مشيت وحدي
وفي شوارع ضيقة على الحصى تحت هالة من الاضواء المصنعة
عندما طعنت عيني بومضة ..أنقسم الليل
ولمست صوت الصمت…
رأيت مئات الناس …
يتحدثون دون كلام
ويسمعون دون إصغاء
يكتبون الأغاني ولا يسمح للصوت أن يطلق
ولا أحد يجرؤ أن يزعج صوت الصمت
الصمت مثل السرطان ينمو
وقلت …للناس …لاحدهم ….لنفسي
اسمع كلماتي التي قد أعلمك بها
خذ ذراعي حتى أتمكن من الوصول إليك …..
لكن كلماتي سقطت مثل قطرات المطر الصامتة
وآلابار رددت الصمت…وانحى الناس الى هياكل صنعوها وصلوا ….
إنه همس في صوت الصمت….
وقال أحدهم ….دون أن يتكلم …
أنا أستمع …لا تخف ..أنا أستمع بشدة لدرجة الألم ..
عندما كنت في النهر كان عطشي أن اجتاز الضفة ..وعندما أصبحت خلفي بدأت بالغناء
هل تدري لماذا ؟ أن الضحايا يغنون..ليتم استعادة الندم ….
فقلت …
هل تدري كيف تهجر الندم ..حطم الهكيل الذي صعنته، ففي قلبك هيكل ، واستمع الى لحن الوجود …وعندها لن تكون الضحية،ولا ندم كي يستعاد…
هل عرفت الحد الفاصل بين الظلمة والنور؟