.سنجــتاز الحصــار الاقتصــادي، والحـــرب النفســـية، كما اجتـزنا الحـرب العسـكرية
..مـــن يَخـــــاف أو يُخَـــــوِّفْ ليــــس منـــــا، ولــــو تلـــــطى تحــــت العــــلم الوطني
.. خسـارة سـورية، تعـني خسـارة قطـب بكامـله، وهـذا بات من المستـحيلات العـــشر
المحامي محمد محسن
أيها المُرجفون الخَائِفون المُخوِّفون العملاء، والجواسيس، النادبون حظهم، والتائهون، الذين تتمظهرون بألف مظهر كالحرباء، أنا لا أتحدث أليكم ايها الذين خرجتم على الوطن، وعرضتم تاريخكم للبيع، وتبعثرتم حيث أسواق المزاد، لأنكم أصبحتم في خانة الجواسيس، الذين يقبضون مالاً ويُقَبِّضون لمن هم في سربهم، ومن ضمن قطعانهم، ـــ كما قال الجاسوس اللبواني نموذجاً الذي قَبَضَ وقَبَّضْ ـــ ولا أتحدث عن من ذهب مستنجداً بإسرائيل لقصف وطنه وتدميره معلناً تحالفه معها ـــ كفهد المصري نموذجاً الذي تعاقد مع اسرائيل ـــ ولا على من وقع على اعلان دمشق / 2006 /، وهو يعلم أن التوقيع مدفوع الثمن من أمريكا ـــ وهم هنا كثيرون ـــ .
.
كما ولا أتحدث عن الاخونج، أو عن الوهابيين، أو عن السلفيين الذين يعيشون كالجرذان في كهوف التاريخ ومجاهله، قدريون، استسلاميون، هؤلاء يخلقون عملاء بالفطرة، ولا عن شيوخ الارهاب، وجهاد النكاح، وفقهائهم الذين أفتوا بأن قتل السوري هو فرض عين، ـــ أما قتل الإسرائيلي فهذا حرام ـــ ولا أتحدث عن الملوك والأمراء العملاء الذين فضحهم ترامب عندما قال ( لو لا السعودية لغادرت اسرائيل ) ثم أضاف ( ولولا حمايتنا للسعودية لما بقيت اسبوعاً )، إذن الحامي واحد للكيانين هي أمريكا، أما اسرائيل فهي محمية من اثنين، وقل ثلاثة أو أكثر، من الملوك والأمراء ـــ العرب ـــ وأمريكا، في آن، إذن الجميع في نفس الخندق .
.
ولا أتحدث عن الذين خرجوا مع الخارجين، على أمل العودة على حصان أميركي، ويمسكون بأيديهم مفاتيح السلطة، وزيراً أو مديراً، ثم خاب فألهم، فالتحقوا بأخلاط المرتزقة المتنكرين لتاريخهم ، والخاذلين لشعبهم، الذين قتلهم الانتظار، والترقب، واليأس، الذي أتى على كل ما يملكون من صبر، والذين كانوا يأملون ، أن الوطن الذي كان وطنهم سيسقط بين ليلة وأخرى، فخاب الأمل، فتاهوا حتى أجهز الحقد على أكبادهم، فمنهم من مات مكتئباً، ومنهم من جن، ومنهم من راح مشرداً على الأرصفة ضائعاً مبعثراً ـــ كسهير الأتاسي نموذجاً ـــ ، بعد أن تركهم ممولوهم، وبعد أن تخلى عنهم من قاد سرب عمالتهم، ومنهم من لايزال ينتظر وما بدلوا تبديلا.
.
حتى الذين كانوا بيننا، ـــ وسجلوا في دفتر المعارضة لكن بملمح وطني ـــ وكانوا يتحدثون بلغة الغيرة على الوطن، ويتصادقون معنا، لكنهم كانوا يتذاكون فيزرعون كلمة شك هنا، أو تعبير تَخَوفٍ هناك، أو يدعون لتوطين الهزيمة من خلال زرع التشاؤم، أو يتحدثون ضد الطائفية وهم خدامها، هؤلاء [ الانتظاريون ]، أو [ التوابون ] أو [ الصفاعنة ـــ الجرابيع ـــ ] و [ هم أكثر من طابور واحد، لأن لكل دولة معادية طابورها ] ف ( جميع هؤلاء الذين يحملون هذه الهويات )، بدأوا يرون بصيص أمل، في الحرب الاقتصادية والنفسية، التي تشن الآن بشكلها السافر، فسرى ببعضهم نسغ حياة كاذب، ،لأنهم يعتقدون أنهم سيحصدون من هذه الحرب النفسيةـــ الاقتصادية، ما لم يستطيعون تحقيقه من خلال الحرب العسكرية،
.
علينا أن نعترف أن هؤلاء الخائفون المُخَوِّفون، باتوا الآن يشكلون خطراً، في هذه المرحلة، مستغلين حاجات المواطن المتعب، وعلى كل عاقل أن يلعنهم في أي موقع، وهم الآن يلعبون ويسرحون ويمرحون، مستغلين أزمة ( البنزين ) العارضة وغيرها ــ معتمدين على قول راسخ عند البعض أن أمريكا كلية القدرة ولا تهزم !! ـــ ويُظهرون شماتتهم بالذين كانوا صامدين صابرين، فيحاولون خلخلة ثقتهم بأنفسهم أولاً، ومن ثم ثقتهم بقدرة الوطن على تجاوز المحنة، ومحاولة زرع الشك بمدى صدقية الحلفاء وجدوى التحالف، وبأن النصر مستحيل، لأن أمريكا التي لا تهزم ، وراءها أيضاً اسرائيل، والملوك، وفقهاء التوحش فكلهم ضدكم فلا نفاذ ـــ .
أما المثقفون الذين كنا نصنفهم طليعيين، معتمدين على دورهم التوعوي، وعلى يساريتهم الحرفية ـــ كالشيوعي رياض الترك، وربيبه ميشيل كيلو ـــ ، أو انتمائهم العروبي الناصري، ـــ كعبد العظيم الناصري تنظيمياً، الاخونجي فكرياً نموذجاً ـــ ، وإذا بثقافتهم مجرد قشرة رقيقة خادعة تخفي تحتها صديداً، وعفناً، وحقداً ، فغادروا مواقع ثروتهم الفكرية، إلى حيث الثروة المادية ، بعد أن استجابوا لرنين الدولار، أو الريال ، أو وعد بمنصب، نعم سقطوا عند أول صيحة مذهبية، فدخلوا في قطعان الغوغاء، وتنازلوا عن تبايناتهم الفكرية، بعد أن قدمت عقولهم استقالتها ، فتحولوا إلى بغال، يجرون وراءهم بعضاً من أمانيهم السرابية، أو يحملون على ظهورهم خيبة أحلامهم، أو أحقادهم المذهبية، أو شوفينيتهم القومية .
.
كل هذه التشكيلات الرخوة، المتذبذبة، التي تملك في جيناتها كرمزومات النذالة والتبعية، والخيانة، كنت أحذر منهم، لأنني كنت ألمح في ثنايا صفحاتهم، أو ما بين سطورهم، أو في أقوالهم، بعضاً من ملمح مذهبي، أو محاولة دس لكلمة شك ، أو محاولة سرقة زهوة انتصار في معركة، من خلال ثقبها وتسريب بعض من مضائها، وذلك بكشف، أو خلق، بعض من جوانبها السلبية، نعم انهم [ الانتظاريون، الحربائيون ] .
.
………… لكــل هـــؤلاء ومــن نسينـا أن نــدل عليـهم توصيفــاً، نصفعهم ونقـــول : :
أولاً ـــ تذكـــــــروا صـــــــمود شعبـــــــــنا ::
موتوا بغيظكم !! [ إن شعباً تستقبل فيه الأمهات، والقرى، والدساكر، أبناءها شهيداً بعد شهيد بالزغاريد، شعب لن يموت ]، وأن الشعب الذي تحمل القصف، والموت، والدمار، لتسع من السنوات لم يتململ، ولم يترك بيته مهزوماً، خائباً ومُخَيِّباً، بل بقي صابراً معانداً، هذا الشعب لن يهن ، ولن يستسلم، لذلك كان على قطعان العملاء من كل صنف ولون، أن يدركوا أيضاً القاعدة الحياتية التي تعتمدها الشعوب الحية في الملمات كشعبنا، إنه من رحم الدمار، والحصار، ومحاولة التجويع، ووطأة المعاناة يستولد الصبر، والصمود، وروح التضامن المجتمعي، والتحدي، والمواجهة، والتضحية، واجتراح المعجزات الموصلة للنصر، كما كان موقفهم من الحرب العسكرية .
.
ثانياً ـــ صمـــود جيشـــنا وأصــدقــائه وحلفـــــائه ::
صمود الجيش العربي السوري الأسطوري، هو وأصدقاؤه وحلفاؤه، الذين لاحقوا الارهاب المتوحش، المدعوم من أقوى دولة في العالم، مع حلف يقترب عديد دوله عن المائة ، لاحقوهم قطيعاً بعد قطيع، وأخرجوهم من كل حي، وقرية، ووكر، وواد، وبادية، وفي الليل والنهار، وقتلوا منهم مئات الآلاف، وهرب الباقي، هذا الجيش الذي قدم مئات الألاف من الشهداء ، وما زال في قلبي المعركة، وحقق من الانتصارات ما أذهل العالم، ، أما الباقين فلقد حملوا بالباصات، وتكوموا في المزابل إدلب، هذا الجيش وحلفاؤه، الذين حرروا كل هذه المساحات لقادر على سحق من تبقى، بيوم أو بعض اليوم، وهذا معلوم لدى كل من يتعاطى فلسفة ألف باء الحروب، والواقع يشير إلى أن الكي في نهاية المطاف سيكون هو الحل .
.
ثالثاً ـــ تشــــكل القــــطب المشــــرقي المـــــواجه ::
على الميدان السوري ومن خلال المواجهة الفعلية المشتركة، ولد القطب المشرقي، وقوي عوده، وواجه آلة الحرب الأمريكية بكل ملاحقها، بشكل مباشر، وكسرها في ألف معركة ومعركة، بات هذا القطب أملاً مرتجى، ليس لسورية بل لكل شعوب العالم المتطلعة للحرية، التي لها مصلحة بوقف التوحش والتغول الأمريكي في دماء الشعوب، هذا القطب أصبح حقيقة واقعة، كما أصبح مكسباً تاريخياً واقعياً وليس حلماً، ومن خلال الميدان السوري، رد عن شعوبه غائلتين : :
.
الغائلة الأولى : كان الارهاب سَيُنقل أو سَيَنْتَقِلْ إلى أرض روسيا والصين .
الارهاب الذي لولا سحقه على الميدان السوري، كانت أمريكا تعده ليتسلل أو سَيُنْقل إلى الدول الاسلامية في القوقاز، ليواجهوا بهم روسيا ـــ وإلى مناطق ( الإيغور المسلمين) الذين يقطنون في الجنوب الغربي من الصين، الذين لبوا نداء القتل، ولا يزالون يعملون في القطعان الارهابية في سورية .
.
أما الغائلة الثانية : الخسارة ستكون خسارة قطب بكامله وهذا بات من المستحيلات .
إن الحرب على سورية رغم أهميتها المركزية، لم تكن إلا حرباً تمهيدية، تهدف من ورائها أمريكا من حيث المآل، حصار روسيا ، والصين، والحؤول دون حلمهما بتشكيل القطب المنافس، من هذا الادراك جاؤوا لملاقاة الخصم في الميدان السوري، ومن على هذا الميدان، ومن غمار آلاف المعارك المشتركة وكما قلنا، ولد القطب المشرقي، واشتد عوده، واكتسب خبرات هائلة، ، لذلك باتت الخسارة من المستحيلات، لأنها ستكون خسارة قطب بجميع دوله، وعلى رأسها روسيا والصين وإيران قبل سورية، وهذه الدول تملك قدرات عسكرية هائلة، لا قبل لأمريكا بمواجهتها ، إلا من خلال حرب عالمية لا تبقِ ولا تذر، وهذه باتت من منسيات التاريخ .
.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.
…………لذلــــك نقــــول بـــل نصـــرخ ليسمـــع مــن فــي آذانـه وقـــر من العملاء…
…………ونقــــول لــهم لا تحلـــموا لأن الخيبــــة الأخيـــرة لكـــم تعنـــي المــــوت…
…………ونوجـــه بعضــاً مــن كــــلام إلــى مواطننــــا الصــــامد المتـــعب ……….
…………الخسارة مستحيلة … الخسارة مستحيلة …. الخسارة مستحيلة …………….
…………لأنها باتت خسارة قطب بكامل دوله ــــ روسيا، والصين، وإيران …………
…………والخسارة لهذه الدول لا تتم إلا بحرب عالمية، وهذه باتت من المستحيلات…