د . سنان علي ديب
إن الحالة التي تمر بها سورية بحاجة لحنكة و لعقلانية وليست بحاجة لخطابات مجهولة النتائج وما يلفت النظر توقيت حملات متواترة هدامة و مخربة لما وصلت له البلاد ليتوه المتلقي للغاية منها وللتوقيت..من المؤكد لاي أزمة مفرزات فكيف لكارثة معقدة استطيع بحنكة احتواء اغلب مفرزاتها بانتظار الولوج للمسببات والتي كان اهمها الفساد ولم يكن المالي فقط وانما الفكري و التصحر السياسي تضاف لامراض بنيوية بالتفكير و بالسلوكية جعلت الانانية عنوان و الترف الفكري سباق.ما جعلنا نخوض في موضوع اشكالي هو الوطن والمواطن والابتعاد وعدم الخوض وإعطاء الرأي فيه جبن وانتهازية..لنبدأ بموضوع المصطلحات وكان هدف عملنا منذ البدء توحيدها او التقاطع نحوها ومن هذه المصطلحات كان مفهوم العلمانية والذي يعني فصل الدين عن السلطة بحيث لرجال الدين مؤسساتهم بعيدا عن التدخل بالامور السياسية والقانون هو الفاصل بين الجميع و قبل الازمة بسنوات وقبل الحرب القذرة على العراق كان المجتمع السوري علماني بالفطرة ولكن الحرب الامريكية غيرت وجعلت البنى تهتز و جعلت تغيير البنى واجب لما هو قادم فالتأطير أهم من الفوضى ولو خالف هذا التأطير مبادئنا وافكارنا و كان الهدف التهيئة لما تعمل عليه الولايات من حروب دينية مدمرة والهدف الاكبر هو شيطنة الاسلام وهو ما سخرت له اشباه متدينين و محطات و سلوكيات مستفزة.و منظرين مأجورين لبث السموم ومن تنظيراتهم العلمانية تلغي الاديان و تنفي وجود الله.وبالمقابل دفعت الحكومة لهوامش تاطيرية غايوية طفى عنها تماهي مع الحالة الدينية الفضاوية في ظل قتل الاحزاب و اجتثاثها وفي ظل الفساد المستشري وفي ظل جهل منظم فكان اللجوء لتنظيمات بعضها ديني مستمد من الديانات السماوية وبعضها نبعه ما دس من سموم لتشويه الدين و بث الفتنة وإفاضة الدماء و كانت سورية أحد الدول التي انتشرت بها ظواهر دينية ومنها القبيسيات ومنها ازدياد عدد دور العبادة والمدارس الدينية وجاءت الأزمة ليلعب على الوتر المذهبي المخيف ولكن لجوء بعضها للسلاح خلاف لروحية الأديان والسلوكيات المتبعة من السلطة و المؤسسة الدينية و سلوكيتها الاستيعابية بتوجيه ومتابعة قد افشلت اغلب المخططات وكان للدولة عقلانية بهذا الاطار عبر محاولة الاستيعاب و متابعة و تسخير جزء كبير منها لامتصاص الأزمة وهو ماعبر عنه بشكل واضح بسوتشي بوصف سورية غير طائفية وهو ما لم يعجب بعض المنظرين والتي تتجلى العلمانية لديهم بشتم والتهجم على دين ومذهب معين ولكن تعصبهم واضح لدينهم او بعض اصحاب الأفكار الاباحية او المبرمجين والماجورين والتابعين لدول غير سوريتنا ومنها ما يمانع الحل السوري للازمة..وكل ما قرب الحل يبحثون عن خطابات تصعيدية و تفتيتية و من مجهر صغير ومصالح ضيقة متناسين ان مصلحة الوطن اهم من ترفهم ومن تبعيتهم ولكنهم طيور الظلام و مبرمجي الخطاب في ظل الأفاق الجديدة المفائلة بعد تغلب الرؤية السورية على باقي الرؤى..ليضع اشارات استفهام على توقيت التصعيد وعلى أسلوبه وعلى محاولة شق الصف الواحد..بما يعرقل الحل..وهو ما كان بالحملة الكبيرة على وزارة الاوقاف والتي سموها بالطالبانية وعلى ما سمي بالقبيسيات وحسب ما سرب انهم حوالي ٧٥ الف داعية وكل ما رمم جامع تصوب السهام والحملات المستعرة كأن العلمانية تعني لديهم مواجهة الاسلام كدين وليس حسب ماهية المصطلح وليكون ردفعل خطابهم المزيد من التقوقع و انضواء من لم يفكر في يوم من الايام بعباءة دينية و ليكون منتمي التأطيرات التي سبقت الأزمة بسنوات في خندق الدفاع…لو أن هؤلاء يعرفون ماذا يقولوا لخدمة الوطن لطالبوا بتنظيم وتوجيه هذه التشكيلات لخدمة النسيج المجتمعي عبر إصلاح حقيقي فكما نعلم أن المنظومة مؤلفة من المكان و الخطبة والخطيب وكان لسوء الاختيارات دور في انحرافها عن الدور ويحق للدولة أن تشرف على كل ما يدور ضمن حدود بلدها.مثلما يحق لها تنظيم و توجيه ما سمي المجتمع المدني الاختراق الغربي الجديد …..وهكذا فإن الخطاب العلماني الجديد الموجه من دول قد تكون لا علمانية وشخصيات الفساد المأزم زعزع الكثير من الآمال و سود الصفحة من حيث التوقيت والمحتوى والشخصنة المهم أن يستفاد من هذا الجدل البيزنطي لما يخدم بصدق البلد ضمن الظروف ..وحتى لا يثرثر الماجورين ليسوا اكثر علمانية منا ولكن ضمن مفهومها الصحيح ونحن طالما يوجد قانون لا نقبل لاحد أن يقوض حريتنا ولكن أن نلغي ونشتم اي آخر سيلغينا ويكفرنا…و ليس الوقت مناسب…ما يثلج الصدر توافق مؤسساتي كبير على الاستيعاب والتصدي العقلاني لكل الظواهر وكان هناك عمل لتنظيم المجتمع الأهلي والمدني وتوجيهه وكذلك لكل الظواهر الأخرة باسلوب وطني جامع استيعابي بما يخدم البلد عبر روحانية الأديان و تفعيل القوى الوطنية إن وجدت بشكل كاف….إن المشكلة لم تكن بالأديان وإنما بتشوه بالدور بالاختيارات او بالمحتوى أو باسلوب الصدمة المرافق لهجمات تضليلية وكذلك بفشل المشاريع التنويرية و قزامة المشاريع الفكرية وبالتصحر السياسي و بالتفريغ فلايوجد منطقة الا وتحوي مركز ثقافي ومؤسسة تعليمية فما هي مخرجاتهم