وزير تونسي اسرائيلي الهوية ، صهيوني الهوى ابن ( النهضة الاخوانية )
التطبيع الوقح والمتسارع ، سيوقــظ الشعوب ضد الملوك والأمراء العملاء
من هنا نقرأ الحرص الأمريكي ، لتنـصيب الاخـوان على مقدرات المنطقة
المحامي محمد محسن
التطبيع ليس ابن هذه المرحلة ، ولا وليد اتفاقية ” كامب ديفد ” ، أو وادي عربة ، بل هو جارٍ منذ أن تبادل الصهاينة الرسائل ، مع الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود ، أي قبل اغتصاب فلسطين عام 1948 وبعده ، ويمكن أن نعتبر أن جميع الحروب التي أشعلتها اسرائيل ضدنا ، بقرار أمريكي طبعاً وبدعم غربي شامل ، ما كانت إلا محاولة للتطبيع لكن بالفرض عن طريق القوة ، ولم يكن ملوك بني سعود الذين ماتوا والذين لايزالون ينتظرون ، إلا أداة من أدوات التهيئة للتطبيع ، وكذلك كان دور الحسين بن طلال ، وعبد الله بن الحسين ، وكل من يعتقد أو يشكك بهذه القناعة ، هو غير محيط بأسباب تأسيس [ ممالك الدور والوظيفة ] ، التي خُلقت لتُمارس دورها في اسناد اسرائيل ، ولكن من خلال عباءة عربية المظهر .
.
…وزير سياحة تونسي ( اسرائيلي الهوية ، صهيوني الهوى ) ما هذا ؟ ؟:
.
ولكن الاختراق التطبيعي الذي فاق كل التوقعات ، ليس استقبال السلطان قابوس لنتن ياهو ، ولا الزيارات المتبادلة بين القَطَريين ، والسعوديين ، والاماراتيين ، والبحرانيين ، وبين الاسرائيليين ، لأن هذا أمر قديم ولا يثير الاستغراب ، فكل ما في الأمر أن الزيارات أصبحت في وضح النهار، وتحت ضوء الشمس ، ولكن من غير المألوف ، حفلات الرقص ، والغناء ، والحبور ، التي تمت في شوارع ، وحارات المدن التونسية ، والهتاف علناً بنصرة ” الجيش الاسرائيلي ” بحضور ، ومشاركة ، وزير السياحة التونسي ، الذي تبين أنه اسرائيلي الهوية ، صهيوني الهوى ، حيث استقبل أبناء جلدته في المطار ، محتفلاً بهم ، ومرحباً ، ومتحدثاً ، ومنحهم كل الحرية في زيارة البيوت ، والمقابر ، حتى والسماح لقاتل المناضل ” أبا جهاد ” بزيارة منزله تشفياً .
……….. تونس التي قال فيها الشاعر الكبير بدوي الجبل :
ــــــــــ دمُ تونـسَ لم يثـأر لـه …. بالقدس ــ هانَ على الأيام ــ لاهانا ـــــــــ
.
ولكن يزول الاستغراب ، ويتلاشى العجب ، عندما نعلم أن البرلمان التونسي ، الذي يشكل [ حزب النهضة الاخواني أكثرية أعضائه ، هو من نصب هذا الوزير الصهيوني ، وهو الذي أسقط مشروع قانونٍ يحرم التطبيع مع اسرائيل ] ، هذه المواقف التطبيعية الاخوانية التونسية ، تتناغم مع مواقف الرئيس المصري المخلوع ، ( مرسي الاخواني ) ورسالته لصديقه ( الغالي ) الصهيوني ( بيريز رئيس وزراء اسرائيل ) التي عبر فيها عن مشاعره الطيبة تجاه اسرائيل ، ولكن ذاك الرئيس نال جزاءه من الشعب المصري ، حيث أُقصي شعبياً ولُعن وسُجن ، فهل يعتمد الشعب العربي في تونس ، نفس الأسلوب مع حزب النهضة الاخواني ، ووزيره الصهيوني ، ؟ فيلعنهما في الانتخابات القادمة ، ؟ ومن هذا المناخ يمكن أن ندرك تماماً الحرص الأمريكي على إيصال الاخوان المسلمين المؤهلين للتطبيع ، إلى مقاليد السلطة في المنطقة ؟.
.
………..تسـارع فـي التطـبيع بعـد فشـل فرضه من خلال الحرب :
كان معسكر العدوان بكل تشكيلاته : يثق أن هذه الحرب ـــ التي كانوا يعتقدون أنها الحرب الخاتمة ـــ ، لن تسارع في التطبيع فحسب ، بل سيصبح التطبيع أمراً مألوفاً ، ونتيجة حتمية ومنطقية ، وسيصبح التلاقي ، والاستقبال الوقح ، للإسرائيليين أمراً مفروضاً من الوزراء والامراء ، ولكن الخسران المبين ، جعل الملوك العملاء وحلفائهم الاسرائيليين يحاولون رتق العلاقات مع اسرائيل ، وذلك بالتعويض عن الخسران، بتلك التظاهرات التطبيعية الشكلانية ، التي لا تقدم ولا تؤخر ، بل وضعت الأمور على الميزان ، الملوك وأزلامهم عملاء بالجملة في كفة ، وشعوبهم في الكفة الثانية ، التي ستثبت الأيام أنهم ليسوا خانعين ، [ وسيقولون (لا) لملوكهم العملاء ] ولكن ظلمٌ عمره قرون سيترك بصماته ، لذلك كان دور كل الطليعيين العرب استنهاض الشعوب ضد جلاديها ، وعدم وضعها مع ملوكها عند التحليل في سلة واحدة .
.
…………لمـــاذا وصــلنا إلــى هنــا ؟ ولماذا اختلـــطت الأوراق ؟؟
تاريخ من الحروب للتركيع ، والقبول ، بالجسم الغريب كان أوله عام / 1956 / حيث كانت الضربة الأَمَرُّ ، حيث هزت ركني حركة التحرر العربية ـــ في مصر وسورية ـــ ، ثم تلتها الضربة الثانية المميتة ، في أيلول الأسود عام /1970 / ، حيث سحقت المقاومة في الأردن ، واستشهد عبد الناصر ، ثم فتح حزب البعث في سورية ابوابه التنظيمية لكل الهوام ، [ عندها بدأت ” حشرة العث الدينية ” تفتت بنانا الاجتماعية ، وتتغذى على مشاعرنا القومية ـــ التقدمية ـــ العقلانية ، ] ومن ذاك المناخ بدأ المال القطري ، يتصارع مع المال السعودي ، لشراء الشيوخ والمؤسسات الدينية الاسلامية ، هذا يدعو للاخونج ، وذاك يدعو للوهابية ، لكن الوهابية دفعت أكثر فاشترت الأزهر .
.
حتى الجامعة العربية ولدت لامتصاص النسغ العربي المتمرد ، من خلال دورها الشكلاني ، وتسريب أي نزوع قومي تضامني جاد ، وتفريغ قراراتها من أي فعل تطبيقي جدي ، انتقلت مصر السادات إلى الضفة الأخرى ، وضعف الدور السوري ، وتسلمت المحميات الخليجية ، دور القيادة والتوجيه في هذه الجامعة المسخ ، حتى أسند لها في حروب ( الربيع العربي ) ، تنفيذ قرارات الناتو ، فقررت المساهمة في تدمير ليبيا ، في زمن العميل المفضوح ” عمر موسى ” ثم أكمل أبا ” الغيط التافه ” طريق سلفه العميل ، بل زاد عليه حيث نادى ولا يزال ينادي بتدمير سورية ، واليمن .
.
……….لــم تصــل حالــة الــرؤية إلـى هـذا الوضـوح منـذ قـرن ………
……لذلك قلنا ولا نزال نقول أن لهذه الحرب ( منفعة ، بل منفعتين ) :
رغم الدمار والموت الذي حصل ، فهي التي حددت التخوم بشكل صارخ بين [ حلف أمريكا ـــ اسرائيل ـــ الملوك ـــ والعملاء ] و [ محور المقاومة ـــ فلسطين ] .
…….كما قالت انتصاركم في هذه الحرب لا يمكن الاحاطة بحجمه ؟؟!!؟!
[ …………ـــــــ لا أخـاطب المتشـائمين الـذين يعيشون في الزواريب ، وهمهم تثبيط الهمم ، والبحث عن مخاوف المواطنين ، والعمل على تضخيمها !! فحديثي موجه دائماً ، إلى الذين يزرعون التفاؤل والأمل ، ويرتقون الجراح لا ينكؤونها ، ……..ـــــــ ]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد أن وصلت الحرب إلى هنا ، قد يطول سعيرها ، لأنه زمن الحسم ، ـــ لا أقول إما ، وإما ـــ بل سأقول جازماً [ أن لا رجعة للوراء ، فسلة الانتصار ستكون مملوءة غير منقوصة ، ] .
ــــــــــــــــــــ كل هذا سيكون موضوع مقال الخميس القادم ــــــــ