لا تقـللوا من أهمـية الانتصـار السـوري ، لأنه سيــهزم المركـزية الغـربية القــاتلة
مخطـىء مـن يعتـقد أن التـقدم العلـمي هـو نتـاج الغـرب ( لا ) هـو نتـاج الانسـانية
كيـف سيـكون العــالم ثنــائي القطــبية ؟ ومـا مصــير الشــرق الأوسـط واســرائـيل
المحامي محمد محسن
.
………المــركزية الغــربية الامـــبريالية تفــتك بالبــشرية !! ؟
.
لا يمكن أن يستمر العالم على هذا النحو ، بتشكيلة غربية امبريالية متوحشة ، تشكل قطباً عالمياً أوحداً بزعامة أمريكا ، يبطش بجميع الشعوب ، كذئب جائع كَلِبٍ يدخل في حظيرة من الخراف ، يقتل من يشاء ، وينهش من يشاء ، يسرق طاقات شعوب الأرض ، البشرية ، والمادية ، ما تحت الأرض وما فوقها ، ويستثمر حتى الهواء ، أين منها التشكيلة الاقطاعية ، الذي كان فيها الاقطاعي الأوروبي يتحكم ويتصرف بحياة شعب اقطاعته ، لا أكثر ، وإن طغى ، وبغى ، يتوسع على حساب الإقطاعات المجاورة ، سلاحه سيفه ، أو بندقية بدائية ، يقتل بها فرداً أو أفراداً ممن لا يخضعون لأوامره ، ولكن هذه التشكيلة الامبريالية المتوحشة ، تملك الطائرة القاصفة ، التي تقتل ألفاً في الطلعة الواحدة ، والصاروخ المدمر الذي يدمر حياً بأكمله ، كما أنها تملك من أسلحة الدمار الشامل ، ما يزيل العالم كله من الوجود .
.
هذا الغرب المتوحش الذي يملك كل هذا ، وبعد أن تفرد بقيادة العالم ، يميت في العام الواحد الملايين ، قتلاً ، وتشريداً ، وجوعاً ، وفقراً ، في فلسطين ، والفيتنام ، والصومال ، والعراق ، وليبيا ، واليمن ، وهم يقتلون الآن في سورية ، وغيرها ، منذ عشرات السنين ، ولم يشبعوا ، ولن يشبعوا ، (!! ) لأن شركاتهم العسكرية ، وغير العسكرية دائماً تقول هل من مزيد ، فنسغ حياتها الذي يمر في شرايينها ، هو مزيج من أرواح ، ودماء الفقراء ، وجهودهم ، من كل أنحاء العالم ، فبنيتها تتطلب الحروب ، ولا تعيش بدونها .
.
…………لا يمـكن أن يستـمر العـالم تحـت حـكم الأحـادية القطـبية !! ؟
.
هل يمكن أن يستمر هذا العالم في عهد ، الحروب ( السوبرانية ) وفي زمن الفيزياء الكوانتية ، وحروب الفضاء ، المنتظر منها أن تقلب حياة البشرية رأساً على عقب ، فقد يسيطر أرعن على مفاتيح التحكم بواحد من هذه الأسلحة الفتاكة فيقتل الملايين ، في ساعة واحدة ، أو ينشر وباءً يفتك بالزرع والضرع ، أو يلوث المجال الجوي المحيط بالأرض ، فيفنى بشر كثير ، وتدمر شعوب وحضارات ، فإن لم يتم استيعاب هذا التقدم العالمي الهائل ، والتحكم به ، وتنظيمه ، وتوظيفه وفق معايير انسانية ، يكون هدفها حضارة الانسان ، وذلك بتوجيه هذه القفزات العلمية الهائلة ، لمصلحة رفاه البشرية جمعاء ، لا إلى تدمير البشرية ، وهذا يتطلب اقامة نظام عالمي متوازن يملك القدرة على التحكم بهذه الطاقات غير المحدودة ، ويعمل على تنظيمها وتوزيعها ، من هنا يمكن أن نطل على ملامح المستقبل القادم غير البعيد ، بعد أن طفح كيل هذا الطغيان الغربي المتوحش ، إلى الحد الذي أوصل البشرية إلى عنق الزجاجة ، مما ستفرض السيرورة والصيروة التاريخية التغيير .
.
…الغــرب احتكر العلم نتاج الحضارات البشرية وحــوله إلـى أداة للقــتل .
.
كان من الطبيعي والمنطقي أن يسير رفاه الشعوب ، وتقدمها ، واستقرارها ، جنباً إلى جنب مع التقدم العلمي ، وبخط مواز لأنه معطاً علمياً عالمياً ، أي نتاج الحضارات المتعاقبة من ما قبل فجر التاريخ وحتى الآن ، التي أضافت وراكمت كل منها بحسب العصر الذي عاشت فيه ، ولم تكن هذه المحصلة العلمية نتاج الحضارة الغربية منفردة ، بل عمل الغرب على تطوير واستثمار ما وصلت له العلوم البشرية واحتكرها ، في المرحلة الاستعمارية ، وبدلاً من أن يوزع نتاجها على رفاه البشرية ، وحولها إلى أداة للقتل والتشريد ، وسخره لمصلحة الشركات الغربية الاحتكارية ، وحكومات هذه الشركات ، التي حولت العصارة المعرفية العلمية العالمية ، إلى سلاح بيد الوحش الرأسمالي الغربي ، يقتل به شعوب العالم الثالث بعد أن ينهب خيراتها .
.
……..هـذا العــالم يجـب ان يتـغير وإلا المـوات لحضـارة الانســانية !! ؟
.
هذا المسار الحضاري من المستحيل أن يستمر بهذه الصيغة ، التي حولت البشرية إلى ملاك صناعيين وتجار ، وعالم فقير ، منهوب من العبيد يعمل لصالح هؤلاء الرأسماليين الصناعيين والتجار ، هذا الميزان الحضاري المختل لم يعد مقبولاً بهذا القرن ، ولا بد من وضع حد للتفرد القطبي ، ولما كان التاريخ الانساني لم يعد يستوعب هذه الوحشية ، فحول الحرب على سورية ، التي حشد لها هذا القطب كل أدوات الموت ، بهدف استكمال سيطرته على آسيا كلها ، إلى خسران مبين لذلك القطب خسراناً لا يمكن احتساب ارتداداته ، وإلى ولادة القطب الثاني ، الذي يشكل الشرق لحمته وسداه ، مقابل الغرب الطاغي والباغي .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.
………في المقال القادم سنتحدث عن الواقع الدولي بعد
………………….[ الثنائية القطبية ]