498- التوأمة التركية الاسرائيلية
توأمة حقيقية في الأطماع والأهداف
اعداد : د. سمير ميخائيل نصير
*- ادلب ستروي… كما روت حلب… وقبلها كسب… كما سيروي… ولن تطول روايته… ريف اللاذقية الشمالي… كيف تحطمت وتناثرت أشلاء الغطرسة العثمانية الجديدة عبر بطولات وانتصارات بواسل جيشنا الباسل.
*- بداية… نحن لم نتصرف الا من رحم ارثنا التاريخي الحضاري… مددنا جسورا من الود والاحترام والتعاون الى تركيا لنبعد الأذى, ولنتفرغ مع الأشقاء الى القضايا المصيرية… فاذا بتركية اللص أردوغان العثماني… ومع الكثير ممن كنا تربينا وتعلمنا أنهم “أشقاء”… تسري أبشع أشكال الطمع الحقد والأذى والاجرام في شرايين دمائهم.
*- العلاقات التركية الاسرائيلية :
– بدأت العلاقات بين تركيا واسرائيل في شهر آذار من عام / /1949عندما اعترفت تركيا بالكيان الصهيوني.
– منذ ذلك التاريخ، غدت إسرائيل المورد الرئيسي للسلاح لتركيا.
– منذ ذلك التاريخ أيضا, بدأ تعاون مستمر ومتطور بين الطرفين في المجالات العسكرية، الاقتصادية, الدبلوماسية والاستراتيجية.
– اتفق الطرفان دائما (ولا زالا) حول الكثير من الاهتمامات المشتركة والقضايا التي تخص الاستقرار وفق منظورهما في منطقة الشرق الأوسط.
– في العام /1958/، وقع دايڤيد بن غوريون وعدنان مندريس اتفاقية تعاون, مضمونها الحد من نفوذ الاتحاد السوڤيتي في الشرق الأوسط.
– في العام /1986/ عينت الحكومة التركية سفيراً لها كقائم بالأعمال في تل أبيب.
– في العام /1991/، تبادل الطرفان السفراء.
– في شهر ايلول من العام /1993/ وقع الطرفان اتفاقية تقضي بإقامة مجلس تجاري ثنائي من اجل مناخ افضل من التعاون بين الدولتين. وطرح في مجرى هذه الاتفاقية عدد من المشاريع المشتركة المقترح العمل بها منها تحسين طائرة روسية ومشروع ري في جنوب تركيا ومشاريع مشتركة في المواصلات السلكية واللاسلكية وفي حقول الطب والالكترونيات والزراعة والبيئة.
– قام الرئيس التركي سليمان ديميرل بزيارة الى اسرائيل في شهر آذار من العام /1996/ وصرح قبل مغادرته انقرة متوجها الى تل ابيب قائلا :
“العلاقات بين تركيا واسرائيل لم تحلم بها الأخيرة منذ تأسيسها عام /1948/ واستمرت دون انقطاع. ونحن نعلق على أهمية توسيعها وتنويعها لتشمل كافة الميادين”
– في شهري شباط وآب من العام /1996/، ,وقع الطرفان اتفاقيات تعاون عسكري حيث :
– تشكلت مجموعة أبحاث استراتيجية مشتركة.
– أجريت العديد من المناورات العسكرية المشتركة، منها “تدريب عروس البحرReliant Mermaid “Exercise ، وهي تدريبات بحرية بدأت في كانون الثاني /1998/، و”العملية اورتشارد Operation “Orchard للقوات الجوية.
– يوجد مستشارون عسكريون إسرائيليون في القوات المسلحة التركية.
– تشتري تركيا من إسرائيل العديد من الأسلحة.
– تقوم إسرائيل بتحديث الدبابات والطائرات التركية.
– منذ /1/ كانون الثاني /2000/ ، أصبحت اتفاقية التجارة الحرة الإسرائيلية التركية سارية المفعول.
*- تفاصيل ذات مغزى ومعنى :
– في عام /1991/ بدا نشاط سياحي إسرائيلي كثيف الى تركيا, ردا على الغاء السفر السياحي الى تركيا للأوربيين عامة والالمان بصورة خاصة. ففي ذات العام زار تركيا /6/ آلاف سائح ليصل عام /1997/ الى /300/ ألف, وقد استثنت تركيا الإسرائيليين من رسوم تأشيرة الدخول.
– في المرحلة التي تسلم فيها “ترغوت اوزال” الحكم في تركيا /1993-1984/ وفي شهر أيلول من العام /1991/, اقترح شمعون بيريس معادلة للشرق الاوسط مفادها :
إقامة سوق شرق أوسطية مشتركة, يمكن ان تتم على اساس التكامل بين التكنلوجيا الاسرائيلية والاموال الخليجية والعمالة المصرية والمياه التركية.
– الزيارة الاولى لرئيس اسرائيلي الى تركيا تمت في عهد ترغوت اوزال, حيث قام حاييم هرتزوغ في شهر تموز من العام /1992/ بزيارة اسطنبول.
*- تفاصيل أخرى ذات مغزى ومعنى :
– بعد منتصف التسعينات, نشطت حملة لتحسين صورة اليهودي في وسائط الاعلام التركية, بعد ان كانت بين حين وآخر تفوح منها اخبار عن تعامل هذا اليهودي او ذاك مع أحد أجهزة المخابرات التابعة لإسرائيل.
– ركزت الكتابات على الدور الوطني لليهود الاتراك في بناء الدولة التركية ومدى إخلاصهم وتفانيهم من أجل ذلك. فصحيفة ” شالوم” الناطقة باسم اليهود في اسطنبول تشير على لسان احد محرريها الى اعتبار ان المجازر التي يتهم الارمن الاتراك القيام بها بانها مجرد “لغو وكلام” وانه “شيء لم يثبته التاريخ”… انها محاولات لتبرير المجازر اليومية للصهاينة.
– على سبيل المثال الصحفي والكاتب الأكاديمي “تشيتين يتكين” حاول ان بظهر الدور الوطني الايجابي لليهود والمساند للدولة والوطن على عكس ما هو عليه الامر في موقف الارمن واليونانيين الاتراك. يقول يتكين :
” ان معظم اليهود ساندوا تركيا خلال الحرب العالمية الاولى وأظهروا إن هذه الارض هي وطنهم”…
– روجت الصحافة التركية ادعاءات لليهود منها : “إن الانتصارات التي احرزتها الامبراطورية العثمانية على الدولة المسيحية هي” عقاب الهي”. وأيضا :” ان الله اوكل للدولة العثمانية مهمة تحرير اليهود من الظلم المسيحي”.
*- وبعد… ما تقوم به حكومة أردوغان منذ /8/ سنوات ليس وليد الساعة… انه فعل ناتج عن ارث تراكمي لم يبتعد يوما عن الاستبداد والغطرسة والتوأمة مع الكيان الصهيوني في العقيدة والفعل.