العقيدة القتالية، والإيمان بالقضية، والقدرة على التحمل، تهزم القوة النارية
الصمود اليمني ، والانتصارات السورية ، وتحدي حزب الله ، أكــدت ذلك
ابتلاع أمريكا للإهانات الايرانية ، وعدم الرد ، اثبات لعـدم جدوى الحماية
المحامي محمد محسن
…………المعـــــــــــــــــــــــجزة اليمـــــــــــــــــــــــــــنية ؟؟
ألا يشكل سقوط ما يزيد على ألفي عسكري سعودي أسرى ، مدججين بالسلاح الأمريكي الأحدث ، في يد الجيش اليمني المحاصر ، وما يزيد على خمسمائة قتيل وجريح ، من مرتبات ثلاثة ألوية بشكل كامل ، ألا تشكل هذه الواقعة فضيحة مجلجلة ؟؟؟ ، تصيب الجميع أصدقاءٌ وأعداءٌ للمملكة المنكوبة وما حَولَها من امارات بلورية بالدهشة ؟؟ ، وبخاصة الضباط الأمريكيين المعنيين بحماية السعودية !!، أما اصابة الأمير ـــ محمد بن سلمان ـــ ولي العهد ، فهي ستتناسب طرداً مع وعيه وحكمته في حال وجودهما ؟؟ ، أما الملك فلا عتب عليه لأنه ( مسكين … ) .
تبقى الدهشة سلبية رغم أنها قد تؤدي إلى اكتئاب الأمير ( الشاب ) ، إذا لم يأخذون منها العبرة ، هم وكل المعسكر الذي ( يخدمونه ) ، بما فيه اسرائيل .
…………فضيــــــــــــــــــــحة اسرائــــــــــــــــــــــــيل ؟؟
أما إسرائيل هذه فلها فضيحة أخرى ( ألعن وأدق رقبة ) ، ألا وهي ( هروب جميع الجنود والضباط من قاعدتهم العسكرية ) !!، القريبة من الحدود اللبنانية ، بعد تهديد السيد حسن نصر الله اسرائيل بالرد ، بعد ضرب المسيرات الاسرائيلية الضاحية الجنوبية ، ولقد وُثِّقَتْ هذه الواقعة بالصوت والصورة مراسلة [ R T ] المحطة الروسية ، نعم لقد تركوها مفتوحة الأبواب بسلاحها ، ووثائقها ، ولقد اطلَعَ جميع مشاهدي المحطة على هذه الواقعة ، حتى أن مراسلة المحطة قالت بالحرف الواحد : ” يمكنني أخذ الأسلحة الموجودة في الداخل ، فليس هناك جندي واحد في هذه القاعدة ” .
……………….الانتصـــــــارات الســــــــــورية والتـــــــــاريخ ؟؟
أما الانتصارات السورية التي تحتاج لمئات المجلدات لتسجيلها ، والتي لا يمكن أن يلم بها ، ويعرفها بتفاصيلها ، إلا من عايشها بيومياتها ، وساعاتها ، من ضباط الجيش العربي السوري وجنوده ، وعبر سنوات تسع ٍ ، [ فعلى كل ضابط سوري أن يكتب ما عايشه ، وما عاناه وحققه ، وذلك احتراماً للتاريخ ] لأنها الحرب الوحيدة في العالم ، التي تمت من غرفة إلى غرفة ، ومن بيت إلى بيت ، ومن زقاق إلى زقاق ، فلم تنج من ويلاتها قرية ، أو مدينة ، حتى البادية ، كان لها النصيب الأكبر من العمليات العسكرية .
…………..نعـــــــم انـــــها ملاحــــــم أقـــــــرب للأساطـــــير ؟؟
……………….الانتقـــــالات النـــــــوعية فــــــي العــــــــراق ؟؟
لا يجوز إلا أن نضع ( ولادة الحشد الشعبي ) الذي تَكَوَّنَ من عشرات الولادات المقاومة ، للاحتلال الأمريكي أولاً ، ثم لداعش بنت المخابرات الأمريكية ، هذه الولادة المقاومة بنت المعاناة ، والتحدي ، والاستجابة للنهوض الوطني ، لم تحرر العراق من داعش فحسب ، بل هي ستقلب الطاولة في الوجه الأمريكي ذاته ، وستعيد العراق إلى وحدته الوطنية التي كانت قبل الاستعمار الأمريكي ، وسيأخذ العراق دوره الريادي في محور المقاومة ، إلى جانب شقيقته سورية ومحورها .
……………….مصــــــــــــر المتـــــــــــــــعبة ؟؟
منذ أن وضع السادات مصر رهينة في يد أمريكا ، وقدم صك الاستسلام إلى اسرائيل ، واغتال الشعور الوطني ــــ القومي ، الذي كان دفاقاً في عهد الرئيس عبد الناصر ، من ذلك التاريخ ، خرجت مصر من جميع أدوارها ، وأهمها دورها الثقافي التنويري ، وبدأت تَعْرُجْ في كل مجالاتها ( السياسية ، والاجتماعية ، والاقتصادية ) فازداد الفقراء فقراً ، وزاد عدد المهمشين ، وبدأت انتقالات البعض من المحسوبين على الثقافة ، إلى الحضن الاسرائيلي ( كما حدث لبعضهم في سورية ) ، منذ ذلك التاريخ ، باتت ملحقة في الركب الأمريكي ـــ الاسرائيلي ـــ السعودي ، فجاء حصادها يشبهها حيث جاء ( مرسي العياط ) .
ولكن مصر هبت وملأت الميادين ، وهزمت ( العياط ) ، ولكنها لم تتمكن بعد من الخروج من مرحلتها الانتقالية التي يمثلها ( السيسي ) ، مصر هذه ولادَةْ ، ولا يجوز أن نشك للحظة ، بأنها ستعود لتأخذ دورها بعد الانتصار السوري القادم ، الذي ستعم تأثيراته المنطقة كلها ، لأنه سيفتت ، وسيمزق ، كل الهياكل العتيقة ، وبالأخص ( الأنظمة العتيقة ، بنت التبعية ) ، التي لم تعد تتوافق والانتقالات النوعية في المنطقة ، التي يبشر بها المستقبل .
[ فلا تظلموا مصر بل العنوا من اغتالها ، كما لا تحملوا شعوبنا كل أسباب تخلفنا ، بل العنوا الوصاية الغربية ، ومن نصبتهم أجراء لها ، من سياسيين ، ورجال دين ، في أوطاننا ] .
………….التحــــــــولات المنتـــــظرة فــــــــي المنــــــــطقة ؟؟
لا أشك بقدرة أمريكا التدميرية الهائلة ، وكذلك اسرائيل التي تملك النووي ، ومع ذلك خسرتا حربهما على سورية ، ووقفتا عاجزتين ، عن الرد على تحديات الحليف المتحدي ايران .
[ إذن العبرة لم تعد للقدرة النارية ، بل للقدرة على التحمل ، والاستعداد للمواجهة ] وضَرَبْنا لصحة ذلك الأمثلة التي سبقت .
فالشعب العربي السوري تحمل ما لا يتحمله شعب في العالم ، وكنت قد قلت في مقال سابق ، انه لو حدث خُمسُ ، سُدسُ ، عُشرُ ، ما حدث في سورية ، في أمريكا لتفتت ، وفي فرنسا لانهارت ، أما اسرائيل لأصبحت قاعاً صفصفاً .
على ملوك الخليج ، وأمرائه ، أن يدركوا أنهم قد باتوا من سقط المتاع القديم ، الذي ستتخلى عنه شعوب الخليج ، لأنه لم يعد يلائم التحولات النوعية والتاريخية في المنطقة .
ونختم ونذكر بخطاب الرئيس الشهيد عبد الناصر عام / 962 / عندما قال : [ كل واحد من الشهداء ” جزمته ” أشرف من ( ملكي ذلك العصر ) ] .
……. [ ملاحظة سيبقى العملاء ، والطابور الخامس ، والمتشائمون ، يرون في هذا القول ( أضغاث أحلام ) فأنا لست معنياً بإيقاظهم ، فدعوهم يهرفون فيما لا يعرفون ] .