في الواقع كثيرا ما بتنا نستشعر ان الحياة اضحت سريعة وان التفاعل مع مفرداتها وخصوصا مفرداتها الحضاريه بات يحتاج الى انسان اكثر ديناميكية واكثر انفعالا لكي يتمكن من الاحاطة بتفاصيلها وسرعة تدفق علومها التي اصبحت كالسيل الجارف على وسائل التواصل وأجهزتها اللوحيه وخلافها ولان تلك العلوم كثيرا ما تشكل تركما كميا اكثر منه نوعيا يحتاج الى المراجعه والتنظيم واستخلاص الصحيح و المفيد والنافع منه
لكي يتمكن المرء من التقدم وبلوغ اهدافه وأهداف البشرية معا مع العلم ان امرا كهذا يحتاج الى طاقات اكثر خصوصيه لدى اناس أكثر قدرة على الاستجابه ولكن من غير الممكن انجاز مثل تلك النتائج الا من خلال ما يمكن ادراكه بالوعي الذي يستقي قوامه وعوامل تكونه من عدة مصادر اهمها على الاطلاق الفلسفه من جهة والفنون وعلى رأسها الشعر من جهة أخرى
وهما مصدران للمعرفه كثيرا ما اقترنا وكثيرا ما اختلفا وكم وكم تحاربا. حيث تجلى في حالات كثيره عن تفتقهما الفكري ما يشبه صراع الابطال على الريادة طورا وخلاف المفكرين على الفكرة طورا اخر انه صراع العقل حينا وتلاقيه احيانا .
وحيث كان انصار الفلسفه يرون بها انها نتاج الفكر العلمي المنطقي الدقيق الذي يحكمه العلم والبرهان والدليل بينما يرون في الشعر انه منتج بحت لخيال الشاعر وافكاره واوهامه لا اكثر ولا يمثل في نظرهم سوى هيامات خيال ومشاعر غامضه
والحق يقال ان الشعر في مطلق حالاته عصيا على التعريف متعبا في الوصف غامضا في التفسيراما الفلسفه فكانت غالبية تعاريفها تنتمي لمملكة الشعراكثر من انتمائها للمنبع الفلسفي
فهناك من يعرفها بأنها جهد يهدف لمعرفة الروح
اما لوسين فيقول عنها وصف التجربه
اما بونتي يقول الفيلسوف يمتلك تذوق البداهة ومعنى الالتباس ويعتبرها لوكاتش
(رؤى للعالم )
اما شاتليه فيسميها (مشروع خطاب) بينما يقول فرنان الكييه
لا يوجد تعريف دقيق للفلسفه يمكن الاخذ به غير اعتبارها الامل الموعود اكثر من كونها مضمون محقق فالفلسفه عمليا هي ما ننتظره لا ما حصلنا عليه
بالواقع كل تلك التعاريف تصح ان تكون تعريفا للشعر وهذا ما يفترض وجود العلاقه الجدليه بين الفلسفة والشعر مهما افترقا يتبع
بقلم : عبدالله سليط …… الكويت في 10 /11 /2019