خاص بنفحات القلم
منيرة أحمد
يسقط العمر حبة حبة …. تلتقطه أيامنا بترقب .. خوف … وبعض من أمل
يتعاظم الحب ويتختفي المخاوف حين نعرف أنك هناك في مكان قريب من القلب تجد من يزرع فيه ابتسامة .. حنانا .. حين يغمض الزمن أعينه عنا
دار الراحة . في اللاذقية .. اسم ينطبق على مضمونه … نعم لم يسموه (دار العجزة .. أو دار المسنين … أو … ) فللاسم أيضا وقعه
موقعنا نفحات القلم كان في زيارة لتلك الدار العامرة بالجمال والحب .
ماذا عن الدار … متى تأسس ما الذي يقدمه … كل هذه التساؤولات وغيرها أجابت عنها السيدة سيلفا كرابيت نائب مدير الدار :
عملنا هنا يومي ويتم بشكل طبيعي ومعتاد من تفقد للنزلاء ومتابعة أحوالهم بروح أسرية فنحن والنزلاء بتنا نشكل حالة أسرية إنسانية جميلة جدا وأضافت : يتم تقديم ثلاثة وجبات من الطعام ونراعي حاجات ورغبات النزلاء من حيث نوعية الطعام المقدم .
يستقبل الدار من هم في عمر الستين سنة وما فوق بشريط ألا يكونوا عاجزين تماما ويتم تخصيص الغرف حسب الرغبة فهناك كمن يرغب بغرفة مستقلة والبعض يختار غرفة من شركاء أخرين يوجد في الدار صالة كبيرة يلتقي فيها النزلاء يتعارفون يتبادلون الاحاديث وتقام فيها أنشطة لهم وهناك غرفة الطعام كل طاولة تتسع لثلاثة نزلاء .
أما عن التأسيس فقد قالت السيدة سيلفيا : الدار كانت وليدة جمعية الرحمة المسيحية التي تأسست سنة 1941 بهمة مجموعة من الشباب المتطوع الذين قرروا إيجاد طريقة ما لمساعدة الفقراء والمحتاجين والتي حملت شعار ( كن عونا للفقير ) وتستقبل الدار نزلاء من كافة أطياف المجتمع .
توسيع الدار : قالت السيدة سيلفيا .. تطور عملنا وبتنا بحاجة لدعم وكانت مناسبة زيارة السيدة اسماء الاسد للدار هي النور الذي مد لنا يد العون حيث تم وبشكل رسمي بناء طابقين للدار يتم فيهما استقبال طالبات جامعيات من خارج المحافظة يجدن فيه الراحة والأمان والجو المناسب تماما للدراسة .
خدمات أخرى: لا يقتصر عمل الدار وخدماتها على النزلاء فقط بل هناك مساعدات شهرية تقدم للأسر الفقيرة إضافة للمعونات والهدايا للأسر بمناسبة الأعياد :
ماذا قال النزلاء والعاملون في الدار ؟
السيدة مادلين ( أم حنا ) ممرضة … قالت أنا أعمل وأقدم الخدمات للنزلاء من طبابة وإطعام ونظافة … وأعيش مع النزلاء كما أسرتي أجالسهم ,استمع منهم لذكريات وأحاديثهم عن وضعهم وما قدموه وأستفيد من خبرتهم في تربية أولادي .. خصوصا أن بين النزلاء من هم أصحاب خبرة عالية وهم من طبقة مثقفة ولهم مكانة مميزة في المجتمع .
السيدة فيوليت إحدى النزيلات .. استقبلتنا بابتسامتها الجميلة وبكامل أناقتها .. وبلكنتها الأرمنية حاولت جاهدة أن تعبر باللغة العربية عن سعادتها بنا وأن تشرح لنا مدى حبها للدار ومن فيه فهو عالمها الجميل الذي جعل من الجميع أسرة واحدة , وتحدثت عن أهم محطالت حياتها حيث كانت ممرضة شاركت الجيش العربي السوري في معاركه ضد العدو الصهيوني من خلال عملها الميداني في تضميد جراح جرحى الجيش العربي السوري .. وعبر بفرحة عامرة وكأنها تعيش اللحظة حين كرمها القائد الخالد حافظ الأسد …. ومن فوق خظانتها تناولنا مغلفا فيه صورا لأهم ما كتب عنها مدعما بالصور .
كما ألتقينا في الدار الفنانة التشكيلية ليلى نصير التي تقيم في الدار منذ عام ونصف وسيكون لنا مادة متكاملة عن السيدة ليلى التي وجهت رسائل محبة عبر موقعنا للشعب السوري التي تا/ل أن يكون كما عهدناه متعاونا متضامنا لتجاوز كل الازمات إضافة لرسالة للفنانين الشباب بأن يوظفوا رسالتهم في الفن لما يخدم الوطن والإنسانية .
نعم نحن بحاجة للراحة مدعومة بالرحمة والتراحم فيما بيننا … وليكن في مدينة دار لمن لا معيل له ولا مأوى ولنكن جميعا عونا لهم ولكل منا دور وما يستطيع تقديمه