إعداد وحوار: حنين أبو خير
خلال مرحلة إنتقالية حساسة شهدتها دمشق، بين القذائف والرصاص إلى حين إطلاق زغاريد النصر، ولد فريق إعمار التنموي بتاريخ 24-10-2017 ليكون أملاً يوقظ حلم السوريين بغدٍ أفضل، ويبدد اليأس الذي خلفته الحرب في نفوسهم.
وخلال عامين من انطلاقه قام الفريق بتدريب أكثر من 1000 متدرب ضمن عشرات التدريبات الإحترافية التي وُجِهَت لطلاب عدة إختصاصات بإشراف مدربين إختصاصيين ضمن أفضل معايير، من هذه الإختصاصات: الإقتصاد والطب والهندسة والآداب والتربية.
كما قام الفريق باستقطاب عدد من المدربين المتخصصين وإلحاقهم بكوادره قسم التدريب بالإضافة لتأهيل وتطوير المتميزين ضمن إختصاصاتهم أدب اللغة الانكليزية و التربية والآداب في تدريبات قدمتها إعمار كـ “إعداد مدرب لغة إنكليزية لغير الناطقين بها” و ” إعداد مدرب حساب ذهني متخصص للأطفال”؛ حيث تم انتقاء الأفضل منهم بعد التدريبات وإلحاقهم ضمن أقسام جديدة منها _ قسم اللغات_ والذي يضمن 12 مدرب متميز كانوا قبل عام متدربين ضمن إعمار.
أما عن أهدافهم فصرح قائد الفريق الأستاذ محمد زنزول ل”نفحات القلم” خلال لقاء خاص أن “أهداف الفريق تُشتقُ من رسالته وهي بناء إنسان فعّال في المجتمع السوري”.
وفيما يخصُّ الدعم المادي قال زنزول”لا يوجد أي دعم مادي لكون أحد استراتيجياتنا خلال أول عامين من مسيرة إعمار؛ خلق شيء كيان تطوعي مؤثر دون قبول أي تمويل فلا إداريي إعمار يتقاضون أجور مالية أو ما يسمى بدل تطوع ولا المتطوعين بشكل عام والمدربين بشكل خاص؛ ولم نحصل أو نطلب أي مبلغ رمزي أو غير رمزي من أي متدرب لدينا”.
وتقتصر نشاطات الفريق على مدينة دمشق حالياً، بالإضافة لبعض النشاطات في ريف دمشق، حيث قال زنزول”يتم التواصل مع الفئات المستهدفة والمتدربين عبر صفحتنا الرسمية على الفيس بوك “فريق إعمار التنموي”؛ و من خلال الواتس آب و اللقاءات المباشرة، ويمكن للمهتمين المشاركة والتقدم بطلبات الالتحاق بخدمات ونشاطات إعمار من خلال الاستمارات الإلكترونية التي نقوم بنشرها بشكل دوري وتكون مرفقة بإعلانات التدريبات؛ ويمكنهم أيضاً التقدم بطلب حضور التدريبات من خلال شركائنا في هذه التدريبات كـ مركز المهارات والتوجيه المهني و المنارات المجتمعية التابعة للأمانة السورية للتنمية؛ حيث نقوم بقبول الأشخاص الذين يحققون شروط الالتحاق بالتدريب، علماً أن هذه الشروط وضعت بالدرجة الأولى من قبل مُدربي ومشرفي التدريبات بناءاً على محاور تدريب كل على حدى”.
وأضاف زنزول” يتم منح متدربي إعمار شهادات بالتعاون مع مركز المهارات والتوجيه المهني- جامعة دمشق؛ وعدة جهات ساهمت في توفير المكان المناسب لبعض التدريبات، قدمت هذه الشهادات أيضاً بدون أي رسوم مالية، علماً أن 80% من الشهادات الممنوحة تم ختمها من قبل إدارة مركز المهارات والتوجيه المهني-جامعة دمشق، بشرط تحقيق المتدرب لنسبة حضور تتخطى 80%، وتجاوزه لمشاريع أو الفحوص النهائية بنجاح في حال دعت ماهية التدريب لهذا الشرط”.
وحول نشاطات الفريق المستقبلية أكد زنزول على استمرارهم بدعم فئة الشباب من خلال المشاريع التدريبية، وسيتم البدء بمبادرة هي الأولى لقسم اللغات التابع لإعمار؛ تتلخص هذه المبادرة بتدريب 96 يافع على أساسيات اللغة الانكليزية؛ و لقاء 24 مدرس لغة انكليزية قائمين حالياً على تدريس هذه اللغة في المدارس الحكومية لتبادل الخبرات معهم، بالإضافة لتصوير سلسلة مصورة لتعليم اللغة الانكليزية؛ وإطلاق نادي المحادثة باللغة الانكليزية من جديد، كما سيتم البدء للمرة الأولى بإقامة فعاليات ومحاضرات ضمن المراكز الثقافية من خلال قسم الأنشطة الخارجية التابع لإعمار.
وأضاف زنزول أنه “من المخطط ضمن هذا العام الإنطلاق بمشروع “تطوير أدوات إداريي ومدربي إعمار”؛ حيث سيتم إقامة تدريبات خاصة للإداريين والمدربين من قِبل بعضهم التطوير الذاتي ويتم دراسة إمكانية تعميم هذا المشروع ليشمل كافة متطوعي إعمار”.
وفي ختام اللقاء وجه زنزول رسالة مفادها ” في وطني بقي القليل من شبابه؛ وشابت وجوه شبابه المتبقي وشاخ الأمل؛ نقدم ما تبقى من ذلك الأمل كعمل خالص لهذا الوطن؛ إن لاقى الاهتمام جددنا الأمل والعمل و إن أهمل فسلام على وطن بلا أمل”.
يذكر أن إعمار حالياً يحتوي على 60 مدرب/ة متطوع/ة و 20 مدرس/ة، وقد تم تصنيفه أحد أفضل خمسة مشاريع قائمة على الأرض من قِبَل منظمة “اليونيسيف” العالمية.