نعم هي ذاكرة .. حملت من خلال اللون وحرفية الاداء محطة نأمل ان تتكرر ..
استضافت صالة الحكمية للفنون في اللاذقية معرضا فنيا متنوعا شارك فيه 31 فنانا وفنانة من سورية نفحات القلم حضر الافتتاح ورصد الأراء التالية لبعض الفنانين المشاركين
وجوه سورية في ذاكرة الجمال السوري
يقول الفنان سموقان اسعد :
هو المعرض بعنوان ذاكرة الجمال سورية. حقيقةً ماتقيمه وزارة الثقافة في كل المحافظات السورية في الصالات الخاصة والمراكز الثقافية هو حدث إيجابي يسجل لها وقد يفسح المجال لكثير من الفنانين السوريين للعرض.. ففي اللاذقية بصالة الحكمية شارك أكثر من ثلاثين فناناً ضم اجيالاً مختلفة حيثُ يتمكن المشاهد من التعرف على ذاكرة التشكيل في اللاذقية. والحديث عن كل فنان على حدة قد يأخذ صفحات لكن بشكل عام اقول أن المعرض ضم تجارب مختلفة فأتت تجربة علي مقوص وليلى نصير ولينا ديب ونزار صابو ومنذر مصري تعبيرية الدلالة، فيها الكثير من الرموز التي لها علاقة باللوحة السورية بما تحويه من رموز سورية تتفاوت بين فنان وآخر في معالجته للوحة، ولكن الخبرة العاليه لكل فنان تجعله يتناولها بطريقة غير مباشرة.. موضوع مقوص شجرة الحياة، ورموز صابور ايقونية المنحى شمولية التعبير الأنساني ،ووجه ليلى نصير موضوع المرأة ومعاناتها، وتبقى لينا ديب في مسارها التاريخي الاسطوري، أما منذر مصري فيكسر رتابة المألوف ليقدم أفقاً آخر لدواخل الرغبة! ونرى الدرب الإنساني يتجسد عند مازن غانم ورانيا كرباج وعصام يوسف ومجدي الحكمية وناظم حمدان في الألم والحب والفرح والتعاسة والاحباط والتفاؤل.. حيث تلحظ اللمسات الخفية والخفيفة لمجدي الحكمية تغلف بحنان جسد المرأة وقدرة عالية في معالجة الضوء، أمّا ناظم حمدان فيبرز الطاقات الكاملة للجسد جسد المرأة واعماله تتقاطع في الدلالة مع أعمال مازن غانم. ونرى هيثم شكور وايقوناته السورية وصياديه كان لها حضوراً مميزاً، ثم وجوه عصام يوسف ورانيا كرباج لها حضورها التعبيري.. ويتخلى الحسيني عن الإنسان المباشر لّدخول جديد في الطبيعة وقد يكون بداية مختلفة.. ثم لانستطيع في هذا المعرض إلاّ أن نتوقف عند عمل وفاء جديد ولونها النقي الفرح..
ونرى حرية التعبير عند بسام ناصر وحسين صقور ومصطفى الراشد نجيبة..ويتميز التجريد في أعمال رامي صابور، كذلك هي قوارب بولس سركو حيث العنصر الواقعي يبرز على خلفية تجريدية جميلة.. وقد شارك في النحت أبي حاطوم ومحمد بعجانو وعفيف آغا وجميل قاشة.. أسماء لها باع طويل في النحت السوري ولكل منهم اسلوبه الخاص الذي ميزه عن غيره بما يمتلكه من قدرة عالية في تطويع المادة التي يعالجها.. وهو الأمر كذلك عند النحاتين الشباب مثل يامن يوسف وربى كنج وماهر علاء الدين وحسين ديب.. وأقول أنني لا أستطيع في هذه العجالة أن أقدم ثلاثين فناناً لكل منهم تجربة تستحق الوقوف عندها مطولاً.. فالفراغ عند آغا حالة إبداعية متقدمة.. ولا يمكننا تجاوز الحركة عند الفنان المبدع يامن يوسف وربى كنج.. واعتذز من الجميع وما كتبته هنا ليس إلا إعادة تذكير بالفنانين المشاركين في معرض ذاكرة الجمال
وبالنسبة لي شاركت في هذا المعرض بعملين من تجربتي الجديدة وجوه سورية قد تكون مقدمة لموضوع بحث لمعرض قادم وأخير مبروك للاذقية ولصالة الحكمية على هذا المعرض المهم.
سلسلة التصحر وطفل المستقبل
د . عبد الحكيم الحسيني فنان اكاديمي
له مشاركة عبارة عن سلسلة متتابعة رصدت التصحر والخراب الروحي الذي اصاب النفوس بعد الدمار الذي خلفه الارهاب في سورية … استخدم اللون الاصفر – الرماديات … في تجسيد قصة سلسلته .. من لوحات السلسلة لوحة رسمت طفل الامل والمستقبل الذي ننشده واعطت من خلال الافق املا واعدا لتنتشل الروح من منظر الخراب الموجود في زاوية اللوحة …
واضاف خلال حديثنا معه أنه يؤمن بطاقة الفن المتجددة لانتاج ذاكرة وطن وجمال وحب وعطاء … وهو الواقف على مسافة واحدة من كل الوان واشكال ومدارس الفن فلكل منها ميزتها بالتالي جمالياتها . وعن سؤالنا عن مشاركات الجيل الشاب قال : أنا مؤمن بان لهم دوور مهم ويجب ان يأخذوه وان تتضافر الجهود الرسمية والخاصة المعنية بهذا الشأن في دعم تلك المواهب ماديا ومعنويا.
المراة السورية الخلاقة المتجددة انموذج يحتذى به
الفنانة هيام سلمان : شاركت بعدة لوحات ورصدت بحديث لها لنفحات القلم ما حملته لوحتها التي تجسد المرأة القوية الصابرة المعطاء التي تكسر حدود السواد في لتعطي الحياة ألوانها الزاهية وأضافت المرأة السورية هي الانموذج الرائع لقدرة المرأة على الصبر والتحمل والمساهمة في بناء الوطن والمجتمع كركن اساس وليس على هامش الحياة , جاء لوحتها كمشاركة فنية متميزة في ايام ( لا للعنف ضد المرأة )
الفنانة هيام لها مشاركات عديدة في عدة معارض جماعية اضافة الى اسهاماتها في تعليم وتنمية مواهب الاطفال في الرسم من خلبال جمعية ارسم حلمي التي تديرها مع الفنان ماهر علاء الدين
سورية زهرة اللوتس
الفنانة ازدهار ناصر شاركت بلوحة واحدة
هذه لوحتي أسميتها (سوريا) .. تعود في رمزيتها إلى زهرة اللوتس ..
لان سوريتي ستكون بخير .. وستخرج من محنتها وتتعافى غير متأثره بغبار وإشنيات التاريخ والزمن .. كما تخرج زهرة اللوتس نظيفه من اعماق المياه الضحلة من عمق ثلاث امتار لتعانق ضوء القمر
الوحة شاركت ايضا في معرض تحت عنوان / سوريا في عيون الفنانين التشكيليين السوريين/ .وفي مصر بمعرض ملتقى بصمات الفنانين التشكيليين العرب
هامش : من خلال هذه التظاهرة الفنية أثبت الفنان السوري مرة اخرى أنه جدير بلقبه متمكن من أدواته .. معايشا لقضايا وطنه وإنسانه .. وإذا كان الفن ذاكرة فله في قلب الوطن ذاكرة من حب وعطاء إضافة الى الدور الهام لصالة العرض الراعية والمستضيفة للمعرض .
متمنين أن تستمر تلك التظاهرات وأن نجد في كل معرض تجددا وتميزا للفنانين وإتاحة الفرص للجميع ليظهروا ابداعاتهم.
نفحات القلم -منيرة أحمد –