د . عبد الله أحمد
في هذا الفضاء الالكتروني ، يختلط كل شيء وتعم الفوضى وهناك من يريد استغلال الأوضاع السائدة والصعبة لتحقيق غايات لا تخدم إلا القوى التي كنا ومازلنا نحاربها منذ بداية 2011 والى الآن …
من نحارب ؟ نحارب من يريد هدم الدول الوطنية وتعميم الفوضى وإفقار الشعوب وتدميرها …
ولكن من هؤلاء ؟ المنظومة الغربية التي تقودها الولايات المتحدة وأدواتها في المنطقة تركيا وإسرائيل والرجعية العربية ، وهي نفسها المتمثلة في الاوليغارشية المالية الدولية (روتشيلد وركفلر) والتي تستخدم التنظيمات الدينية السياسية لتحقيق أهدافها وبالأخص تنظيم الإخوان وداعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية المرتبطة بها ، بالإضافة إلى مجموعات البدع ، والتنظيمات العابرة للحدود تحت غطاء “إنساني “
ما هي أهدافهم ؟ إضعاف الدول والحاقها بالنظام المالي العالمي الذي أسُس من أجل استمرار هيمنتها واستعباد شعوب المنطقة ، وهكذا ، فالفوضى والحروب والاضطرابات تخدم تلك العشائر الاوليغارشية …
وعلى هذا الأساس ، لا بد من الاستمرار في مقاومة هذه المشاريع الهدامة بناءً على فهم ما يحدث ، وبالتالي يجب توجيه الغضب والحملات ضد العدو الأول الذي يمارس الحصار على سورية (الولايات المتحدة وأوروبا والدول الملحقة )، وضد الطابور الخامس الذي يمارس الفساد والمضاربات وإفقار الناس ..وضد من يحاول إضعاف الدولة …
وهكذا فإن أي حركة أو أصوات تدعو أو تحاول أضعاف الدولة هي حركة مشبوهة مهما كانت الشعارات …
وأي حركة تحاول إعادة إنتاج الفوضى هي حركة مشبوهة أيضاً ، كما أن التقصير في الأداء وإثارة الشائعات هو أمر مشبوه أيضا ..
الأخطر من ذلك حملات التخوين وتصنيف الناس من أجل إحداث مزيد من البلبلة والتوتر ، وبالأخص تلك الحملات التي يقودها أشخاص من الخارج وتابعين لهم في الداخل، والمثير للسخرية أن بعض ممن يقود تلك الحملات من الخارج ويدعي الحرص على السوريين لم يقوم بأي جهد ولم يرفع الصوت ضد الحصار الذي يمارس على سورية ، الأجدر بهؤلاء تنظيم حملات ضد الحصار الظالم على سورية والذي كان سبباً أساسيا للصعوبات المعيشية التي نعاني منها …
المرحلة صعبة وقاسية وتتطلب منا الوقوف معاً لتقوية الدولة ، وفي الوقت نفسه مطالبة أصحاب القرار باتخاذ إجراءات حاسمة ضد من يحاول إفقار الناس وإضعاف الدولة .
قد تكون هذه المرحلة صعبة مع الحرب الافتراضية القائمة ، إلا أننا سنشهد قريبا تحولات تصب في صالحنا …وما علينا إلا التحمل والصبر …
مهما حدث …لن تمر الفوضى ، فالمسار حسم ولا بد من عودة سورية قوية كما كانت …