نعمى سليمان
وأنا ثاوية على صمتي
والحزن يعقد قرانه على اللحظات
هذه الريح تعوي خلف جدران الظلام
توقظ الحنين
وأرغب بأن أرمي الموت بغضبي
مر هذا الغياب
نعم
أشتاق أبي، ويغلبني الحنين
أشم رائحة الورق، أتحسس نبض الكلمات
أبي يا أبي
تركتني خلف القصائد
أتهجاك عشقا، واكتمال
وأنا يا أبي
أفلتت الحياة مني، وحيدة
على مقعد من عوسج
والقلب كليم
أبي يا أبي
بعدك لا طعم للمواقد
ولا لون يزيح ذاك الغياب
أنا أبحث عن صوتك، عن وقع أقدامك البطيئة،
عن رائحتك
فلا عطر ينجيني حتى ياسمينة الدار
بعدك لا صوت يناديني نعماي
ولا قصيدة تتلى، وكم بعيد صوت الآذان
نعم
هذه الريح بعثرت صبري وصمتي
عرتني من ذاكرتي ومن وقتي
وفتحت ندوب العمر
أرغب بأن أقابل الموت
أنا أشرب كأس الشعر معه
أرغب أن أسأله عنك، عن يديك
حين عانقت الله
أبي يا أبي
كم من البكاء أحتاج
وكم ارتشفت ملح الخسران
الوطن ما يزال جريحا يا أبي
والفقراء يندبون، يتكاثرون
ويشكرون الله
وينامون بلا دفء
يحلمون بجمر وموائد من لحم
لا من دماء
أبي
كم قلت حين أرى الوجوه المتعبة
هنيئا لك السماء
#noma
1/2/2020
الرحمة لروح موتاكم والرحمة لروحك أبي في ذكرى رحيلك