حين صدفة
جدار عازل بينكِ و بيني
تشير ساعة اليد
حان وقت الوأد..
السماء لم تشرق
شمسها بعد
الليلة الماضية
مازلت تراودني عن الغد…
أنا رهين أقامة جبرية
في فكرة ملعونة
ألف سد
و حصار يشطرني نصفين
أنا و العد
أحصي كم مر عليَّ من جثث
من قتلى
من سنابل مهاجرة من ارضي
و أسماك تطير في سماء التبعثر
كم قلت لا و لم أعد
هروب جماعي للرمال
لم تبقى حفنة واحدة
تحمل ظلي في
أرض الأمل
أرض الغد..
أنا اتوق للسبورة و الطابشور
و رائحة الافطار الصباحي
بين أطفال الحي..
نسرع في اتجاه طابور
طويل للمدرسة
نتبعثر كحبات المطر …
تقرع الأجراس
نفتح الكراس
و نكتب
و نكتب
كان على القلاع حراس
أميرة تحكم الأرض
و تساوي بين الناس
ما هذا ؟
أما زال يراودني
الوسواس
افتح عيني أين الكراس
ما زلت جالساً عند الحد
الفاصل بين
الوهم و بين العمر
بين جدائل شعرك
و خطوط الشيب
على الخد
يفتح العجب ثغره
و يقول لي
و أسفاه
ما زلت أتحدث سراً
أمام المرآة
أصرخ و الصوت
يسكن وسادتي
الصوت يتيم الصدى
ما زلت أعلم أن المرايا
لا تعكس الكلمات
و الصمت يعلو
عند أنكسار الهامات
حين صدفة
أبدأ من جديد في عد الحصى
و الغفلة القافزة إلى وعي الدفتر
و أكتب
أي شيء يسد رمق وجداني الجائع
اليوم يسير في اتجاه عكسي
و أنا وحدي أقف .
اسمع نبض الأرض يقول
السماء يوما ً ما ستسقط
جدران العزلة
ستسقط أحزان الشمس
ليعود الغد من رحم الامس
أحمد الأكشر