السؤال الأول: كيف تقدمي نفسك للقارئ .
أسمي رولا صبيح كاتبة أردنية من أصول فلسطينية والدتي دمشقية متزوجة من سوري من اللاذقية، أم لبنت وولد، أعيش في نيويورك منذ ثمانية عشرة عاماً، درست مرحلتي الجامعية في دمشق تخرجت من جامعة دمشق قسم اقتصاد. درست في امريكا دراسات عن المرأة وماجستير في أدارة الأعمال.
السؤال الثاني: مرحلة الطفولة هي من أهم المراحل في حياة الأنسان ولها أهمية،حديثينا عن طفولتك ..
ولدت في السعودية وعشت طفولتي في ليبيا ومراهقتي في قطر، ودراستي الجامعية في دمشق، في طفولتي الكثير من الترحال، هذا تسبب في تنوع الثقافات التي عشت بينها، جعلتني قريبة من الأخر، وترسخت بداخلي أكثر فكرة القومية العربية التي كان يؤمن بها والدي ويدافع عنها. والأحداث الراهنة اثبتت أن ابتعادنا عن فكرة العروبة واحتضان فكرة الاقليمية، وتبنى الافكار الوهابية هي من العوامل الرئيسية التي جعلت من العالم العربي المنقسم المتصارع لقمة يسهل ابتلاعها.
اعتقد أن طفولتي لها أثر كبير في تكوين حسي الوطني الذي لم يخفت ولم ينجرف خلف تلك الافكار الهدامة، التي تبث في نفوسنا لنبتعد عن القضية الأساسية وهي فلسطين
السؤال الثالث : تكبين في عدة مجالات ماهو المجال الأقرب لوجدان رولا صبيح ..
لا تستطيع أن تضع الكاتب في قالب واحد، او تحدده في مجال معين، فأنا اكتب كثيراً عن المرأة اساندها في كثير من الأحيان، وألقي عليها اللوم في بعض الأحيان، للمرأة دور كبير في التراجع الفكري الذي تعاني منه المجتمعات العربية، أدخل في حياة الرجل بشكل حيادي فهو ظالم ومظلوم، تقع عبيه أثار العادات والتقاليد مثله مثل المرأة، أدعو لتحرير الفكري العربي بشكل عام، وليس لجنس واحد، بل الرجل والمرأة يقع عليهم واجب التغيير
السؤال الرابع : تطورت حركة الإبداع النسائي في عالمنا العربي من من الأديبات التي تأثرت بهم ..؟
مع أنني اتحفظ على مصطلح الأدب النسائي، او النسوي . لأن الإبداع والأدب لا يؤطر بجنس، ولكن طبعاً هناك كاتبات عربيات حملن شعلة الفكر، وتحملن الكثير من الانتقاد والهجوم. أنا تأثرت جدا بالدكتورة نوال السعدواي، اعتبر الكاتبة غادة السمان سابقة لعصرها، الكاتبة رضوى عاشور واحلام مستغانمي، وهناك اسماء كثر ولكن ما زال الرجل العربي هو الاكثر انتاجاً للأدب والشعر.
السؤال الخامس: الكاتب لا ينفصل عن الواقع الذي يعيشه، مع أن الكثير من الكتاب هربوا من الواقع للتاريخ للكتابة عنه، والبحث مع الأحداث المؤلمة التي يمر بها الوطن العربي عامة وخاصة سوريا،ما مدى تأثير تلك الأخداث على كتاباتك وابداعك ،وهل تناولت تلك القضايا في أعمالك الءدبية ،،؟
عن قصص لنسجها في قالب روائي لا يفيد الواقع في شيء، ما نعيشه في عالم العربي مادة ثرية للكتابة، ونحن نحتاج للئأدب لنخرج من الظلمات التي نعيش فيها. فقضية اللاجيئين السورين هي من أول القضايا التي تناولتها في رواية حياة بعد الموت، قمت بلقاء مجموعة من اللاجئيين السوريين في امريكا لاكتب قصصهم الحية، ومعانتهم بعد التهجير القصري لهم من وطنهم. لم أكن أهدف فقط نقل وتدوين معاناة اللاجئ السوري، ولكنني حاولت أن ادخل في أعماق الأحداث، فما حدث في سوريا يصعب على أي كاتب تجاوزه، بل هناك كثير من الأمور التي تستحق أن لقي الضوء عليها، ليفهم غير السوري أسباب الانقضاض على سوريا بهذه الوحشية. وطبعاً لن أتوقف عند رواية واحدة فيما يخص واقعنا العربي، فأنا اجهز لرواية أخرى أسمح لي أن لا أعلن عن محتواها الأن.
السؤال السادس: أنت تقيمين في الولايات المتحدة ،كيف تطورت لديك عملية الكتابةركونك وأنت بعيدة عن الوطن الأم . ؟
الأقامة في المهجر والبعد عن الوطن الأم شعور مؤلم ونحتاج أعوام طويلة للتأقلم، وشعورالاغتراب الذي يلازمني ويأبى أن يفارقني هو أحد الاسباب الذي يدفعني للكتابة والخوض الاكثر في قضايا وطني العربي الكبير، لذلك تجد في رواياتي الاغتراب حاضرا بقوة، والألم على ما يحدث في بلداننا مضاعف، لأنني اعيش في واحدة من البلاد التي تسعى لتخريب المنطقة العربية بأكملها، ونحن جاهزون بأنقسامنا وانغماسنا في الطائفية والغيبيات، وكأننا نهرب من مسؤولياتنا اتجاه الاجيال القادمة، فنحن لم نستطع ان نحافظ لهم على تماسك ووحدة هذه البلاد. السؤال السابع : ماجديدك في أعمالك الأدبية ..؟
صدرت ليي رواية جديدة اسمها ترانيم الحب والخوف، صادرة عن دار شهرزاد مقرها عمان الأردن. رواية تتحدث بجرأة عن الموروث الاجتماعي التي تتوارثه الأجيال المتعاقبة والذي هو اشبه بكرة الثلج التي تخفي في قلبها الكثير من الأمراض الاجتماعية التي تتسبب في عقد نفسية ندمر فيها الأجيال القادمة تحت مسمى العادات والتقاليد.
السؤال الثامن : مالرسالة التي تود الروائية رولا صبيح أن توجهها للكتاب الشباب ،سواء بالشعر أو القصة أو الرواية ..؟
أتمنى للحركة الأدبية في بلادنا العربية أن تنتعش أكثر، فالثقافة والأدب هو بوصلة المجتمع نحو المخرج للخروج من الظلمات التي تعيش فيها المجتمعات العربية، أتمنى أن نكتب أدب وشعر حقيقي غير زائف، ففي بعض الأحيان الخوف من قوة الكلمة، وعدم الاقتراب من التابوهات المتمثلة في السياسة والجنس والدين تجعل منتجنا الأدبي ركيك، بل نكون نحوم حول الأدب ولا نجرأ على الدخول فيه.
كلمة أخيرة…
اشكرك أستاذ فؤاد الصديق ،الشاعر والأعلامي ،وأشكر أيضاً موقع وجريدة نفحات القلم الكتروني ولكل العاملين في هذا الموقع ،كما اتمنى أن أرى سوريا قلب العرب متعافية مزدهرة، وأن تتجاوز سوريا أخر الأزمة التي مرت بها عبر عقد كامل من الزمن، الله يحمي سوريا، محبتي لسوريا وللشعب السوري. كل الشكر للقراء الأعزاء…
حوار… فؤادحسن حسن