الثقافة الناقصة بين التأثير الفكرى وملامسة التفكير
كتب/ محمد عبد العزيز شميس
أدركت أن “الغاية” التي تدعو الإنسان إلى التعلم تؤدي به إلى العظمة الكامنة في المعرفة والوعي فكيف تحولنا إلى امة متواكلة على حضارات الشعوب
وإذا كان لى كرجل عربى أن اقدم رأياً فى قضية يجب أن اوضح الرؤية فى مدى تأثير بعض الافكار على الواقع والتحولات الثقافية
هى تلك الاْعراض على طريقة التفكير الإنسانى إذ لاحظ علماء الإجتماع والاْنثروبولوجيا أن التأثير الفكرى الذى يلامس التفكير وينسكب فى ثقافة الإنسان هو التأثير الأعمق والأقوى وأنه لا يمكن حصر الاْسباب الفوقية أو الظاهرية التى تسود ذلك الزمان لذا فإن الثقافة في إطارها اللغوي المحدود. وفي معناها الإنساني كإنتاج إبداعي تعددي ومتبادل، تجمع نخباً ثقافية في كل بلد عربي من الخليج إلى المحيط. وهي تتفاعل وتتحاور وطنياً في البيئات المحلية. وتتواصل قومياً، من خلال الصحافة. والإعلام الإلكتروني. والمؤتمرات. والمنتديات. ومراكز البحوث.
هى الثقافة المنتجة بالمد الاْول من القناعات تعبر تراكمات من التداخل والقراءة والتثاقف العام ولكن ما زال العقل والمنطق العربيان عاجزين عن مراجعة الذات. وعن تفكيك. وتفتيت. وتجزئة الثقافة الغربية بفعل موجة العولمة والتأثير العالمى للمفاهيم والاْفكار، إلى أزمات يمكن بحثها. وإيجاد حلول لها، بهدوء العقلانية. وتحييدها قدر الإمكان عن التأثر بضغوط وعواطف قوى الشارع السياسي. والشعبي. والديني. وتطويعها لمنتجنا الثقافى .
إن الأنظمة التعليمية التي استنبتت في أرجاء الأمة الإسلامية أعطت أكلها بتخريج جيل بل أجيال من المثقفين والمتعلمين الذين انبهروا بثقافة المستعمر وتفوقه التكنولوجي وبحضارته بصفة عامة، فتنامي لديهم الشعور بالنقص تجاه بلدانهم، وعدم الاعتزاز بالدين وبمقومات الأمة الحضارية، غالبهم يعيش في أبراج عالية عن الجماهير الشعبية ولم يعد لهم دور في تكوين مرجعية قيمية موحدة، (الضمير الجمعي أو الأنا الأعلى -كما يقولون-) ولا أثر في تشكيل العقلية الشعبية أو الذهنية العامة.
وفى تجولى الميداني محذراً
مِن العقم الذهني والإعاقة الفِكرية التي تجتاح هذه الفِئةَ مِن مؤلِّهي العقل استوقفتنى عبارات الاستاذ (غسان الإمام )الصحفى والكاتب السورى مفادها أن( الثقافة، بمعناها الآيديولوجي الأوسع، كدين. وحضارة. وتراث. وأسلوب حياة اجتماعية. ومزاجية نفسية متناسقة، لم تأخذ بُعدها العميق والواسع في البيئات المحلية، بحيث تخدم قضية الوعي الشعبي بالانتماء القومي. مثلاً، تم تفتيت وتجزئة الإسلام كدين أممي، إلى طوائف ومذاهب، تحت تأثير عنصري إقليمي. هو فارسي حيناً. وكردي حيناً. وتركي حيناً.)
لذلك توقفت أمام فجوة كبيرة تكبر يوماً بعد يوم لتظهر في داخلها فكرة.الجاهلين التي نتجت بسبب صمت المثقفين و انشغالهم بإنتقاد بعضهم البعض في الندوات و الجلسات الثقافية التي لايحضرها سواهم غافلين ومتناسين أنهم ينتمون لمجتمع لم يعد يفهم لغتهم ولا افكارهم .
وهكذا أخذ أنصاف المثقفين و الموهوبين أماكن تشكل وجه المستقبل القادم بثقافة ناقصة ومتخبطة لينتج لنا مثقفون في الجهل يمجدونه ويعظمونه يكتبون ما لايفهمون و يتحدثون في ما لا يعلمون..وفي المقابل يظل المثقف يتهم المجتمع بالجهل دون تقديم أي حلول أو اجتهاد يخدم المجتمع ليصبح المثقف الحقيقي جاهلاً في كيفية التواصل مع المجتمع و التأثير فيه