حاوره سام عبد الحميد محمد
الشاعر اللبناني مروان يوسف عواد شاعر يعربي الجذور عربي الإنتماء …هو ابن الجنوب في قضاء حاصبيا من قرية الكفير التاريخية الرابضة بين أحضان وادي التيم على هضاب جبل الشيخ الأشم… شاعر وكاتب معاصر كتب فأبدع بجميع أنواع الشعر وأصنافه وخاض المعارك السياسية والإنسانية لصالح القضايا العادلة وخصوصاً قضايا وطنه العربي من القضية الفلسطينية والجولان العربي السوري المحتل إلى مقارعة الفساد والأنظمة الفاسدة كما خص المنهاج التربوي الجزائري ببعض كتاباته وأناشيده وله مع الأغنية واللحن روايات روت أمجادها أحاسيس الملحنين العرب
عرف بكثرة ظهوره على المنابر
وفي مواقع التواصل الدولية والعربية وشاشات التلفزة والإذاعات
حصد العديد من الأوسمة الشرفية العليا لما يقدمه في مجالات الأدب والشعر والتآخي بين الشعوب في العمل الإنساني قارع المحتل وأنظمة الفساد في كتاباته ودافع عن حقوق الطفل والمرأة والمستضعفين في الأرض أينما وجدوا وكتب الغزل فكان الجمال في أبهى صوره الشعرية ولن ننسى شعره في الموعضة الأدبية الذي ما انفك النقاد يحاورونه بجميل النقد
إذ هو القائل :
وسامر كلَّ ذي فكرٍ سليمٍ
ولا تأبى إذا نزل الخصامُ
ولا تهرع لخاملةٍ عليهِ
فما للخاملين به زمامُ
وحاور في سبيل الحق مهما
بدا منه بدوحتِهِ خصامُ
وحاور في المحبةِ من يُجافي
فإن الحب يلزمهُ احتكامُ
ولا تُعر الحسودَ بأيِّ سرٍّ
فما منهم على حسدٍ همامُ
تأزّر بالمكارمِ كلَّ حينٍ
وجئ منها بما جاء الكرامُ
لقد كان لنا شرف اللقاء معه عبر الشبكة
هذا مستهله
السؤال الأول
– بداية حديثنا عن طفولتك ؟من أين كانت البداية والإنطلاق في الكتابة ؟ ومن مكتشف مروان عواد؟
– الشعر هو فطرة تخلق مع الإنسان منذ نعومة أظافره بدأت في كتابه الشعر مع إرتحال الفكر المراهق في عمر الصغر في الثمانينيات ومن هنا تكونت الشخصيه الإنسانيه الشعريه في نظم الشعر الفصيح وبما أنني ابن منطقه ريفيه تزخر بالشعر الشعبي إستهواني التراث وكان لي بعض القصائد التراثيه علما أنني بدات بالشعر الفصيح بقصيدة غزليه تحاكي المرحلة
السؤال الثاني
-كل من قرأ للشاعر مروان يوسف عواد عرف مدرسته الشعرية الخاصة ومع ذلك يراودني السؤال هل تأثر شاعرنا بأحد الشعراء والكتاب العرب؟
– فلسفة الشعر هي عبارة عن كيانية وجودية تخلق في الشاعر مهما قرأ الشاعر ومهما أحب تبقى للشاعر روحيته الخاصه التي لا يمكن أن تتأثر هذا إذا كان قد خلق بالفطرة فيه الشعر و الشاعر عليه أن يقرأ ويتابع حتى يصل الى صياغة اللغة و عليه أيضا أن يكون متابعا جيدا وأن يتعمق فيما يقوله النقاد ويقف عند التفاصيل النقدية ليبني عليها موجز التصحيح الذي من شأنه تقوية عمود الشعر لديه
السؤال الثالث
– لقد حصدت الكثير من الجوائز والشهادات في الأدب والشعر والدفاع عن قضايا الأمة والقضايا الإنسانية وخصوصاً حقوق المرأة وحقوق الطفل.. لو تحدثنا عنها
-عندما دخلت المنابر الدولية وجدت أن الكثير من الشعراء يتوجهون نحو القصيدة الغزلية دون أن يحملوا رسالة فكرية قومية هناك الكثير من الأحداث في وطننا العربي أحداث مؤسفة مؤلمة حتى داخل بيوتنا مجتمعاتنا و أسرنا حتى في حقوق المرأة و حقوق الطفل هناك عدم معرفة لدى البعض يظنون أن الشعر هو الغزل و أن المرأه فقط هي الجسد ينسون روح المرأة وثقافتها ويتناسون بأنها الأخت والأم والإبنة و أنها نصف الحياة وعلى هذا أنا توجهت لمناصرة حقوق المرأة و مناصرة حقوق الطفل ومناصرة الحق الإنساني بجوهره العام في القصيدة و كتبت الكثير وتوجهت إلى المنابر المحلية والدولية عبر شبكات التواصل الإجتماعي وغيرها برسائل إنسانية وقد لاقت في بعض المحافل الأدبية إستحسان العارفين والمهتمين وتشاركها بعض النقاد العرب هذه هي الرساله التي يجب أن يوصلها كل شاعر فالقصيدة لا يجوز ان تكون صنمية …القصيدة هي رسالة إنسانية ثقافية ملهمة في الوجود والشاعر يجب عليه أن يكون الملهم لروح القصيدة ليتجذر بروح الرسالة الكونية فيلهب أحاسيس الصفوة من الشباب العربي المثقف .
وعليه فقد حصلنا على الكثير من الجوائز سواء في المجال الإنساني وجوائز دوليه أجنبية وعربية وجوائز تقديرية وحصلت على لقب سفير السلام كندا( منظمه أجنحه السلام الدوليه) وحصلت على ألقاب عدة حتى على المنابر اللبنانيه حصدت الكثير من الجوائز التقديريه والمعنويه لكن الحقيقة ومكنون الشعر ليس في الجائزة إنما حقيقة الجائزة هي القصيدة التي تصل الى المتلقي وتؤدي رسالتها.
السؤال الرابع
-ماذا يحدثنا الإنسان الشاعر مروان يوسف عواد عن علاقته بالفن ألحانا وكلمات وهل ترى أن الغناء العربي الأصيل سيعود له ألقه أو أن الأغنية العربية الى أين برأيك؟
– الفن هو روح الإنسان وبدونه ينقطع عن النور الكوني أكيد نتكلم هنا عن الكلمة الشعرية وأنا أتكلم عن اللحن الموسيقي لأن اللحن الصحيح الحقيقي هو ملازم للقصيدة ملازم لروح الشعر فالتلاقي الذي خلقه الله بين الملحن والشاعر والمؤدي أو المطرب أو الفنان هما قاعدة هرم ثلاثية الأبعاد تتلاقى بالنغم الجميل و بالأداء
الجميل الأصيل الذي هو محور الثقافة منذ بدأ النغم و بالتأكيد لم تضيع الأصالة هي موجودة والشعراء الجهابذة الذين يكتبون الكلمة الجيدة في الأغنية واللحن و يمتلكون القدره الفعليه على صناعة الفن العربي الأصيل في زمننا هذا هم حراس التراث أبطال الملاحم الفنية الراقية إنما قد طغى في الفتره الأخيره اللحن الهجين الذي استوردوه من الغرب للأسف كما استوردوا بعض الشوائب الأخرى وهنا أتمنى من الملحنين خاصة لأن الملحن له دور كبير والشعراء أن لا يكتبون الكلمة الهابطة وعلى الملحن أن يتقن اللحن ليبدع
السؤال الخامس
– برأيك في ظل ما تشهده بلداننا العربية من أحداث وتغيرات أين وصلت فكرة تقبل الآخر في الأدب العربي وهل يساعد الأدب والشعر في إلتئام الشرخ بين أبناء الأمة الواحدة؟
– سؤال دقيق الجواب عليه يتمحور في عدة أجزاء وما سأقوله في ظل ما تشهده بلداننا العربية من أحداث ومتغيرات لقد وصلنا إلى فكرة اللاوصول وفكرة اللاوصول هذه حولوها الى هيكلية مجتمعة أخذت منا جوهر الحقيقة وجعلونا نعيش في أقفاص(تقفيص الشعوب) إنهزامية عميقه في عمقنا الثوري ومسح ممنهج لجمالية لغة الضاد لكن رغم الهجمة الكبيرة التي تتعرض لها ورغم الحرب العالمية مازالت موجودة وما زال حراسها الأمناء قائمين للمحافظة عليها و قادرين على حمايتها من كل الغزوات التي تتعرض لها ..والشعر والأدب طبعا يساعدان في إلتئام الشرخ لأن القصيدة كما سبق وقلت هي رسالة و كل القصائد وطنية كانت أم غزلية أو أدبية هي رسائل تخرج من العمق لتدخل إلى العمق ومن هنا أدعو كافة الشعراء ومن كان حديث من الشعراء أن يلتزموا بإحترام المنطق .
من قصائده الوطنية اخترنا لكم هذه القصيدة النشيد:
موطني
موطني حر الجذور……….. موطني حق ونور
من اسود يعروبية…… وإفتخار بالهوية
عزم الأجيال الأبية ترتقي مثل الصقور
وافدا لو جئت فيه تلقى ترحاب بنيه
تهوى امجاد ماضيه بين اشراف الحضور
موطني
موطني حر الجذور موطني حق ونور
من رجالات صحاح والندا صوت الفلاح
جاؤوامن رحم الكفاح ولهم تروي الد هور
جاؤوا من نور الصباح دفق حب وإنفتاح
ألهبوا نزف الجراح نورهم فاق البدور
موطني
موطني حر الجذور موطني حق ونور
شعبنا روح الفداء يوم يلقانا العدا
أسد جولات الردا نحن من نحمي الثغور
موطني حر الجذور موطتي حق ونور
السؤال السادس
-في حياة كل شخص منا مواقف مؤثرة منها المحزن ومنها المفرح ماهي المواقف التي انطبعت في ذاكرة شاعرنا لو أردت أن تخبرنا بشئ منها؟
– مواقف كثيرة إنما من المحزن وقليل من الفرح أجمل المواقف ذاك الموقف العربي الكبير عندما سمعت في يوم من الأيام من بعد سنوات طوال أن الجيش العربي السوري قد اسقط طائرة صهيونية فوق الأراضي العربية السوريه وبصاروخ سوري فتغلغلت إلى نفسي نشوة الإنتصار وأنا اللبناني العربي ولا أنتمي إلى الدولة السوريه إنما روحي العربية استيقظت وحملت بيارق النصر هذه من اللحظات التي كتبت في ذاك الوقت بعض الشعر المرتجل في ذاك الإسقاط
-كلمني عن حزنك!!!!
– لا يحزنني أكثر من مما نحن فيه… ما نحن فيه اليوم هو المحزن المبكي وما تمر به أمتنا العربيه نتمنى أن نترفع عنه في المستقبل القادم
السؤال السابع
– برأيك الى أي مدى فقدت القصيدة فعاليتها في هذا الزمن أو لك رأي آخر في هذا؟
-أنت تدخلني إلى باب ليس من إختصاص الشاعر هذا السؤال موجه إلى النقاد العرب النقاد العارفين أصحاب الإختصاص. القصيده العربيه دخلت إلى عدة محاور وتشكلت أنواع القصيدة وأصبح الرأي عليها مختلفا أما الشاعر عليه أن يدرك بأن منهجية القصيدة هي اكتمال روح الانسان العربي هي اكتمال جذورنا التاريخيه هي اكتمال وهج الآباء والأجداد هي صورتنا هي قيمتنا هي هويتنا هي كل ما نحن عليه إذا هبطت هبطنا وإذا ارتفعت ارتفعنا بها نسمو بها نحلق.
السؤال الثامن
-ما هي أحلامك على الصعيد الشخصي والأدبي
– أحلامي بسيطة أنا لم أطلب يوما أن أكون شاعرا إنما خلقت لأكون شاعرا إنما هذا ما قدر لي لأكون فيه وطموحي أنا كشاعر أن أرى الشعر يرتقي في وطننا العربي و أن يبقى لأنه خلق أساسا نابضا بالحياه بالعلم بالثقافه بالفكر أن تبقى الجهابذة موجودة أن لا ينقرضوا لأنه إذا اضمحل وجودهم اختفت القصيدة
على الصعيد الشخصي
أحلامي هي القصيدة والقصيدة هي جناح حلمي الكامل هي رسالة الوعي التي تلقاها الناس
السؤال التاسع
– الوضع الإنساني العالمي والعربي كيف يصفه شاعرنا العملاق وما هي الحلول برأيك
– الوضع الإنساني العالمي وضع مترهل والوضع الإنساني العربي أكثر ترهلٍ و أكثر يأسٍ وأكثر دموية لأننا نحن الشعوب العربية شعوب مستهلكة خرجت منها القيمة الإنسانية و على الشعوب العربية والشباب العربي أن يعي خطورة الموقف الذي نحن فيه أما الأمل يجب أن يبقى موجودا نحن نعيش على الأمل وأنتم تدركون كما ندرك معا و في كل بقاع الأرض أننا نعيش في الأمل حتى الحكومات حتى الرئاسات لم يبقَ لنا إلَّا الأمل وبأن ينجينا الله عز وجل والثبات على العقيدة هي فاصل الخلاص الذي نتعلق به وإذا فقدناه فقدنا كل شيء.
السؤال العاشر
-كلمة أخيرة تود أن تختم بها هذا الحوار وماذا تنصح الأجيال القادمة
-على أن يبقى الأمل و الحب هما سوف تزهر بهما حياتنا رسالة المحبة ليست رسالة عادية بل هي صمام الأمان في العالم المحبة رسالة يجب أن تعمم على المجتمعات العربية والغربية رسالة ونبذ الصراع والتقاتل..
مسك الختام قصيدة للشاعر عواد بقول فيها :
خَمرُ اللَّمَى
يَا مُبتَدَا لِلحَرفِ شَوق قُل لَهَا
خِصبُ السَنَابِلِ فِي الرَّبِيعِ جَمَالُهَا
والشَّمسُ أَرخَت لِلجَمَالِ جَدَائِلًا
والأَرضُ تَزهُو إِذ تَعُمُّ غِلَالُها
سَكَنَ البَهَاءُ عَلَى جَمِيلِ طُلُوعِهَا
وتَنَسَّمَت فَإذَا تَشِفُّ خِصَالُهَا
يَا ظَبيَةً مَلَكَت شِغَافَ مَحَبَّتِي
وسَرَى عَلَى ذَاكَ البَّهاءِ دَلَالُهَا
مِن سَوسَنٍ خُلِقَت وَعِطرٍ بَاذِخٍ
رَسَمَ الحَيَاءُ عَلَى أَسِيلٍ خَالِهَا
وحمَامَة الدَّوحِ التِّي فِي حُسنِهَا
يَبدُو عَلَى لَحنِ الصَّفَا خُلخَالُهَا
فَاحَت عَلَى وِجدِي وَبَانَ بِثَورَتِي
وَهَجُ القَصِيدِ خَيَالُهَا وكَمَالُهَا
ورَقَاء ما حَنَّت عَلَى وَصلِي بِهَا
والقَلبُ مِن شَغَفٍ عَلَيهِ وِصَالُهَا
وأَذُودُ ذَودَ الحَالِمِينَ بِلَيلِهِم
وعَلَيَّ مِن سُهدِي الحرُورِ ظِلاَلُهَا
أَهوَاكَ مَا امتَدَّ الزَّمَان بِطُولِهِ
لَا تَعجَبُوا فلَكُم تُصِيبُ نِصَالُهَا
وَ سَكَرتُ مِن عَسَلِ اللَّمَى ويَفِيضُ بِي
هَذَا الغَرَامُ وَ لاَ يَكُونُ مِثَالهَا
وبِكُلِّ كَأسٍ مِن هَوَاهَا سُكرَةٌ
أَمشِي الهُوَينَا والصَّدَى أَزجَالُهَا
فَأَنَا سَجِينُ العِشقِ مِن زَمَنٍ مَضَى
وعَلَيَّ تُحكَمُ فِي الهَوَى أَغلَالُهَا
والثَّغرُ مِن وَمَضِ النُّجُومِ كَأَنَّهُ
نُورٌ وَيَحيَا فِي الظَّلاَمُ هِلَالُهَا
مروان يوسف عواد.. 10..02…2019