القس جوزيف إيليا
كيف سأشربُ خمرَ حياةِ
وأنا مكسورُ الكاساتِ
ويديْ أنهكَها زلزالٌ
يأتيني مِنْ كلِّ جهاتي
وحروفي تبلى يابسةً
مثْلَ القَشِّ على صفحاتي
عاصفةُ الوهمِ تطاردُني
وتنشِّطُ روحَ خرافاتي
فأعودُ إلى سجني وإلى
فقري وإلى صحراواتي
مهزومًا أجثو في ذلٍّ
تلطِمُني أيدي ظلماتي
أجري كالأعمى مرتبكًا
لا أعرفُ أين مساراتي
لوّثّتُ هضابي وفضائي
وسددتُ عيونَ بحيراتي
وكسرتُ حوافرَ أحصنتي
وطمستُ معالمَ لوحاتي
ما أشقاني أهدمُ سوْري
وأنشِّفُ حلْمةَ غيماتي
وعلى ثوبي أرمي طينًا
وأمزِّقُ بسمةَ راياتي
لا أنمو وأظلُّ صغيرًا
لوراءٍ تمشي خطواتي
فأنامُ وتُمحى أحلامي
وتُحطَّمُ ليْ سفنُ الآتي
بيديْ أنا أشعلتُ حريقيْ
وأسلتُ دماءَ جراحاتي
فغدوتُ بلا وطنٍ أشقى
وتزيدُ وتنمو أنّاتي
وأتيهُ بعيدًا عن نفْسي
فمتى سأعودُ إلى ذاتي
ومتى أصحو مِنْ نومٍ قد
طالَ وأطفأَ ليْ شمعاتي
لأعودَ كما تبغي الدّنيا
حيًّا أهزِمُ وحشَ مماتي ؟
————————–
القس جوزيف إيليا
١٤ – ٥ – ٢٠٢٠