غيّب الموت، مساء الثلاثاء 19 أيار 2020، الشاعر والدبلوماسي اللبناني صلاح ستيتية بالعاصمة الفرنسية باريس، عن عمر ناهز 91 عامًا، ليختتم مسيرة حياتية حافلة قضاها بين الشعر والعمل الديبلوماسي .
ويعد أشهر شاعر لبناني يكتب بالفرنسية؛ إذ اختارها لغة لأشعاره التي ترجمت إلى عدة لغات عالمية أخرى.
ولد ستيتية في بيروت 1929 وحرص أبوه الذي كان مُدَرِّساً على تلقيه أُسُسَ تعليم فرانكوفوني رصينٍ، في «الكوليج البروتستانتي الفرنسي» في بيروت؛ كما تكفّل بتلقينه الثقافة العربية – الإسلامية في البيت.
تخرجُ مدرساً واشتغل في «كولويج الآباء الْمِخِيتَارِيِّين الأرمني» في حلب.
في 1951، تمنحه الدولة الفرنسية منحة لاستكمال دراسته الجامعية في السوربون، ويتتبع بشكل موازٍ دروس المستعرب الفرنسي لوي ماسينيون في المدرسة التطبيقية للدراسات العليا و«الكوليج دو فرانس».
بداية من 1953، يدخل مضمار الصحافة الفرنسية، من خلال مجلة «الآداب الجديدة»، لصاحبها موريس نادو؛ ما سمح له بالاندماج في الحياة الثقافية الباريسية ومُصَادَقَة أهم الشعراء والفنانين المقيمين فيها: بيار جان جوف، أندري بيار دو مانديارغ، إيڤ بونفوا، زاو يو كي، بيار آلشنسكي، أنطوني تاپْيِسْ، هنري ميشو وإميل سيوران.
في 1955، يعود إلى بيروت، ويشتغل في التدريس في الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة، ثم في المدرسة العليا للآداب فالجامعة اللبنانية. ومثلما أسهم أنسي الحاج وشوقي أبي شقرا في تأسيس الملحق الثقافي لـ «النهار»، أسس ستيتية الملحق الأسبوعي الأدبي والثقافي لـ «لوريان»، حيث بقيَ مديراً له حتى 1961.
كان شغوفا بقضايا الشعر المعاصر؛ إذ أطلق مطبوعة أدبية أسبوعية باللغة الفرنسية باسم “لوريان ليثيرير”، والتي لعبت دورا بارزا كوسيط بين الإبداعات الجديدة في الغرب بشكل عام وفرنسا خصوصا.
كما تأثر إبداعه الأدبي بشعراء فرنسيّين كبار أبرزهما مالارميه ورينيه شار.
ومن أبرز الأعمال الشعرية لستيتية “الماء البارد المحفوظ”، و”حملة النار”، و”تعاكس الشجرة والصمت”.
كما ترجم قصائد لأدونيس وجبران خليل جبران من اللغة العربيّة إلى الفرنسيّة.
ونال الشاعر اللبناني الراحل عدة جوائز أدبية، أبرزها جائزة الفرنكوفونية الكبرى، وجائزة الصداقة العربية الفرنسية، وجائزة ماكس جاكوب، والمفتاح الذهبي لمدينة ميديريفو في صربيا.
ورغم الشغف بالشعر والأدب، تولى ستيتية مناصب دبلوماسيّة بارزة؛ حيث عمل مستشارا ثقافيا في السفارة اللبنانية في فرنسا، ومندوبا في منظمة الأونيسكو، وأمينا عاما لوزارة الخارجية اللبنانية.
إعداد : محمد عزوز
عن ( صحف ومواقع )