إذا المرء لم يمدحه حسن فعاله، فمادحه يهذي وإن كان مفصحاً. والمدح يزيد الإنسان الطّيب طيبة والخسيس خِسّة. وإذا امرؤ مدح أمراً لنواله، وإن جرت الألفاظ منا بمدحه، بأفعال صدق لم تشنها الخسائس. في زمن يكثر العاديين في مدح أنفسهم ويبالغوا في ذلك فما ظنّك في الخارقين. وحجب الثّناء مع استحقاق حسد وافتراء. يهوى الثّناء والمدح مبرِز ومقصر، حبّ الثّناء طبيعة الإنسان. لن يُحوى الثّناء والمدح بغير جود، وهل يُجنى من اليبس الثّمار. هذه المقدمة ليست استعطاف أو استجداء لشخص كتبنا عنه سابقاً وعمل على مشروع كان ولابد أن ينشر عنه كتبنا حين كانوا يعملون بهدوء ويبتعدون عن الأضواء فغايتهم ليست الشهرة وإنما العمل بصدق أنها الدكتورة باسمة أنور عرابي من أهالي دمشق الطيبين ومن أعرق العوائل الدمشقية والتي أبت قبل أكثر من عشر سنوات أن تشاهد بلدها وحيها متسخ فبدأت العمل بشكل فردي لتصبح فيما بعد مبادرة على مستوى القطر ونجحت في مبادرتها التي تهدف لجعل النظافة مفهموم ثقافي وتعاوني واجتماعي واستقطب مشروعها العديد من الأشخاص قامت د. عرابي بمبادرة على شكل مشروع عملي وفكري واجتماعي ونفسي حول مفهوم النظافة والعمل الجماعي حيث بدأ المشروع في الحارة التي تقطنها الدكتورة عرابي في حي المهاجرين في الجادة الثامنة بدمشق وانتشر في الحواري المجاورة حيث انتظم الجميع بعد المحاولات والمتابعة الشخصية من قبل د. عرابي لإقناعهم بضرورة العمل الجماعي والتعاون بوقت رمي القمامة والأوساخ والإسهام بالنظافة أمام المنازل والبيوت والمحال وبدأ الجميع بملاحقة نظافة الشوارع وتم شطف الشوارع بمياه قليلة للحفاظ عليها ومنع هدر المياه وبحسب عرابي فأن 90% من السكان اعجبوا بالفكرة وتابعوها و 5% خجلاً و5% لم يرغب بالعمل وتسعى د. عرابي لنشر هذه الثقافة في بقية المحافظات قريباً حيث كانت محافظتي حمص وحماه من أولى المحافظات التي بادرت مع د عرابي وتبنت المناطق والأحياء الأخرى مبادرتها . وأصبحت روح العمل الجماعي مميزة. أي كان هناك تنبه لموضوع النظافة قبل ظهور وباء الكورونا وهذا هو الوعي الثقافي الطبي . يذكر أن الدكتورة عرابي من أوائل خريّجي معهد السكرتاريا بدمشق وحصلت على شهادة دكتوراه من الاتحاد العربي للثقافة البدنية وعدة شهادات أخرى ولها عدة أبحاث وإصدارات منها // صعوبات في ترجمة القرآن الكريم // و // الزواج الإسلامي بين الشريعة والعادات // وجاء على شكل بحث اجتماعي وللعلم و// كتاب الحقيقة الغذائية عن المرأة // والذي كانت مدة البحث فيه والعمل عليه أكثر من ٤٠ عاماً ونفس المدة استغرقها موضوع بحث مشروع النظافة وتأثيره على المجتمع والصحة والحالة النفسية. وشاركت الدكتورة عرابي بعدة محاضرات وندوات ولها لقاءات تلفزيونية وإذاعية وهي عضو في عدة جمعيات ولجان منها لجنة دمشق وفي مجلس إدارة جمعية بيت الخير و بهيئة التنسيق والارتباط بوزارة العدل ومتطوعة في وزارة الدولة لشؤون المصالحة في اللجان والتسويات وكانت عضو مجلس إدارة سابقاً في جمعية إحياء التراث – جمعية البيت الدمشقي وهي رئيس الجمعية الثقافية التي لم تشهر منذ العام 2006 وواجهت الدكتورة عرابي صعوبات بإيصال الفكرة في البداية وطال العمل لأكثر من سنتين حتى حصلوا على النتيجة المطلوبة وهنا نحن مع مثل هذه المبادرات المميزة وسنتابع مع الدكتورة عرابي مشروعها بدورنا نشكر الدكتورة باسمة أنور عرابي وفريقها على هذا العمل الذي عرفنا فؤاده في ظل الاجراءات الاحترازية لمنع تفشي وباء كورونا.