واجهتها بعبارات مجاملة عبر “المسانجير ” بعدما صعب علي زيارتها وقلت : مشاعري صادقة …أحاسيسي نبيلة .. نواياي صادقة تجاهك̱ … أزف لك̱ العمر كله عربون محبتي لك̱ …، قالت في استهزاء رافعة كتفيها إلى الأعلى ومن يدري يا رجل ؟ ومن هذه الكلمات المعسولة …أقوال تجري كالأنهار … ، ثم تجف بجرة قلم أو برنة هاتف !! ، وكم هم الذين أبحرت بهم أمواج الخيال وصدموا بواقع مر مذاقه كطعم العلقم …، قلت: من لم يستحي يفعل ما يشاء ..فاظفري بمن فيه حياء .. قالت : وهل من حياء في هذا العصر ؟ ، اختفى واختفت معه الأفعال الطيبة !! ، رغم كثرة المقبلين عليها …ḷ ، فقلت : خذي بالذي حدثك وصدق .. والذي وعدك وكان في وعده .. والذي ابرمك موعدا وحضر قبله … ، ولم أكمل حديثي حتى استوقفتني مرددة .. خلاص .. خلاص .. ، فهمت منك طيب الرجال.. وقالت : ماذا لو سألتك هل تجيبني ؟ قلت في حدود معارفي وثقافتي التي اكتسبتها إلى نصف عمري … قالت وهي تختلس مني نظرات من حين لأخر … وكأنما شيء بداخل أنثى يصعب فهمة ! … هل أحببت قبلي ؟ قلت : نعم ، قالت : ومن تكون هذه من موطنك أم من موطني ؟ هل هي جميلة مني ؟ فقلت : هي موطنك وموطني ..جميلة منك ومني ..مساحتها أراضيها 185180 كيلومتر مربع .. سار عليها الأنبياء والرسل .. مقدسة لدى أبناء الديانات السماوية … قصدها العلماء والعظماء ..من جاءها لأيام مكث بها أسابيع .. ومن جاءها لأسابيع بقي بها لأشهر .. ومن جاءها لأشهر استقر بها لسنوات .. ومن جاءها لسنوات توفاه الأجل على أرضها .. ، فقالت والحيرة بادية عليها وقد خفت صوتها.، وما شأنك بي إذن ؟ قلت : أردتك ثانية ( ضرة ) .. وكم من ضرائر ظل بينهم داء الضرائر قائما إلا أنت .. ، قالت كيف ؟ وكأنها لم تفهم مني عبارات بدت لها مغلفة ، قلت : لقد أحببت من أحببتي ولا خلاف بيننا ، فقالت : أتقصد في كل حديثك هذا سوريا ؟ قلت : نعم .. ولا شك في ذلك .
مكتب الجزائر – ابو طارق الجزائري