يَسْمُو مَقَامُ الْقَائِدُ الْمُتَأَنِّقُ
فَمِدَادُ بِشْرُنَا صَادِقٌ بَلْ أَصْدَقُ
مَنْ حَازَ بَعْدَ الْجَدِّ أَمْرَ إِمَامَةٍ
لِلْآلِ وَ الْأَعْتَابِ فَضْلٌ يَعْبَقُ
سِبْطٌ رَشِيدٌ صَالِحٌ كَمْ نُحْرِزُ
بِقُطُوفِ وَتْرٍ نُورُهُ يَتَدَفَّقُ
مِنْ رَاحَتَيْهِ كِرَامُ خَلْقٍ نَائِلٍّ
لِرِحَابِ حَمْدٍ حَبْلُهَا نَتَعَلَّقُ
فَدَيْتُهُ رُوحِي طَائِعًا وَ مُطَاوِعًا
بِالْوَجْدِ مَأْجُورٌ بِطَرْقِهِ نَنْطِقُ
وَكَمُهْجَةِ الْأَسْرَارِ نَبْعُهُ زَمْزَمٌ
لِبُلُوغِ عِلْمٍ فِقْهُهُ يَتَرَقْرَقُ
مِقْدَامُنَا صِنْدِيدُنَا ذَا أَشْوَسًا
رَغْمَ الْجَنَادِلِ سَيْفُهُ يَتَأَلَّقُ
الشَّمْسُ غَابَتْ مِنْ سِرَاجِ صَفَاوَةٍ
مَنْ أَنْقَى مِنْ حٌمْرِ الْعَقِيقِ وَ أَعْتَقُ
يَا سَيِّدَ الشُبَّانِ إِنِّيَ عَاشِقٌ
في عِتْرَةِ الْمَحْمُودِ تَوْقًا أَشْهَقُ
أَرْثِي بِشِعْرِي مَا بَلَاءً قَاسِمًا
كَقَتِيلِ دَمْعٍ نَزْفُهُ يَتَعَمَّقُ
يَا بَلْوَةً قَتْلُ الزَّكِيِّ رَزِيَّةٌ
كَرْبٌ فَعَيْنِي جُفُونُهَا تَتَحَرَّقُ
كُلُّ الْعِبَادِ إِلَى مَقَامِ وَلِيِّهَا
صَارَتْ وَ بِالْأَفْوَاجِ نَهْجٌ يَنْطِقُ
لِلْخُلْدِ يَسْمُو نَاعِمًا فِي جَنّةٍ
جَنْبَ النَّبِيِّ عِطْرُهَا يتَنَشَّقُ
فِي رَوْضَةِ الْحَنَّانِ كَانَ جَزَاءُهُ
حَتَّى لِقَاءً طَاهِرًا نَتَعلَّقُ
فَحُسَيْنُ مَنْ ثَارَ الْعَمِيدَ شَرِيفَنَا
لِطُلُوعِ بَدْرٍ عَازِمٍ يَتَفَلَّقُ
بَحْرُ الْبَسِيطِ
عماد الدين التونسي