(1)
=====
عَذبُ الكلامِ
يَطيبُ للسُّمَّاعِ
فاعذِبْ ما وَسِعتَ
لعلَّ بَسْطُ القولِ يَجلو بعضَ همٍّ حطَّ في الأرجاءِ
مُفتَرِعاً نوايا الإبتِهاجْ
أعذِبْ
ربيعُ القَحطِ لم يُلْقِح سوى المِلحَ الأجاج
فَلْتَرسمِ الفرَحَ المؤَجَّلَ أحرُفاً
ممَّا اكتنزتَ بِدَنِّكَ العشقيَّ
كي يصفو المِزاجْ
لا تُلْقِ بالاً
إن يَلُمْكَ العاكِفونَ على المآتِمِ يندُبونْ
وَلْتُلقِ بالاً للذينَ تعاضَدوا
صَدَّاً لِغيلِ الشَّرِّ بَذلاً يدفعونْ
أولاءِ يُطربُهمْ صباحُ الـ (أوفِ) والـ(لَيَّا) و (دلعونا) و(مال الشامِ)
والـ (يابا)
ورقصاً يهزجونْ
أولاءِ من أقدامُهمْ للرَّقصِ
والـ (دَّعسَ) النبيلِ على رقابِ القاتلينَ
مُظَفَّرونَ ويطربونْ
لِسَماعِ شَحرَرةِ الصَّباحِ
وصوتِ (فيروزٍ) تُفورِزُ عائدونْ
وسَماعِ صنَّاجٍ يُمَوِّلُ للوَطنْ
وطنُ يقومُ منَ الرَّمادِ
معانِقاً أُفقَ الحياةِ
سَمَنْدَلاً
مهما طمى سيلُ المِحَن
هاني درويش \أبو نَمير\
من مجموعة \\منمنمات\\ الكتاب الرابع