لقد كتبت عدة مقالات سابقا” عن الأولويات وأكدت فيها على ثلاث أوليات
١- الاخلاق وإعادة بناء الانسان
2- النهوض بالتعليم بشكل سليم
3- أولوية الزراعة
واليكم المقال حول مشاكل الزراعة وأولوية اهتمام الدولة بها
///:::::::::::///
قلت في مقال سابق بأن تحديد الأولويات بشكل صحيح يشكل أساس النجاح في العمل الحكومي وركزت حينها على موضوع التعليم والأخلاق وبناء الانسان المنتمي للوطن
اليوم سأركز على أوليات القطاع الزراعي ، الذي يجب أن تعطيه الحكومة الأهمية القصوى
إن الفلاح في بلدنا يعاني حالياً من مشاكل عديدة أهمها
١- التكاليف الباهظة في حراثة الأرض التي ارتفعت الى حوالي عشرين ضعفاً
٢- التكاليف الباهظة لشراء الأسمدة التي ارتفعت منذ العام الماضي ثلاثة أضعاف وهذا العام ازدادت مجددا” الضعف
٣- التكاليف المرتفعة جداً لأجور العمال في جني المحاصيل
٤-ارتفاع أسعار العبوات بشكل مخيف أكثر من 20 ضعف لايجدي معها أي سعر يبيع به الفلاح
٥- الخسائر الكبيرة جداً من جراء تأثيرات الطقس كالرياح والصقيع والحرارة العالية ، والتي قلما ينجو منها فلاح واحد والتي يمكن أن تقضي على الموسم بكامله وخاصة الزراعات الباكورية والبيوت البلاستيكية
٦- الأسعار الجنونية لمبيدات الحشرات ، التي لايمكن الاستغناء عنها في العملية الانتاجية
٧- الارتفاع الجنوني لأسعار الغراس بين ٣٠ و ٢٠ ضعف حتى في المشاتل الحكومية ، أما في المشاتل الخاصة فحدِّث ولا حرج
٨- الأسعار المتدنية جداً لمنتجات الفلاحين وخاصة الخضار والفواكه ، والتي لاتغطي تكاليف الانتاج في كثير من الحالات ، لذلك يبقيها الفلاح بدون قطاف لأن خسائره ستكون أقل ، وبنفس الوقت تصل للمستهلك بأسعار مضاعفة (٥ – ١٠ ) أضعاف
كيف يتم الدعم الحكومي لهذا القطاع ؟
يمكن أن يتم الدعم بعدة اتجاهات
١- تخفيض تكاليف الإنتاج
٢- رفع أسعار المنتجات بحيث تحقق ريعية محددة للفلاح ويلعب هنا التصدير للمنتجات الزائدة عن الاستهلاك دوراً مهماً
٣- اعطاء القروض والمساعدات المالية اللازمة لعملية الانتاج . والتعويض على الفلاحين عند الكوارث الطبيعية .
٤- اقامة معامل التصنيع الزراعي في أماكن الانتاج كعصائر الحمضيات والكونسروة وغيرها
أما الثروة الحيوانية فلها قصة أخرى
من المعروف بأن تأمين الإكتفاء الذاتي من المواد الغذائية للدولة هو أساس الصمود والقرار السيادي المستقل
فلماذا هذا الإهمال للقطاع الزراعي ؟
اذا لم يتم تدارك هذه السلبيات في العمل الزراعي ويتم دعم الفلاحين فستتم هجرة العمل الزراعي وستجدون قريباً أعداد كبيرة من المهمشين في الطرقات يستجدون لقمة العيش .