ويل ٌلأمةٍ تُفكر بعضوي الأحمقْ
وترى مستقبل بلادي
منذ زمن بعيد يتهاوى ويغرقْ
وتتناسى حقوق
الشابات والشباب من أبنائي
مساء الخير
أيها الأحبة والأصدقاء
في جميع أنحاء العالم
المقدمة :
حان الوقت للثورة المضادة
للأخلاق والشعور بالمسؤولية في ضمير الأنسان ، وأنتِ يا سيدتي
حان الوقت لتتحملي المسؤولية الأدبية والأخلاقية في بناء الوطن
أملنا بكِ كبير فلا تترددي
هذا الوطن لا يحميه إلا الأوفياء الذين يبذلون حياتهم رخيصة للشهادة ، ولا يبنيه إلا الشرفاء من بلادي
الإهداء :
لك ، لأصدقائي و لوطني الحبيب .
طلال عيسى – دمشق ٢ حزيران ٢٠١٧
_______________________________________
مولاتي
سمعتُ خبراً في بلادي
أن حاكماً من الولاةِ
يشجعُ على تعدادِ الزوجاتِ
لكي يسترُ العوراتِ
سمعتُ صوتاً جاهلاً
مازالَ يُصنفكِ
في المرتبةِ الثانية
مع الأثاثِ
متناسياً ومتجاهلاً
أنكِ في المرتبةِ الأولى
شريكةٌ وسيدةٌ في حياتي
مولاتي …
حينَ ماتت أم الأولادِ
هاجر أولادي خارج بلادي
مرضتُ وعجز الأطباء عن شفائي
ويئستُ من حياتي
وبعتُ آخر ثروة من ممتلكاتي
بيت على الخرائط في السجلاتِ
لتاجرٍ ، للص ٍ
يختبىء خلف الستارِ في الخفاءِ
وعند المساءِ
سمعت في نشرةِ الأخباري
أن حكومة ( الصهاينة )
من نسميهم شياطين بلاد الأعداءِ
كل يومٍ يبنونَ آلافَ المستوطناتِ
بيوت جميلة كالأحلامِ
على أرضِ آبائي وأجدادي
ليجلبوا ملايين المهاجرين
من اليهودِ والغرباءِ إلى أرض ِالميعادِ
وحكومتي تبني لي منذ طفولتي
أحلاماً على الأوراقِ
أحلاماً مرة تتحقق
وعشرات المرات تفشل
بين خطة وأخرى
تَضيعُ وترحل وتسرق
مرة في الأهمالِ
ومرات بحجج واهية لا تقنع
ومأساتي تكبر
كما ضاعَ وهاجرَ أولادي
حكايات منسية ، حكايات وهمية
تبدأ كلما أشرقَ صباحي
في بلادي
بعد غفوة المساءِ
كلما تغيرت السلطة
كلما انتقلت السلطة
من نصابٍ إلى قصابِ
ابتدأ نزيفي يجري كالنهر الغزير
من فؤادي إلى حياتي على بلادي
أنا على كلِّ الطرقاتِ
في كلِّ الممراتِ
الهثُ وراءَ لقمةَ عيشي
لكِ ولي ولطفلي الأصغرْ
أمشي ذليلاً من الصباحِ إلى المساءِ
شارد الزهنِ أحلم لا أحد يهتمُ بي
غير ساعدي الضعيف الأسمرْ
يتناسونَ كل مأساتي
يتناسونَ كرامةَ شيخوختي
لا مأوى لي ، لا رعاية أجتماعية
أنام في أزقة الحارات أو في ابسط الديارِ
أعيش وحيداً في البقية الباقية من حياتي
نسوا وأهملوا كم أضنيتُ من عمري
في خدمةِ بلادي وأنا في عزّ شبابي
وتعاد الحكاية
من جديد مع ضنى فؤادي
مع أولادي وأحفادي
يتناسونَ آلافَ الشبابِ
تحملُ الشهاداتِ والخبرات
لا عملَ لها لا مأوى
مشردةً في الطرقاتِ
كأسراب السنونو
تستعد لتهاجرُ وترحلْ
تحلمُ بالهجرةِ والأغترابِ
على مدارِ الساعاتِ
نسوهم يا مولاتي
واهتموا بعضوي الأحمقْ
يجلس ساكناً أقرع
مبهوراً بفتوى الأديان
بشرائع الغاب
بين رجال الدين والأعمالِ
في مجلس الوزراء
ومجلس النوابِ
وأنا بهِ غير مبالٍ
أنا مقهور في حياتي
وعضوي الجميل
مقهورٌ ذليلْ معي
لم يعدْ يحسُ ولا يَشعرْ
لم يعدْ ينتصبُ ولا يَفخرْ
لم يَعد يَنفعْ
كلما سمعتُ نداءَ
الفقراءِ من أولادي
نداءَ الجريحةَ بلادي
سقطتْ دمعتي حزينة ً
على حياتي
رفقاً يا سادةَ بلادي
رفقاً بقلبي ،
رفقاً بعقلي
رفقاً بحياتي
رفقاً بأولادي
رفقاً بأحفادي
رفقاً بشهدائي
تباً لأمة لا تفكرَ ولا تقرأْ
وعقلها في العضو الأحمق
تباً لجاهلية موروثة
في عقلنا الأخرقْ
مولاتي …💔🌿
سمعتُ خبراً في بلادي
أن حاكماً من الولاةِ
يشجعُ على تعددِ الزوجاتِ
لكي يَسترُ العوراتِ
سمعتُ صوتاً جاهلاً
مازالَ يُصنفكِ
قاصرةَ العقلِ والدينِ
في بلادي
ونحنُ معشرَ الفحولةِ
في المساءِ
لم يعد باستطاعتنا
أستعادةَ رجولتنا
على الفراش ِ
من تعبِ الأيامِ
من شقاءِ الحياةِ
سريعاً بدأنا نَشخرْ
لم يعد عضونا النبيل
ينتصب ويَفخرْ
بأيامِ الشبابِ الأخضرْ
غطَ متراخٍ في سباتٍ مُخدرْ
لم يعدْ يشتاقُ لرحمٍ جميل طاهر
طالما في حياتهِ أَزهرْ
وأنجبَ خِيرةَ الأبناءِ
أرهقتهُ الحياةِ
أرهقتهُ وعودَ الوزراءِ
لم يعدْ يَنفعْ
كلما سمعَ
صوتَ الحب ينادي
عندَ المساءِ ينادي
اختبأَ في الفراشِ
تدثرَ بالغطاءِ
غطَ في السباتِ
كاضفادع الماءِ
في وحولِ أمطار الشتاءِ
مولاتي …
يا عطرَ الجنة في حياتي
أن كنتِ ذليلةً قاصرةً
فأنا سأعلمكِ الكبرياءِ
سأعلمكِ كيفَ تتحدين
من يغتصبكِ من الجهلاءِ
ثوري ، نفعلي
أخرجي إلى شوارع بلادي
في مسيرةِ حبٍ وردية
وحييّ على الكفاحِ
وقولي بصوتكِ
أنك سيدةً في بلادي
وأنْ مَنْ يَسمحْ بتعدادِ الزوجاتِ
يسمحُ بانتهاكِ وأغتصابِ
حرمةَ وكرامةَ البلادي
مثلهُ مثلَ ثوار الأرهابِ
مولاتي …
أياكِ أنْ توافقي على تعددِ الزوجاتِ
وأن تكوني ضرةً على أمِ أولادي
لا تصدقي وعوداً كاذبةً
لا يوجد رجلاً عادلاً بين الزوجاتِ
إنَّ الحريةَ تبدأفي احترامِ
مشاعركِ يا مولاتي
وليس في تعددِ الزوجاتِ
ان وافقتِ على المذلةِ
وطيبوا خاطرك بالحجج البلهاءِ
فإنك تكوني قد قضيتِ
على البقيةِ الباقية
الصالحة من حياتي
مولاتي …
هذا رأي
وهذه فحوى كلماتي
وأعرفُ جيداً إنكِ برسالتي
ستبقينَ سيدةً كريمةً
حتى مماتي
لا … وألف لا
لتعددِ الزوجاتِ
لا لأمرأة تَدخل ُعلى حياتي
تَغتصبُ سعادةَ شريكةَ حياتي
تَغتصبُ فرحةَ أولادي
كنتِ ومازلتِ وستبقي
سيدتي ، حبيتي
ومولاتي
مولاتي…
سمعتُ صدى صوتاً
من جاهليةِ الأعرابِ
أنَّ حماراً بشرياً
وأدَّ ابنتهُ ( دفنَّ ضناهُ )
تحتَ الترابِ
وهي تنادي
رحماك أبي
رحماكَ ربي
من هذا العذابِ
واليوم يُدفن آلاف مؤلفة
من اليمنيين والسوريين
وبلاد الفضيلة
من أرجاء بلاد الأعراب
تحت الأنقاضِ
ولمْ أسمعْ يوماً أنَّ أمرأة قالت
لا … وألف لا … للجهلاءِ
قولي لا … مولاتي
للتجار الفاسدين في الوزاراتِ
في مجلسِ النوابِ
في كل مفاصلَِ حياتكِ وحياتي
قولي لي لا …
ثوري ، انفعلي أقطعي يدي
أطرديني من الدار
أن سرقتُ من حقوق
شعبي وبلادي
أن جئتك بمالِ الحرامِ
لكِ ولأولادي
أنتِ المدرسةَ الأولى
في طفولتي
وأنتِ المدرسةَ الأخيرة
لعمري الباقي
هؤلاء الحكام والتجار
السلطة والمناصب
أعمت عيون رجالها الضعفاء
لا يليقَ بهم إلا مزبلةَ التاريخ
أمامَ شرفاء وشهداءَ بلادي
مولاتي
سمعتُ صوتاً في بلادي
انكحوا مثنى وثلاث
وأرباع من النساءِ
تباً لأمة لا تفكر ولا تقرأ
تباً لجاهلية موروثة
في عقلنا الأخرقْ
تباً لقادة ومسؤولين
لا تقدم ولا تعملْ
وهي ترانا بالعينِ
بأم العين المجردةِ
على مدارِ الساعاتِ
كيفَ نشقى ،
كيفَ نتلوى من الألم
كيفَ نتعذبُ ونُسحقْ
تباً لحكمةِ الجهلاءِ
من قادةِ وحكامِ بلادي
وهي ترى
شاباتَ وشبانَ بلادي
خارجة بعد العملِ
تنتظرُ ساعات
حافلات صغيرة للركابِ
تُحشر فيها كاعلب الأسماكِ
لتنقلها إلى مساكنها
إلى قراها ، إلى أحياء البسطاء
إلى أن تصل إلى مأواها
تموتُ وجعاً على الطرقات
آلاف المراتِ
تباً لهذه الحكوماتِ
تريدُ مِنَ الجاهلِ الأخرقْ
من يملكُ مالاً
منْ يملكُ وجاهةً
من يتحكم بلقمةِ عيشي
مرة ثانيةً أن يتزوجْ
وعروسةً إلى البيتِ
تأتي وتمرحْ
والزوجة والأولاد
مصدومةً تتفرجْ
تموتُ أمام عينيه
آلاف المرات من القهرِ
تتلوى وتتألمْ
صامتةً لا تتذمرْ
أيةُ قديسة أنتِ يا مولاتي
وأي زلزال يا سيدي
تريدُ أنْ تَفعلْ
ومأساةٍ في الأسرةِ
تريدها أن تَتَفجرْ
أليسَ من الأولى
أن نُحسنَ وسائلَ المعيشة
والمواصلاتِ
أن ْنجدَ عملاً لأولادنا
وسكناً أفضلْ
وَنُفرجُ عن همومِ
شاباتنا وشبابنا
قبلَ أنْ تُهاجرَ وترحلْ
قبلَ أنْ نُفرجَ عن همومِ
عضونا المختبىء
في سروالنا الأحمرْ
بعدَ أنَّ شَمَّ رائحةَ أبطهِ المُعفنْ
وانتعشَ بالمالِوأصبحَ
أنا مسؤولاً أو تاجرٌ مُذخرْ
يحلمُ بالنزواتِ نريدهُ أنْ يَتَحررْ
وتحتَ عباءة السترةِ
في الدين والجاهاتِ
من الأراملِ والعادباتِ
مثنى وثلاث وأرباع
أن يتزوجَ وينكحْ
سقطَ الحياءِ لم أعدْ أستطيعُ
أنْ أستوعبَ هذا الجنونَ
في هذا الإفتاءِ الأخرقْ
ويل ٌلأمةٍ تُفكر بعضوي الأحمقْ
وترى مستقبل بلادي
منذ زمن بعيد يتهاوى ويغرقْ
وتتناسى حقوق
الشابات والشباب من أبنائي
مولاتي…
يا عطرَ حياتي
يا أمي وزوجتي
يا حبيبتي وابنتي
يا ظلَّ الله في حياتي
رجوتكِ باللهِ أن تبقي
عطراً في حياتي
وأن تكوني أكبرَ ثورة
للحرية ، للعدالة ، للمساواة
تنادي في بلادي
مولاتي ،
سمعتُ صوتاً في بلادي
أن جاهلاً من الجهلاءِ
يدفعُ ويحضُّ الميسورين
من الأغنياءِ مرةً ثانيةً للزواجِ
ويتناسى شاباتِ وشبان
زهرةَ وأملَ مستقبلَ بلادي
أحلامهم ضائعة كالسرابِ
مولاتي ،
سَقَطتْ دمعتي الأولى
والثانية والعاشرة
تَعرجْ وتصرخُ في الشوارع
في الأزقة والحاراتِ
تقول لا وألف لا للجهلاءِ
وأنا أرى أبا جهلٍ الأحمقْ
يعودُ حاكماً على حياتي
أصبح مستقبلناً وهماً كالسرابِ
لم تعدْ تشبعنا
إلا ذراتٍ من الرملِ تُنثرْ
في العيونِ تحتَ الترابِ
النهاية
_______________________________________
عذراً ان تجاوزت حدود الأدبِ
مأساة شعبي وأبنائي هي ألمي ومأساتي
شكراً لوفائكم
شكراً لأنكم أصدقائي
الجذور الطيبة – طلال عيسى
الأدب والقصيدة في بلاد الشام
Literature & Poetry in the Levant .
Talal Issa
Damascus, 2 June 2017