(١)
مانويلا
أنتِ الذكرى التي تمر دون
خضوع للتفتيش. أو التمييز
أنتِ دعوة حرفية للتضامن مع الحنين
نعم للحنين
مانويلا هل تعلمين
ما هو كائن الحنين
هو كالجنين
لكنه لا يكبر
لكنه لا يقبل التناسخ أو التكاثر
هو يكره الولادة
هو
إما يظل في رحم الوجع
أو يطل من أحداق الصور
مانويلا رائعة التخفي أنتِ
في رياحين النساء
كل النساء
حتى في نكهات القُبل..
في الدموع حين لا يستجيب
الليل لميلاد القمر..
عند انتصاف الرحلة مجهولة المصير
تكون هناك يديكِ
ترسم طريقاً يغير المسار
تحول البوصلة إليكِ
و يظل السؤال مبتعداً جداً
عن منطقية الردود…
هو الحنين إذا ما سقطت قطرات المطر على النوافذ
في الطرقات …على معطفي
لا يقطع البرودة هذه ..إلا وجنتكِ الدافئة
و تعود أكثر شراسةً في موجةٍ أخرى.
هي للحنينِ أيضاً
(٢)مريض الحنينِ مانويلا …
لا يقوى على السفر
فقلتُ كثيراً سوف أسافر
و لم أفعل
ألملم حقائبي الفارغة .
التي تأبى أن أتخطى عذريتها بحماقتي
أن أجمع فيها مناديلكِ
و أغراضكِ الأخرى
هي تأبى أن أصطحبكِ معي
في اللاسفر المزعوم
رغماً عني و عن تشققات ذاكرتي …
رضختُ لكِ.
(٣) مانويلا
أنتِ الشك في يقيني بكِ
طيلة الأعوام النازفة الماضية
كالشيب يزرع سنابله في يدي
بسراب التفكير كيف
يكون الغد مثل اليوم
مقتول بنصلِ الأمس ..
كيف يتجدد دمكِ في وريدي
و جثتي تظل باردة .
لا حراك
لا ضجيج
لا زحام من حولي …
جثتي فوق طاولة التشريحِ
و روحي في سقف الخيال
تحقق في واقعة الحبِ هذه
منسحب من كل معركة تقف فيها عينيكِ أمام شمس الغياب
فالحنين مانويلا حقيقة و ما دون ذلك ضلال.
و الموت إذا ما أدركني ستظل بيننا حياة للحنين..