إن الذين يعلكون بين الفينة والأخرى الرواية الحمقاء السمجة التي تتحدّث بشكل مكثّف ومركّز مقصود عن وجود “خلافات سورية- روسية”، إنما ينطقون فقط -كعادتهم- منذ أن انطلقت سنة 2015 أجنحة روسيا من أرض حميميم تساند بواسل الجيش العربي السوري في ملحمته الأسطورية ضد الإرهاب الحربي العالمي المستجلَب، في معركة موصولة بالدفاع عن الأمن القومي الإستراتيجي الروسي رأسا، لا يعدوكونه منطلقا من دافع الوهم والإستيهام ذاته الذي لطالما تحدّث عن وجود “ثورة ومعارضة داخل سورية” انطلقت سنة 2011.
– كلا الروايتين الهوليوديتين المدعومتين من العواصم التي تكسّرت على صخرة الصمود السوري وزاد من حقدها الحضور الروسي المنطلق من مسلّمة أنه المستهدَف الأول والأخير من كل ذلك.
– وإذ يدرك هؤلاء المشغّلون والمستثمرين بالوهم الإعلامي خطورة ما فعله الرئيس بشار الأسد بمصالحهم ومشروعهم التدميري من خلال التعويذة التي منحها بشكل واضح إلى موسكولفكّ عقدتها الحضارية المزمنة التي ستتحكّم في مجريات السياسة الإستراتيجية الخارجية في روسيا لاحقا والذي زامنها منذ الغزو المغولي المتوحّش في القرن الثالث عشر للميلاد، ألا وهي “العقدة المائية”.
– وتدرك القيادة الروسية التي تطّلع إلى تشكيل مقوّمات الإنتقال الحضاري الروسي بصفة واثقة وحقيقية بعد مرورها بمختلف التجارب المتكاملة منذ تأسيس الإمبراطورية الروسية سنة 1721 التي خلفت روسيا القيصرية حتى سقوط تجربة الإتحاد السوفياتي سنة 1991.
– التعويذة السورية التي ألّفها الرئيس الراحل حافظ الأسد وبنى بها أسس التأثير السوري المباشر في المنطقة وربط بها الوجود السياسي السوري بالإستقرار العالمي، أينعت في يد الرئيس بشّار الأسد الذي اضطرته ضرورات “الحرب السورية” إلى تدشين منعطف تاريخي وجغرافي وسياسي عالمي، ولكن هذه المرة من باب “العقدة المائية” أو”اللعنة المائية” الروسية التي لن يتنازل عنها الروسي أويضيّعها أويتخلّى عن إنجاز إنهائها الذي لم ولن يمنحها أحد في هذا العالم لروسيا سوى سورية وبالأحرى سوى الرئيس بشّار الأسد الذي يمتلك، وحده، مفتاح المتحوّل الإستراتيجي في المنطقة الذي سيستعيد عبره سيادته المطلقة على المجال الجغرافي السياسي في سورية ويحمي عبره الإستقرار الشامل في المنطقة الذي ربطه بضمانة الوجود الروسي في المياه الدافئة للمتوسط (المجال الحيوي الدائم للولايات المتحدة) الذي سيدعم ميزان ومحصّلات “القوة الشاملة” في “استراتيجيا” السياسة والإقتصاد والحرب والسلام، “المنحة” التي لا يمكن بأي حال مجرّد التفكير في تضييعها تحت أي إسم أومسمّى أوعنوان أو”مصلحة” أو”صداقة” من ورق مقوّى.
– ويدرك الأصدقاء الروس حجم التضحيات الكبرى المهولة التي قدّمها ويقدّمها السوريون لأجل سيادة بلدهم واستقلال قرارهم وأمن منطقتهم ومناعة خطهم المقاوم، ويدرك الجميع أنهم لن يتنازلوا قيد أنملة عن واحد من هذه العناوين الكبرى بتفاصيل تفاصيلها.
– ويدرك الجميع، وبالأخص الحلفاء والأصدقاء، أن مفتاح الإستقرار في المنطقة والعالم وضمانة وجودهم الإستراتيجي قد رهنه الرئيس الأسد باستقرار دمشق وضمانة وجود الدولة الوطنية السورية الحرّة السيّدة.
لذلك، هي رسالة أخيرة لأقزام السياسة والصحافة والإعلام ومشغليهم من المحدودين، إلعبوا غيرها .. حينما تفكرون في مخارج للوحل الذي أغرقكم فيه الرئيس الأسد من رمال بادية سورية المتحركة إلى جبال اللاذقية الشاهقة إلى صخور الحسكة الملتهبة التي سيطردكم منها صاغرين ولو بعد حين !
المصدر : موقع اورهاي
المصدر : موقع اورهاي