هزيمتان تاريخيتان بكل المعايير ( تحققتا ) ، هزيمة القطب الأمريكي ، وهزيمة اسرائيل .
مردود هذين الانتصارين التاريخيين ، سيكون حاسماً ، بداية النهاية لإسرائيل وللممالك .
الميدان الذي حقق الانتصار على القطب الأمريكي وعلى اسرائيل ، سيكون قيصر لعبته الأخيرة
المحامي محمد محسن
بادئ ذي بدء ، سأبدأ بالقول جازماً : أن لا بديلاً لتحرير جميع الأراضي السورية ، لأسباب ثلاثة :
لأن الشعب العربي السوري الذي حرر / 80 % / من أرضه ، لن يهدأ قبل تحرير كامل الأرض ، ولأن احتلال أرض الغير بالقوة لم يعد وارداً ، يعاضدنا في ذلك محور المقاومة المنتصر ( نعم المنتصر ) ، الذي أصبح حقيقة لا مراء فيها ، يمتد من ايران ـــ العراق ـــ سورية ـــ لبنان ـــ فلسطين .
ولأن الحلف المشرقي ، لن تكتمل عناصر قوته ، بدون أن يكتمل تحرير جميع الأراضي السورية ، وتحقيق الاستقرار لها .
والثالثة : بأن تركيا ستجد نفسها مضطرة للتخلي عن توجهها الاخواني ، لأن أردوغان سيطرد من السلطة ، ولأن الصيغة الاخوانية ( السلفية الاستسلامية الماضوية ) ستنهزم في كل المنطقة ، عندها ستجد تركيا نفسها مضطرة للتوجه شرقاً ، وهذا يقتضي بالضرورة التصالح ، مع سورية ، والعراق ، وايران ، ( وعلى الأكراد قراءة هذه الحقيقة المستقبلية ) .
والانتصار في سورية يعني هزيمة للقطب الغربي بقيادة أمريكا ، بكل أذرعه ، وأدواته ، وعملائه ، وبخاصة للدولة الغريبة عن المنطقة ( اسرائيل ) ، وهذا سيؤدي تلقائياً إلى التخفيف من الوصاية الأمريكية ، على شعوب المنطقة ، عسكرياً ، وسياسياً .
عســــــــــــــــــــــكرياً ــــ
ـــ لأن نتائج الحرب : أدت إلى انكفاء أمريكا وأدواتها عن غالبية الأراضي السورية بالقوة ، والاكتفاء بحيز يسمح لها بسرقة آبار النفط في الشرق السوري ، تتقاسمه مع ( قسد الكردية الانفصالية ) ، وبقاءها مرهون بتواجدها في العراق، وهذا لن يطول .
ـــ وخسرانها من لواحق الحرب ، وأهمها التحدي الإيراني لها ، عندما أسقطت أهم طائراتها ، وعندما قصفت قاعدة عين الأسد ، والقصف المتكرر لأرامكوا في السعودية بالصواريخ اليمنية ، هذه وغيرها أدت إلى اهتزاز جدوى حمايتها في أذهان محمياتها ،وفي ذهن قادتها العسكريين .
ـــ هذا كله سيؤدي إلى قناعة راسخة لدى الاستراتيجيين الأمريكيين ، أن القواعد الأمريكية ، لم تعد مفيدة لحماية حلفائها ، ولا لفرض وصايتها ، في زمن حرب الصواريخ ، ( زمن محور المقاومة ) ، بل باتت عبئاً عليها ، حيث أضحت رهينة للصواريخ الإيرانية ، والعراقية ، وغيرهما ، مما ستتخفف من بعضها أمريكا بالتتابع .
سيــــــــــاســــــــياً ــــ
ـــ الثقة بفعالية الحماية الأمريكية قد تآكلت ، في ذهن القادة العسكريين في اسرائيل ، يضاف لها خسارتان في عام / 2000 / وفي عام / 2006 / ، على يد حزب الله ، وتنامي قدرات محور المقاومة .
ــــ وبذلك سيكون هم الدولة ( الغريبة الغاصبة ـــ اسرائيل ) مستقبلاً ، محاولة اخفاء ذلك الخسران الاستراتيجي ، بعربدات هنا واغتيالات هناك ، لتعطي الانطباع لمجتمعها داخلياً ، أنها لاتزال الأقوى .
ــــ لكنها مهما فعلت ستتسلل هذه الحقيقة ، إلى سياسييها المخضرمين ، وإلى قادتها العسكريين ، ( الذين باتوا يثقون أن الحرب القادمة ، ستكون لأول مرة داخل الأراضي المحتلة ) ، وستدفع الرأسماليين الكبار إلى التفكير جدياً في البحث عن أرض استثمارية آمنة لرؤوس أموالهم ، فالرأسمال جبان ، وحيث يستثمر يكون وطنه .
ـــ كما يمكن ان نضع التظاهرات التطبيعية مع ممالك الخليج ( رغم أنها ظاهرة صوتية ) ، ضمن هذا الاطار ، والقول لمواطنيهم لا تخافوا : ( انظروا نحن نتمدد ) ، والتي لا تغير في توازنات المنطقة شروى نقير ) .
.
يبقى الرداء الملكي في ممالك الخليج فضفاضاً ، لايستوعب التحولات الدراماتيكية في المنطقة ، لذلك سنجد الكثير من التحركات التغييرية الجذرية ، يدفعها واقع التحولات في المنطقة ، ولعدم الثقة بالحماية الأمريكية ، وبقدرة الملوك الأجراء على قيادة التغيير نحو العقلانية
.
يبــقى ( الســهم الأخــير ) الحرب الاقتــــصادية ـــ النــــفسية.
[ من انتصر في أشرس حروبه العسكرية ، ضد القطب الأمريكي المسيطر ، وعلى أقوى قوة في المنطقة اسرائيل : ستكون الحرب الاحتياطية بصفتها السهم الأخير ( لعبته الأخيرة ) .
بل على العكس ستدفع هذه الحرب محور المقاومة إلى التعاضد أكثر ، والتعاون الجاد لتجاوز هذه الحرب ، وذلك من خلال الاعتماد على الذات وتقديم العون .
[ فمن تعاضد في الدم سيتعاضد في المال ] .
ولنا في ذلك القدوة الحسنة كوبا ، وكوريا ، وايران ، وحتى روسيا ، والصين الكل يعيش في حالة حصار ، فما الذي حدث الكل تجاوز والكل وجد حلولاً ، بل كان الحصار دافعاً للاعتماد على الذات ، للتطور العلمي ، والتقني ، في الوقت الذي كانت أمريكا تخوض حروبها الخاسرة .
[ لذلك من تحمل الاستشهاد والجوع لتسع من السنوات ، سيتحمل عقابيل قيصر ]