“موجهة للأطفال من عمر 6 إلى 9 أعوام”
تأليف: اليتول اسكيف (سوريا)
الشّخصيّات: أحمد، الوقت، السّاعة، والد أحمد، والدة أحمد، جدّ أحمد
المكان: منزل أحمد
المنصّة الخلفيّة: ساعة منبّه كبيرة محاطة بإشارات استفهام
يفتح السّتار
(المشهد الأول)
الوقت “وهو يدير عقارب السّاعة الموضّعة على حائط غرفة أحمد:
ألا يملّ ألعاب الفيديو ؟، أمنيتي أن أراه يقوم بعمل آخر بعيداً عن اللّعب بها
السّاعة:
إنّه يلعب بها وهو يتناول طعامه، وفي طريقه للمدرسة، وحتّى عند اجتماعه مع أصدقائه
“تدقّ السّاعة السابعة صباحاً”
الوقت:
هيا يا أحمد أخلد للنّوم، جميع أفراد عائلتك استيقظوا و أنت أضعت وقت نومك في ألعاب الفيديو
أحمد:
أفففففف، لماذا تأتي كلّ يومٍ وتزعجني؟ أخبرتك مليون مرّة أن تتركني و شأني، هذه حياتي أفعل بها ما أريد و أنت لا علاقة لك .
الوقت بتحسّر: أدرك قيمتي قبل أن يدركك الجهل
يلتفت أحمد لجهة الوقت، ويسأله بسخرية:
وماهي قيمتك؟
“و إذ بالوقت يختفي فجأة !”
أحمد للسّاعة:
أين هرب؟ اففف لا يهم، أخبريني أنت ما هو الوقت؟
السّاعة:
تأمّل في الأمور الّتي حولك، ورتّب حياتك من جديد، و أدرك أولويّاتك
أحمد باستغراب:
لم أفهم شيء بحقّ السّماء، سأكتشف لوحدي
“يخرج أحمد من الغرفة”
(المشهد الثّاني)
يركض أحمد كعصفورٍ تائه قاصداً جدّه المنهمك في سقاية زهور الحديقة، وخاطبه قائلاً:
ما هو الوقت يا جدّي ؟
“يكتفى جدّه بالإشارة إلى أشعة الشّمس الخفيفة المتسللة من خلف قمم الجبال”
أحمد:
هل الشّمس هي الوقت؟
“يضحك الجدّ دون الإجابة”
(المشهد الثّالث)
يذهب أحمد إلى أمّه يحيّيها، ويبادرها السّؤال:
ما الوقت عندك يا أمّي؟
الأمّ:
الوقت يا عزيزي هو نبعٌ دائمُ التّدفق إن توقّفت عن شرب مائه فاضت فوقك و أغرقتك، فالوقت الّذي لا نلهو به يلهو بنا
يدنو أحمد من والده، يبتسم ويسأله:
ما الوقت ؟ حدّثني عنه
الأب:
ما هو إلّا وعاءٌ نملؤه بما نريد، فالوقت يا صغيري أكثر ما نحتاج و أسوأ ما نستخدم
(المشهد الرّابع)
يعود أحمد إلى جدّه ، ويكرّر عليه السؤال:
ما الوقت الآن يا جدّي؟
يشير الجدّ بناظريه نحو الشّمس وقد توسّطت السّماء كلؤلؤةٍ ذهبيّةٍ صغيرةٍ في محارةٍ زرقاء ضخمة
يقترب أحمد من النّافذة و إذ بها فراشةٌ ملوّنةٌ رشيقة الحركة تمرّ بجواره
أحمد:
أيتها الفراشة الجميلة، ما هو الوقت؟
الفراشة بابتسامة أملٍ:
هو الذكرى، و هو الحاضر، و هو الحلم
(المشهد الخامس)
“يعود أحمد إلى غرفته بعيونٍ لامعةٍ كنجومٍ تغطّي سماء ليلةٍ مميّزةٍ من ليالي الصّيف”
تفرح السّاعة لرؤية أحمد بهذا الحال، وتخاطبه قائلةً:
هل أدركت ما الوقت؟
يوجّه أحمد نظرهُ نحوَ السّماء فإذ بالبحر يبتلع الشّمس ببطء شديد، يتنهد ويقول:
أجل أدركت…الوقت هو صناعة الهادئين، وعذاب العجولين، ومسألة التّائهين، الوقت رفاهيّة المطمئنين، ورعب المنتظرين، وفلسفة الواصلين، هو عدّاد العمر الفائت و أمنيات المستقبل، الوقت هو الحياة بل الحياة من الوقت، فالحياة منتهية ولكن الوقت باقٍ
يُسدل السّتار