بقلم: م ابوزيد
لدى مشكلة وهى اننى كلما ذهبت إلى جوجل للبحث عن شئ ما ، اجد أمامى عبارة ( على فرزات فيسبوك ) فأعرج عليه لألقى سلاما ..ألم يكن نبينا العظيم رقيقا عفيفا مع الكفار والمشركين ؟ ..
منذ قليل دخلت لصفحته فوجدت تنويها عن مقابلة أجراها مع موقع رسالة بوست فدخلت لأقرأ المقابلة التى أشعرتنى مقدمتها بأن اللقاء سيكون مع نلسون مانديلا فى سجنه ، او مع نابليون بونابرت فى منفاه بجزيرة سانت هيلانة ، او مع باتريس لوموممبا قبل أن يعدمه البلجيك وخونة الشعب الكونجولى …ما علينا ( بنبرة الفنان محمود عبدالعزيز فى فيلم سيداتى آنساتى ) …
أنتهيت من قراءة الحوار ، ثم قرأته مرة ثانية ..وإذا بذاكرتى تعود إلى سنة ١٩٨٨ حيث كنت اسعى لرفع الحجر عن إبن طبيب كبير بالأسكندرية كان مصابا بمرض الجنون المتقطع ( الماناخوليا ) …إجراءات رفع الحجر كانت تقتضى عرضه على مستشفى الأمراض العقلية بالأسكندرية ، ولقد ترددت معه على المستشفى لإجراء الفحص اللازم …وأثناء ترددى توطدت صلتى ببعض الأطباء فعرضوا علي بعض نماذج المرضى :
– أحدهم كانت مشكلته ان جمال عبدالناصر سرق منه فكرة الثورة .
– وآخر مشكلته ان من انتحر فى برلين سنة ١٩٤٥ ليس هتلر ، وإنه هو هتلر الحقيقى وكان يحفظ تواريخ النازية بشكل ملفت .
– وثالث مصر على أنه أبن الملك فاروق وأن إجراءات الوصاية على العرش بعد رحيل الملك فاروق باطلة ، لأنه الأحق بالعرش وليس الملك احمد فؤاد .
أجواء الحوار وتفاصيله والبطولات التى نسبها لنفسه على فرزات لا تختلف إن لم تتطابق مع بطولات النماذج التى سردتها لمرضى مستشفى الأمراض العقلية بالمعمورة بالأسكندرية .
حقيقة اشفقت على علي فرزات لأنى وجدت اعراض العديد من الأمراض النفسية الخطيرة بادية بوضوح شديد ..فهو مصاب بمرض إنكار الواقع بصورة لا تحتاج لطبيب متخصص فى الأمراض النفسية ليؤكد ذلك ..فإذا كان تعريف الإنكار بأنه إختيار شخص لإنكار الواقع كوسيلة لتجنب الحقيقة غير المريحة من الناحية النفسية ..فالإنكار هو عمل غير عقلانى يحجب التحقق من تجربة او حدث تاريخى ..
فالرئيس بشار قد سعى إلى على فرزات ليساعدة فى تغيير المجتمع السورى ، وإحداث نقلة نوعية ..وأن مجلة الدومرى هى التى أخرجت السوريين من ظلمات الجهل وغياهب التخلف .. وأن العصر الحديث لسوريا بدأ بإنطلاقة مجلة على فرزات ..وأن نجاح مجلته قد أوغر صدر النظام ( وكاد ان يقول ان الرئيس السورى قد خشى على منصبه من على فرزات ) فطاردته الأجهزة الأمنية ، وأغلقت مجلته ..وأن الرئيس السورى قد خدع على فرزات شخصيا .
هنا وإلى جانب أعراض مرض إنكار الذات ، والماناخوليا ، قفزت إلى ذهنى شخصيتى أبولمعة والخواجة بيجو نجوم فرقة ساعة لقلبك والذين أشتهر عنهما الفشر والكذب ..
مشكلة على فرزات أنه سطحى الفكر ، محدود الثقافة ، تافة المضمون ، وهى حقائق يعلمها فى نفسه ، ويسعى لإنكارها عبر سيل من الأكاذيب يرتكبها دون وعى للهروب من حقيقته ..
فأكاذيبه عمل لا إرادى لأن حالته المرضية متأخرة ، وإلا لما أصر على ترديد قصة الإعتداء عليه وهى مضحكة لكل ذى عقل ، لكنه مصر عليها لإثبات أنه مهم ، ومزعج للسلطات ، وقائد ثورة ..وأن رسوماته هى التى حركت الجماهير ، وجعلت النظام ترتعد فرائصه ، فكلف بعض الشبيحة بالإعتداء عليه ، وكأنه لم يكن يستطيع حبسه ، وجعل الذباب الازرق لا يعرف له مكانا ، لو أراد …
نحن امام حالة إنسانية تستدعى الشفقة ، والعطف ، فعندما كنت ألتقى المريض المقتنع أنه صاحب فكرة ثورة ٢٣ يوليو فى مصر ، كنت اناديه : فخامة الزعيم …لذا عنونت هذه الرسالة بأنها موجهة للمناضل على فرزات ..
بقى أن اوجه دعوة الى كافة الأصدقاء بأن يتكاتفوا ويرسلوا دعوات للمناضل على فرزات ليعود إلى سوريا وأن تولى الدولة عنايتها به ورعايته خلال إقامته التى ستطول فى العصفورية ..