غـرب استعـماري مــزق بـلادنا ، وصنــع اسـرائيل ، سنــهزمه عسـكرياً وسيـاسياً
لـم تعـد سـورية ميـداناً للـحسم العسـكري ، بل باتـت مـركزاً لحـل الأزمات العالمية
مستقبلنا المأمول يستحق التحمل والتصدي، لأنه سيعيد حريتنا المسروقة منذ قرون
( 2 )
المحامي محمد محسن
كل من يعتقد أننا قد نلنا ، أو سننال ، استقلالنا السياسي ـــ الاقتصادي ـــ الثقافي ، قبل رفع الوصاية الغربية عن المنطقة العربية كلها ، من لبنان حتى الجزيرة العربية ، وصولاً إلى العراق ، وترك ( اسرائيل الغريبة ) عارية ، هو واهم ، فالاستعمار له ألف ذراع وذراع ، ولأن واقع دول المنطقة العربية مترابط ، ولا فكاك لدولة دون أخرى .
من هذه الزاوية الحادة يجب أن نرى ابعاد ، وأهمية ، الحرب الضروس التي تشتعل منذ تسع سنوات ونيف ، وميدانها الأساس سورية ، فالقطب الغربي الاستعماري كله بزعامة أمريكا يدافع الآن ، عن آخر مواقع له في المنطقة ، بعد ان ضاع حلم السيطرة على سورية ، ومن ثم التمدد إلى شرق آسيا ، الذي تبدد ، فكان أن خسروا سورية ، كما خسروا حلمهم في تأبيد القطبية الواحدة .
لذلك وضَعَ التاريخ مهمة التحرير ، والحرية ، أمام الشعب العربي في سورية ، ولأول مرة بهذه الأبعاد ، واخراج العالم كل العالم من حالة الاستعصاء التي يمر بها ، غرباً وشرقاً ، بسبب التوحش الغربي ـــ الأمريكي ، واخراج المنطقة العربية ، من برزخ التبعية للاستعمار الغربي ، عدونا الأول صانع اسرائيل .
انها حرب التحول ، والانتقال ، حرب الحرية التي افتقدناها قروناً ، والتي ضاعت ، منذ احراق بغداد على يد هولاكو ، أي منذ عام / 1257 / م ، حتى الآن وبالتتابع ، مروراً بعصر التوحش المملوكي ، وصولاً إلى عصر الظلام العثماني ، والذي استُكْمِلَ بالاستعمار البريطاني ـــ الفرنسي ـــ الأمريكي ، الذي دخل ولم يرحل ، بل لايزال مسيطراً منذ قرن حتى الآن ، بألف صيغة وأخرى ، واهمها استطالته اسرائيل .
………………[ واعـــادة مـــا جــــهدت لتحــــقيقه أجيــــالنا المتـــعاقبة ]
من هنا أصبحت الحرب حرب كسر عظام ، ولوي أعناق ، حرب دفاع عن وجود بالنسبة للاستعمار الغربي ، وحرب خلاص ، وتحرير من استعمار مديد بالنسبة لنا .
وعلى الجيش العربي السوري البطل ، وعلى كل الوطنيين المخلصين ، أن يدركوا أن صمودنا لم يحرر غالبية الأرض السورية فقط .
[ بل جعل الدول الغربية ، وبالأخص أمريكا ، في مأزق ، وتعاني من حالة فقدان الهيبة ، والاختلالٍ الاجتماعي البنيوي ، وملعونة من شعوبها ، وفي حالة تقهقر ، اقتصادي ـــ ثقافي ـــ قيمي أخلاقي ] .
حتى أوروبا ذاتها ، أصبحت تتململ من الاستعمار الأمريكي ، أما الصين فلقد رفعت صوتها ولأول مرة بوجه أمريكا ، قائلة ان ضربتم سنضرب ، حتى ايران تحدت أمريكا في أربعة معارك أساسية ، وأهمها الناقلات الست التي وصلت فنزويلا المحاصرة ،
…………….[ كلـــــها مـــــن مفاعـــــيل الميـــدان الســــوري ].
[ وللتدقيق أذكركم بدور الغرب الاستعماري بقيادة امريكا ، تجاه منطقتنا ، (خلق اسرائيل كخنجر دائم في خاصرتنا ) اسقاط دولة الوحدة في أيلول /961 / ، واسقاط الحكم القومي العربي في العراق ، ووقف ظهيراً لإسرائيل في حرب / 1967 / وفي حرب / 1973 / ] كما ناصر اسرائيل في حربها على حزب الله عام 2006 / .
وهل نسيتم ( الجميلة كونزي ) وقبلاتها لعملاء اسرائيل ، السنيورة ، وجعجع ، وجمبلاط ، وجميل ، وغيرهم ، عندما جاءت لتقيم الأعراس في لبنان ، فرحاً بدمار حزب الله ؟؟؟ فكان أن لعنوا كماً وكيفاً .
هذا الوحش الأمريكي ـــ الأوروبي ، الذي بنى حضارته الشكلانية ، وتقدمه العلمي ، وتكديس الأموال في شركاته وبنوكه العابرة للقارات ، من دماء سكان القارة الأمريكية الأصليين ، ومن طاقاتهم المادية ، وعلى ظهور العبيد الأفارقة ، ومن ثروات ، ودماء ، شعوب القارة الآسيوية ، من جبل طارق ، حتى جبل فيجي المقدس في اليابان .
[ أمـا آن لهـذا الوحـش الأمـريكي أن يقـف عـن شـربه لدمـاء الشـعوب ؟؟؟ ] .
كل هذه الانجازات التاريخية ، النوعية ، التي ستساهم حتماً بوضع حد للبربرية الأمريكية ، ووقف لحروبها ، التي كانت في حالة تتابع ، ستعطي البشرية حرية التنفس ولأول مرة منذ قرون ، بدون خوف من الغول الأمريكي ، الذي كسرت أنيابه ، ونيل من هيبته ، على الميدان السوري .
وهذه الفرجة التاريخية ، ستعزز محور المقاومة ، وسيكون له اليد العليا في المنطقة ، وسيكون المعني ، والمخول ، بتحرير الأرض ، والانسان ، وسينصب اهتمامه الأكبر على تحرير فلسطين ، وهذا لم يعد حلماً بل بات حقيقة ، وكل الاستراتيجيين الاسرائيليين يدركون هذا .
كما أن القطب المشرقي ، قد تأسس ، وشب ، على الميدان السوري ، وسيكون بيضة القبان في جميع النزاعات الدولية ، وستكون سورية بوابته في الذهاب والإياب .
[ انها حرب الخلاص من الاستعمار السياسي ـــ الاقتصادي ، التاريخي ]
….[ تمهيداً للخلاص من الاستعمار العقلي ، موضوع مقال الاثنين ].