رشيقةُ القدِّ مكسالٌ ومغناجُ
وقدْ أُقيمتْ لها في الحسنِ أبراجُ
منْ شرفتي وإلى شرْفاتِ منزلِها
قدْ كانَ للطرفِ إسراءٌ .ومعراجُ
حدّثتُ يوماً جليسي عنْ مفاتِنها
والشرحُ عنْ حسنها ما فيهِ إحراجُ
؛ قدٌّ يحاكي غصونَ البانِ مائسةً
قدْ زانه من أزاهيرِ الربى تاجُ
والطرفُ يزهو فخوراً في ضراوتهِ
كالسيف ِ ماضٍ لهُ في الروحِ إيلاجُ
وبيتُها عن بيوتِ الناسِ مختلفٌ
كم دار حولَهُ نسّاكٌ ، وحجّاجُ
أنيقةُ الملبسِ الغافي على جسدٍ
لباسُها المُشتهى خزٌّ ، وديباجُ
ضوءُ الكواكبِ يخبو بعدَ طلعتِها
ونورُ وجهها مدَّ العمرِ وهّاجُ
تمشي الهوينى فيزهو القدُّ منتشياً
والردفُ عندَ انعطافِ الخصرِ رجراجُ
مرّتْ صباحاً فحيّتْ في مسارقةٍ
فبانَ من ثغرِها المرجانُ ، والعاجُ
قالتْ : هواكَ صعيبٌ لي، فقلتُ لها
بابُ الهوى عندنا ما فيهِ مزلاجُ
وزارني طيفُها ليلاً ولا عجبٌ
طيفُ الحبيبِ لهُ في الليلِ إدلاجُ
يا مَنْ وقفت بيوم النأيِِ شامخةً
والناسُ حولكِ أفواجٌ وأفواجُ
من صوتِكِ الدافئِ الحاني على حلُمٍ
وافى المتيّمَ إسعادٌ ، وإبهاجُ
دعي الملامَ ونامي جدَّ هانئةٍ
منْ يركبِ البحرَ لم تُرعبْهُ أمواجُ
الحبُّ في الناسِ أمرُ اللهِ نفعلُهُ
لو قُطِّعتْ دونَهُ جيدٌ ، واوداجُ
فلْتعذروني إذا ألححتُ في طلبي
إنَ المُحبَّ قليلُ الصبرِ ملجاجُ
،أديب نعمة