استثمر أردوغان ( بالربيع ) ، وحلم بالسلطنة ، ولا يزال يقامر ، ولكنه اعتمد البغل الاخواني الهرم
جاءت أمريكا ( بربيعها العربي ) لِتُؤَمِّرْ حزب الاخوان المسلمين ، على السلطات في المنطقة لكن !.
المحامي محمد محسن
كل من يعتقد أن الحرية السياسية ، هي سدرة المنتهى ، وأنها غاية المنال ، هو واهم :
فالحرية لا تتحقق إلا بشقيها :
1 ــــ الحرية السياسة ورفع الوصاية الاستعمارية ، وكل أشكال التبعية .
2ــــ الحرية الفكرية ( تحرير العقل ) ، والقطيعة النهائية ، مع الجذور الفكرية العقائدية للفكر السلفي الظلامي ، الأرضية الفقهية الفلسفية ، التي رضعت منها داعش وأخواتها ، ومن ثم الخروج من الإيمانية القطعية ، وبأن فقهاء القرن الثاني الهجري ليسوا معصومين ، وفقههم ليس مقدساً ، ويحمل الخطأ كما يحمل الصواب ، لأنه ابن ظروفه ( الزمان والمكان ) .
أي أن اقامة نظام سياسي ــــ ثقافي ـــ اقتصادي ـــ عادل ، رهن بهزيمة أمريكا الغازية ، وحلفائها ، ومحمياتها ، وعلى رأسها ” اسرائيل “.
والخروج من نفق الخطاب الاسلامي التكفيري . وتجاوزه ، بل وهزيمته ، لأن حالة الوعي الجمعي للمجتمع ، لم تعد تتقبل هذه الأدوات الدينية العتيقة ، للتهيؤ للنقلة النوعية نحو المستقبل العقلاني.
لذلك لا حرية :
إن بقي الوعي الجمعي ، رهين (بفقه القبو المغلق ) ، الذي فرضه سيد قطب ، وقبله ابن تيمية ، والذي ورثه محمد بن عبد الوهاب ، الفقه الذي لا يكفر كل من لا ينتمي له ، بل يحلل قتل المخالف
، والدليل الأوضح داعش وأخواتها .
هذا الفقه الظلامي : كانت بريطانيا الدولة المستعمرة للمنطقة ، أول من أدرك مدى أهميته ، لإنجاز مهمتين في آن واحد
تفتيت المنطقة ، وابقائها في حالة صراع مذهبي ، وتخلف .
فكان سلاحها الأمضى ، حيث استولدت على أساسه ، الحركة الوهابية في ما بعد منتصف القرن الثامن عشر ، وأتبعتها بحزب الاخوان المسلمين ، في الربع الأول من القرن العشرين .
ولقد كانتا ولا تزالان هاتان الحركتان الأداة الأفعل ، حتى الآن في تنفيذ جميع المهمات التي تتطلبها الوصاية الغربية ، لذلك كانتا الأدوات المتوحشة التي أغار الغرب بواسطتهما على المنطقة ودمرها .
[ من هنا توجهت رغبة أمريكا لتسليم حزب الاخوان المسلمين ، مقاليد السلطات في المنطقة من خلال ( الربيع العربي ) ]
ومن هذه الرؤية الاستعمارية ذاتها ، اتخذ أردوغان حزب الاخوان المسلمين ، أداته ( بغله ) لتحقيق فلسفته في التوجه شرقاً ، بعد أن ادارت أوروبا له ظهرها ، مستغلاً خمود الحركات القومية والوطنية في المنطقة ، وتنامي الحركات الاسلامية التكفيرية .
ومستغلاً الرغبة الأمريكية ، ومتوطئاً معها ، في تسليم حزب الاخوان المسلمين السلطات في المنطقة ، فلعب الدور الأساس في الحرب الوحشية ، بل كان الذراع الأهم في هذه الحرب ، حيث استدعى كل الاسلاميين الظلاميين ، من كل عشوائيات العالم ، واستقبلهم ، وسلحهم ، ومولهم ، وزجهم ، في حرب التوحش إلى جانب أمريكا ” واسرائيل ” والملوك العملاء .
وعندما وصل مرسي الاخواني إلى الحكم في مصر ، وتراسل مع صديقه العزيز ( بيريز ) ، ارتفع منسوب الحلم عند أردوغان ، ثم هوى ، فهو حلمه .
لكن أردوغان ، كما هو حال أمريكا ، لم يدرك أن شعوب المنطقة ، باتت تعتبر هذا الفكر الاسلامي الهدام ، وهذا الحزب الاخواني الظلامي ، هو العدو الأول ، والأداة الأولى ، التي استخدمه هو وأمريكا ، في هذه الحرب الملعونة ، التي دمرت سورية ، وليبيا ، واليمن ، وحتى مصر ، وقتلت شعوبها من خلاله ومعه .
[ لذلك كان الانتصار المأمول ، والتطلع نحو الحرية المنتظر ، لا يمكن أن يتحققا ، ويكونا ناجزين إلا بعد هزيمة ، أمريكا ، بكل ملحقاتها ، وحلفائها ، وهزيمة الأصولية الاسلامية الظلامية ، وعلى رأسها حزب الاخوان المسلمين .
وبخاصة بعد أن أكد حزب الاخوان المسلمين هويته الخيانية ، وولاءه المطلق لتركيا الدولة المعادية ، مطالباً بعودة عصر الظلام ( عصر السلطنة العثمانية ) .
[ لذلك يكون أردوغان مهما أرغى وأزبد ، وحاول التمدد ، قد جاء في الوقت الخطأ ، ليستخدم السلاح الخطأ ، في تحقيق حلمه ، عن طريق هذا الحزب العميل ، والمدان من كل شعوب المنطقة ، وسينهزم لأنه يسير عكس مسار التاريخ ، الذي يعتبر الحركات الدينية الأصولية ، باتت من سقط المتاع ] .