د. سمير ميخائيل نصير
*- ما أقسى ما ألّم بكِ… حبيبتي سورية… حتى غدا “لمُّ الشمل”… هجرة… وغرق… وشتات… ولجوء… ومخيمات… أين سرد التاريخ أقسى من هذا… تحت عناوين الانسانية…
*- شجرة الزيتون… من مخزون أصلها وموطنها السوري… نهلت المحبة… وحملتها معها… أينما وطئت لتشعل أول نور في عتمة الليل…
*- شجرة الزيتون السورية… نهلت محبة وتعاونا من الأرض السورية التي أنجبتها… لتحمل هذا الزاد معها… أينما وطئت في أصقاع الأرض.
*- لم يشعل زيت ثمارها القناديل فقط… وانما في تباشير الأيلول من كل عام… ومع لمعة زيت الثمار… تدق هذه الشجرة أجراس ” لمُّ الشمل”… أحد طقوس المحبة والتعاون التي حملته معها من سورية.
*- ” لمُّ الشمل” في ظلال شجرة الزيتون المثمرة… طقس سوري عريق… قديم قدم الزمان… يجمع البعيد والقريب في العائلة والقرية… الجميع يعودون الى كنف العائلة… ورحاب القرية.
*- هذا السر الدفين في شجرة الزيتون السورية لجمع الشمل… خرج منذ قدم التاريخ… من اطار الفعل الى اطارات أخرى… كالرسم والتصوير والغناء.
*- رسم كبار الرسامين أشجار الزيتون في موعد لمٍّ الشمل لقطاف ثمارها… أوغست رينوار… فانسان فان غوغ… جان سيانو… أندريه غامبورغ… بالاضافة الى المئات من الهواة… كما غدت الصور التذكارية… للَّمِ الشمل عند القطاف… احتفالية للذكرى.
*- لمُّ الشمل لم يكتف بالتعاون في القطاف… وانما خلق قصصا من الحب والود… صوُّرتها الأغاني الشعبية…
*- من أغنية ألفها “ألبير رو Albert ROUX” عام /1911/ نذكر هذه المقاطع :
– هذه الاغنية الجميلة
– التي تستمر طوال اليوم
– على الرغم من برودة الموسم
– انها أغنية قطاف الزيتون
– استمعوا اليها جيدا
– انها تتحدث عن الحب في قريتي
– حيث تغرد أشجار الزيتون من مئات السنين…
– ملك أراد الزواج من راعية غنم
– الملك قدم لها الوعود
– الراعية تفضل حبيبها جان
– جان الواقف على السلم
– يقطف معها حبات الزيتون…
– حبات الزيتون تجمع أصابعهما
– وهو ينظر الى عينيها
– العالقتان بين السماء والأرض.
*- أصدقائي…
– نحن عبر شجرتنا المباركة… حملنا “لمَّ شمل” المحبة والتعاون الى أرجاء المعمورة…
– اليوم… لكم نحن أحوج الى تعميم روح المحبة في كل يوم… وفي كل ساعة…
– أرضنا وشجرتها… تنادينا… انها تنادينا… انها تنادينا… عودوا الى “لمِّ الشمل” في سوريتكم… فهي الأغلى… ودونها لن تجد السماء على الأرض سورية أخرى.