عندما يدرك الانسان أنه نتاج فكرة، فكرة أنتجها أو تقبلها، عندها ينتقي أفكاره بعناية. وعندما يستقبل المرء كل ما يرده ولا يدقق أو ينتقى يصبح مجرد جثة موجهة(روبوت)، ومع تزايد الاعداد يتشكل وعي افتراضي يهيمن على الافراد، وهكذا يتشكل القطيع. وإن استمرت هذه الصيرورة لفترة زمنية طويلة تصبح المجتمعات مشلولة وغير فاعلة، تحركها عواطف ليست متأصلة، وانفعالات وردات فعل مرضية، ولا تعد هذه المجتمعات قادرة على تحديد سبب وجودها ورسالتها. فيهرب من يهرب، ويهاجر من يهاجر، ويأتي الغرباء وتزول الأمة .
فوجود الامة مرتبط بفكر ومعرفة ووعي منتج ومتأصل ومتجدد، وكل ما عدا ذلك تفاصيل. فالفكر هو صانع للمادة وصانع للثروة، وصانع للمعرفة وللحضارة، وفي غياب الفكر تصبح أي ثروة أخرى مجرد نقمة، وسبب للدمار والاستعباد والضياع. وبدون الفكر الخلاق يموت الحاضر والمستقبل، ويصبح التغني بالماضي والعودة اليه نوع من الهروب الى العدم (غير الموجود).
أيها الانسان أنت آدم (العقل، الجسد، الانسان) أنت شظية من كل، أنت الكون بل الكون فيك، أنت الفكرة، فأنتقى افكارك بعناية..رسالتنا؛ المعرفة، البناء، قدرنا الاختيار بإرادة حرة، فلا تلوم أحد، ولا تضع الحق وتنتظر المعجرة كي تأتي، فليس هناك معجزات لانك أنت المعجزة ..أنتقي افكارك بعناية كي يستمر دفق الحياة الذي لا ينتهي …ولا تكن جثة (روبوت) فيعم الخراب.