نكتبُ .. نكتبُ
حين نكتبُ لا نطالبُ أحداً بنقدٍ ولا نسألهُ حاجةً لنا سواءٌ أَ عَلَّقَ أمْ لمْ يُعلِّقْ..
نكتبُ لأننا نعبِّرُ عن داخلِنا ونفرغُ احتقانَنا ونخففُ من ثقلٍ ننوءُ بهِ..
نكتبُ لأننا نريدُ أن نعبِّرَ عن وجودِنا ومعاناتِنا وكلِّ ما يعتملُ في داخلِنا..
نكتبُ لأنَّ الكتابةَ قد أسبغت علينا مدادَها وأخذَنا بياضُ صفحاتِها وأوحت لنا ما أوحت حين نمارسُ عليها إبداعَنا وحريتَنا واختراقَنا عوالمَ المجاهيلِ..
نكتبُ لأننا بها نمارسُ نزقَنا بهدوءٍ حرفاً بحرفٍ وكلمةً بكلمةٍ..
نكتبُ لأنَّ بها حياةً خاصةً لا يفقهها إلا مَن غمسَ ضلوعَهُ بمحبرةِ الألمِ والوجدِ والنداءِ والأرقِ..
نكتبُ لنسمعَ صدانا الداخليَّ ونری ظلالَنا الدفينةَ في أعماقِ ذواتِنا مرسومةً علی الورقِ..
نكتبُ لأنَّ مِن تنَفُّسِنا فعلَ الكتابةِ وممارسةَ الخَلْقِ الإبداعيِّ..
نكتبُ لنری صوتَنا ونسمعَ نجوانا علی سطورٍ مِن ألقٍ ونشوةٍ وفرحٍ..
نكتبُ لأننا بحاجةٍ للشعورِ أننا بذلك نثبتُ وجودَنا وحضورَنا..
نكتبُ لأنَّ في الكتابةِ فعلاً مقاوماً وانتصاراً علی الضجرِ والسأمِ والحصارِ النفسيِّ..
نكتبُ ليتدفقَ الفلُّ والياسمينُ والحبقُ من أفنانِ الروحِ، وينبثقَ الأرجُ من مكنوناتِ النفسِ، وينتشرَ البهاءُ والجمالُ من أعماقِ الوجدانِ..
نكتبُ لأنَّ الكتابةَ سلوكٌ حضاريٌّ، وموقفٌ حياتيٌّ، ورسالةٌ إنسانيةٌ، وفعلٌ إبداعيٌّ.
بقلم الكاتب/زكريا مصاص