تشرين 2020…**
تشرين.. ما عدت الينا
بما عهدناك عليه من حبور
ما سمعنا من أصداء عودتك الجديدة
غير معزوفة حزينة..
في عتمة القلب المقهور
منذ سنين.. يا تشرين
حين الفصول تدور
تلقى بك.. إلى مضاربنا
بلا ملامح.. بلا لون رمادي
يشاكس شفق الأفق الغيور..
بلا أصائل يذوب لها المتيمون
و تتنادى قلوب العاشقين
على أنغام حليم و “أزنافور”..
بلا أصائل عندها ترصد الوقت
لبدء رحلتها الطيور..
تشرين.. عدت بلا رمان قاني الحبات
بلا عسل النخيل بلا ثريات التمور..
بلا غنج الأشجار و هي تعرى
و تفتح الأعصان حضنا
يرشق كل بهتان و زور..
عدت إلينا بوجه آخر.. انكرناه
و انكرنا.. كما أنكر
هدي النجوم و إشارات المرور..
كأنه ضباب في سماء
لا تبزغ فيها البدور
تشرين.. كيف غدوت
شهرا للفقد و اليتم
و كنت فتنة للشوق و لقاءات السرور؟؟
كيف استطعت أن تمحو
شامة السادس منك
عن بعض أسماء الجسور؟؟
كيف استطعت أن تمضي
كل هذا العمر
بلا ملاحم.. تجدد عهد العبور؟؟
كيف انشغلت عن المعارك و القضايا
بغوايات السلام
تحت أصداء المزاهر
و قرع اباريق الخمور؟؟
أين بروقك الواعدات
أين رعودك.. و غضبة الريح الجسور؟؟
ما عدنا نشتهي الفصل الموالي
و نعشق دفء الدثار في الديار..
و لا دوي الشارع
يمخض قرابين النذور..
ألا تعود إلينا.. يا تشرين..
في قادم المرات بجرعة عشق يثور؟؟
ألا تعود إلينا..
بحلم قابل للتحقق.. يفكك خوفنا
يقتل العقد الدفينة في جوفنا
يمنحنا فرحا.. غير مبتور؟؟
**كوثر بلعابي **