عندَ الخِطاب الأخير؛
كُنتُ على وشكِ التّحلُّل لشخصين !
فأنا اَنشطِر كلَّما هبّ عبيرُ غيثِك…
اَنقسمُ فأخرجُ من ظلّي !
نورٌ بلا عتمة.
اَمتزجُ مع شُعاع الشّمس،
أمام شُبّاك غُرفتك المُطلّة على محرابِ المطر…
حيث اِنبثقَ الثّلجُ من ضلعهِ الأيسر !
بموافقةِ فصلِ الصّيف ليكون حبّات كرز !
تهطُلُ من غَيماتِ شجرةِ بلّوطِ حديقتك…
كُنتُ أنا الرّذاذ الّذي مسحتِهِ من نافذتك !
يا اِبنةِ الضّباب.
و لأكونَ حُراً؛
أصبحتُ ظِلّي الآن، نصفي المُنسلخ.
عِندما يشتعِلُ نار الشّوق اَختفي !
أخرجُ عن مدارِ الحياة لأجلس مع متشرّد…
أنا رغيفُ خبزه… صديقه الوَحيد،
كل يومٍ قبل نومِه ينعَتُني بالوَفيّ…
رُغم أنّي الخائِنُ لنفسي… فقد تركتُني وحدي.
عِندما كُنتُ طبيباً بمصحّة عقلية !
كُلّفت لأُعالج مريضاً مصاباً بالشيزوفرينيا…
غلق باب الغُرفة و هو جالسٌ أمامي،
ثم أطفأَ الأنوار بغمزة ليُسمعني جداله المُخيف !
عدّة أشخاص؛
في الزّاوية اليُمنى ضابطُ تحقيق،
يُغذّبُ مجرماً قتل أطفاله بعدما هجرته زوجته…
ينتهِز الفرصة فيَنتحِر بقلمه.
عند الأريكة مُحامي بارع يُدافعُ عن اِمرأة خائِنة،
حُكمُ القاضي المُرتشي… براءة.
لتتزوّج مُنظّف مكتب زوجها الطّيار.
على الجّدار… ظلُّ طفلٍ يَبكي؛
اِنبعثَ من وهجِ شمعةٍ خافِتة ! كان يُمثّلني.
لقد فقد أبويه، رأَيتُ اِبني في عَينيه…
مسكَ بِيدي و طلب منّي أن أجعل منهُ سندباداً !
قال لي إنّهُ يعشقُ أليس، و يريدُ أن تكون صديقته.
قَفزتُ داخل الحائِط لأَدخل كوّة خياله !
بلادُ العَجائب…
أنهارٌ من عسل تشربُ منها طيورٌ قزحية !
غاباتٌ و شلّالات بسماءٍ زرقاء صافية…
مدينة دائمة الرّبيع…
تَثمرُ من شجرةٍ واحدةٍ عدّةُ فواكه !
النّسرُ الذّهبي عشيقُ الأرنب البريّ !
النّمرُ صديق الغَزال !
والذّئبُ رفيق الخَروف…
الأميرةُ الصّغيرة رحبّت بنا و قالت للطفل
لقد كُنتُ باِنتظارك يا صديقي العزيز.
اِستفقتْ، اِختفى المريض !
كفّا بكف مع ظلّي لقد أصبحت شخصاً واحداً.
دورةُ حياةٍ جديدة.
أحمد نجم الدين – العراق