حسين الذكر
في ترتيبات مسرحيات تغيير وتبديل عناوين الحكم والحكام المعمول بها منذ قرون في منطقتنا العربية … وربما في العالم بشكل ونسب ما ، تبين ان الربيع العربي كخريفه الذي ضحك فيه العالم علينا ابان ثورتنا الكبرى المزعومة في الحجاز اثناء الحرب العالمية الأولى ، التي لا تعد الا عملية تغيير جلود وتبديل أسماء يبستروها ويسوقوها ويرسخوها برؤوسنا جيل بعد جيل ..
رحم الله نزار القباني اذ قال : –
نحن بغايا العصر
كل حاكم يبيعنا ويقبض الثمن
نحن جوارى القصر
يرسلوننا من حجرة لحجرة
من قبضة لقبضة
من مالك لمالك ومن وثن الى وثن
نركض كالكلاب كل ليلة
من عدن لطنجة
ومن طنجة الى عدن
نبحث عن قبيلة تقبلنا
نبحث عن ستارة تسترنا
وعن سكن…….
بمشاهد متعددة لمخارج مسرحية ترتيب حكم منطقة الشرق أوسط واحكام القبض على خيراته وتعتيم رايه العام وكتم افواه شعوبه شهدت المنطقة وفقا لمحددات رسم معالم العالم الجديد الكثير من السيناريوهات السياسية والمجتمعية .. بعد ان تم توزيع مناطق العرب كحصص للمنتصرين تحت عنوان الانتداب.
فيما كان تبديل المواقع وتغيير الأقنعة يجري على قدم وساق بالخفاء والعلن بين بريطانيا وفرنسا التي كانت قواتها تهدد بالزحف لاحتلال دمشق ايغالا بمسخرة الحرب الكونية كما يزعمون .. كان ملك سوريا الجديدة ( فيصل بن علي رحمه الله ) لا يريد اعلان المواجهة مع القوات الفرنسية وفقا لقراءته لميزان القوى والوضع السياسي العام .. هنا يذكر احد الصحفيين اللبنانيين .. ان مظاهرات صاخبة اجتاحت دمشق وحاصرت مقر العرش وهددت باقتحامه واسقاط حكومته ان لم يعلن الحرب .. يضيف الكاتب ان فرنسا كانت تقود بالخفاء وتدفع الأموال لرؤوس المتظاهرين كي يجبرون الملك على خوض الحرب ..
بصراحة كلما اقرا تاريخ سوريا والعراق بعد الحرب العالمية الأولى والسياسات الغربية الموجهة المسيطرة يعتصرني الألم باكيا على موقف الجنرال يوسف العظمة رحمه الله ذلك البطل العربي الغيور الذي ضحى بروحه شهيدا للامة حينما قرأ المشهد السياسي وفهم قربانية دمه لاحياء امة عانت ثالوث ( الفقر والمرض والجهل ) منذ قرون .. لذا تقدم واثقا متصديا للغزاة الفرنسين في معركة ميسلون الشهيرة محاولا منع تدنيس ارض العرب وقلبهم النابض في الشام .. فجعل من استشهاده عنوانا واملا لسوريا في مستقبل مهما ازدحم بالاجندات والظلام والحزن والدمع والعملاء …. لكنه سيبقى وتبقى سوريا العظمة عظيمة عصية على الطغاة والغزاة .
قرات بالم احدى البوستات المنشرة عبر ملايين مواقع التواصل التي نشر احدهم فيها عنوانا مثيرا ذكر فيه : ( ان سوريا ليست عربية ) .. وقد جاءت الردود قاسية جدا عليه وبما يستحق وزيادة .. وقد ردت احدى السوريات بشجاعة وثقة قائلة : ( صحيح لسنا عرب .. بنظر من قتلونا وشردونا وسلطوا علينا سيف الإرهاب والقتل .. وحاصرونا ومنعوا عنا الغذاء والدواء .. واسقطوا عملتنا وجعلوا لقمة العيش عرقا شريفا .. ومن كبسولة الدواء دمعة حرى .. لكننا تاريخ ينبيء عنا وعن عروبتنا وان ادلس وابلس .. وتآمر آخرون .. حد التجويع في قضية شعب يأبى التركيع وفيه نبض عظيم كيوسف العظمة ) .