.
في الواقع، لا بد للإنسان من الفرح، ومن الإحساس بحجم التغير الخلّاق، والإحتفال بما أنجز وأتم وعرف، أو بما راكم من معرفة، وبما وجد في أعماقه من نور ليتغير..ليعم السلام والخير، ولكن الإحتفال بمناسبة الإستمرار على الجهل هو كارثة كبرى وتدل على الهاوية السحيقة التي وقعنا فيها..
العام الجديد أو السنة الجديدة مجرد اصطلاح وعدّ لإرقام، وذلك لا يدل على شيء إلا اذا ارتبط بما سبق. الأحوال لا تتغير من تلقاء نفسها بتغير الارقام التي تشير الى الأعوام، وحركة الكواكب لا تساعد من يراكم الطاقة ويُسيء استخدامها، فالمسار لن يتغير مالم نتغير ..
الغريب بالأمر، أن البشر في معظهم يصدقون ما يُبث على الشاشات من أوهام، وما يقوله الدجَّالين والمُنجِّمين من هرطقات وأكاذيب لا قيمة لها. بماذا نحتفل؟ حيث تسّوق لنا تلك الشاشات ما يقوله بعض الممثلين (وكأنهم المثل الأعلى لنا) والذين لا علاقة لهم برسالة أو بفن، جنباً الى جنب مع الدجَّالين، كما مسابقات وافراح مبتذلة بل تهريج في غير أوَان،ويغيب عنها المفكرين والمثقفين. بينما يبكي الحجر في الواقع من هول ما أصابنا، بإرادتنا…بسلوكنا. لأننا استسلمنا للجهل وابتعدنا عن المعرفة وعن المحبة …لأننا في عصر ترويج التفاهة.
الزمن محايد كما الكواكب، والأرقام كذلك، لأن العالم الأكبر قد انطوى فينا، وعندما ندرك ذلك نتغير، ونصحح مسارنا، فتكون المحبة منحازة الينا، وعند ذلك نستحق ويتوجب علينا الإحتفال ليعم الفرح والسلام، وتنتهي الحروب …وتبدأ دورة جديدة …ونقول كل دورة وأنتم بخير ..وأنتم فيض من الخير الأكبر . …وستكون هناك دورة جديدة عندما نطعم الجياع، ونحرر الأرض، وندرك ونعرف الرسالة التي من أجلها خلقنا …عندها يكون الأحتفال عبادة …ونقول من جديد كل عام ..كل دورة وأنتم بخير…