نهله البدوي
لم تكن خصلة الشعر البيضاء في رأس الدمية تطوراً لمراحل العمر المركون في الأدراج والسراديب إطلاقاً،ولاإشارة لصفير قطار غادر محطته ناثراً دخانه نحيباً ،ليدخل عباب محطة ثانية فاصلها الزمني برهة .وربما أقل بكثير .
الخصلة البيضاء ،غدت جديلة ،تعاكس مزاح الأقدار ،وتقلبات مزاج شمس ألقت خضابها فوق جفون زهرة العباد ..وهي في لحظة تجل لاتشبه إلا ذاتها …
الخصلة البيضاء أبداً لم تعتد صياغة الحكاية في الوقت الهارب الى أبعد من رواية ،وأعمق من حكمة لتكون ماآلت اليه حبكتها الغنائية في قصيدة لاتنتهي.
لم تكن نتيجة هلع من فوضى تصفيق ،ولالطم من نحيب ،ولااسترسال قهقهة تنوعت قنابلها الموقوتة تحت وثير سرير هجرته وسادته ذات شتاء مغاير .
إعراب المغردات باطل تحت وطأة الإشارات العشوائية من استفهام وتعجب وفواصل لامعنى لحدودها في قواعد إعرابها .
خصلة بيضاء ..وجهاً لوجه مع خصال سوداء ..وجهاً لوجه مع صوت نشاذ ،نابت من صميم بحة مخنوقة
عبرتها آذان لاتسمع وان حدث ذلك فسيان ان تدرك .
خصلة لم تصبغ..هي كحبل سري يقطع اكثر مما يصل ..ورقة في دفتر نمزقها ونندم ..نعيدها لكنفها ونادراً ماتقبل ..ذرة في نواة خبأت أسنانها اللبنية في لحاء شجر تناهبته الوجوه المقعرة بالف ناب ومخلب .
ورقة تحلم بنصف حلم ،أن تصبح الخصلة البيضاء كف ملساء كجنح تلك الفراشة التي طاب لها حديث السمر مع بصيص شمعة في زواية نافذة تداعبها ستارة بوحها أزرق كغلاف رسالة ..صبغت بنداء أبكم.
ولكن ..
مابالها تلك الفزاعة لاتكسر عينها عن قامة حروف ملحمتي؟مابالها تمثل دور البراءة بكل وقاحة ؟
كيف لتلك اللحظات الغاربة ان تكون حديثة الولادة ،بعد ان انسلت من الأعماق كتسلل حفنة رمل من بين الأصابع ؟
الصدى تخرسن بهدوء أنيق ..واللهفة تعندلت الى بنفسج فقد صوابه ..لحظة حزم اللحن الجنائزي حقيبة العودة .؟
كالأنواء ..فاضت الآمال من قلب المواجع..
مطوقة هي صلاة الكلمات ….بالكلمات …
رفة هدب سكب صلصاله في حفيف بوح ..هطله لؤلؤ في ثغر …رماد .
“خربشات يمام “