..
قد يكون الخروج من الحالة المزرية التي غرق العالم بها صعباً، وكل ذلك يعود الى التلقين المشبع بالمادية الذي اجتاح العالم والذي أغرق العقول في متاهة عبثية. وهكذا لم نستطع النجاة رغم التطور التقني الفائق، ورغم وسائل الإتصال والتواصل ..لأننا ببساطة أغلقنا كل الجوانب الأخرى، فالمظهر أو الجانب المادي هو الأدنى في الواقع، والتركيز عليه دون غيره يؤدي الى حالة من الانكار والجهل ..المادية لا تجتاج فقط المؤسسات الاقتصادية والسياسية ونظم التعليم المادي القسري، وأنما المؤسسات الدينية بأغلبها..وهكذا يُهمل الجانب الروحي والوجداني ويتحول معظم البشر الى جثث تتحرك ضمن قطيع لا ينتهي…إلا أن الأمر لم يحسم لصالح الجهل، فالصحوة حتمية . لكن لا بد من مراكمة المعرفة، والتفكير بعيداً عن تأثير القطيع، وبعيداً عن قنوات الإعلام الموجه لغسل الأدمغة. العالم يتغير، والصراع يشتد، حيث ستشهد السنوات القادمة معارك وحروب مركبة ولكنها حاسمة. وما يحدث في الولايات المتحدة كما مع أزمة كورونا لا يفسر على اساس وباء قد انتسر ورئيس قد خسر الانتخابات، ولكن يظهر كل ذلك بوضوح الأدوات التي تستخدمها الاوليغارشيىة المالية المسيطرة. حتى أن الانترنت وتوتير وفيسبوك هي مجرد أدوات في أيدي هؤلاء . ويمكن استخدامها ضد أيا كان؛ حتى لوكان رئيس الولايات المتحدة ذاته . كورونا والكمامة واللقاح اللعين والعالم الافتراضي والانتقال الى المعتقل الالكتروني كلها اشياء مترابطة. ولكنهم لن ينجحوا…العالم يتغير ..والوعي هو أساس التغير …
(الوعي يفير السلوك، وينعكس على البيئة التي فيها نعيش، وللبيئة مظاهر متعددة؛ النظافة مثلا تعكس رقي السلوك، كما ينعكس ذلك الرقي في إمكانية تغير مظاهر السلوك الاخرى لصالح الجميع، لصالح المحبة. ولكن كيف يمكن الرهان على شعوب ترمي النفايات في الشوارع وعلى الأرصفة؟ كيف يمكن الرهان على شعوب تمتهن السادية ضد نفسها أولاً. الوعي معرفة وسلوك وبدونهما لا أمل ولا تغير..ولكن انتحار ). ….ليكن الوعي جمعيّاُ والنجاة كذلك، فنحن جميعاً شظايا وفيض من المصدر ذاته …