خليل عبد اللطيف البدراني
ألوان وظلال…
الفنانة بتول الضللي
ريشة تزخر بعبق الفرات
_ الفنانة بتول الضللي ظهر شغفها الكبير ف
ي الرسم والتصوير منذ طفولتها ، وتميزت عن قريناتها في جميع مراحلها الدراسية. هذا الشغف والولع لهذا الفن الجميل تجلى في اختيارها معهد اعداد المدرسين ( قسم الفنون) حيث وجدت ماتتمنى لتصقل موهبتها على أيدي فنانين كبار ومختصين الفنان الراحل هشام رمضان والراحل عبدالجبارناصيف وغيرهم من خيرة فناني دير الزور ، فزاد بريق موهبتها باكتساب الخبرة من هؤلاء الفنانين والتدرب بشكل منهجي يقوم على العلم والمعرفة ، واستخدام الأدوات الفنية بشكل صحيح . رغم تخرجها من المعهد ، لكن هذالم يشبع نهمها فتابعت دراسة الفن ولمدة خمس سنوات في مرسم المبدع الفنان الراحل الأستاذ عبدالجبارناصيف الذي أحاطها برعايته ، وأحسن في رفد ماتعلمته من المهارة والتكتيك ، كل هذا خلق منها ريشة متميزة فيها عبق البيئة الفراتية الساحرة ، والقدرة على التصوير ببراعة . انطلقت تصور الطبيعة المحيطة ببيئة الفرات الجميلة بصياغة فنية تعتمد على المحاكاة الدقيقة للأشكال والتي تلبي حاجة العين وتطربها من خلال التوازن بين اللون والشكل والفكرة ، والقدرة على تجسيد الملامح الواقعية بمهارة كبيرة تتضمن لمسات ناعمة ودافئة فيها الكثير من التعبيرالتلقائي والمباشرة ، يطغي عليها الجمال والشفافية …اعتمدت في معظم أعمالها على الطبعة الصامتة وعلى المناظر الجميلة التي تزخر فيها بيئتنا دون الاعتماد على أي رمز ايحائي ممكن يجعل المتلقي يتساءل أو يثير الدهشة والاستغراب ، وبعيدة عن أجنحة الخيال والرؤيا المبتكرة التي تجعلها تحل
ق في فضاءات المدارس الفنية الحديثة ، لقد أظهرت البراعة في الصياغة الواقعية بالتزامها بالأشكال دون التحوير ، والتدريجات اللونية المألوفة التي تناسب طبيعتنا والتي تبرز فيها الأوقات الزمنية لكل عمل مابين الشروق والغروب أو حتى وقت الظهيرة التي تكشف عن الجوانب الابدعية . فالطبيعة كان موضوعها الأساسي التي استأثرت بريشتها قدمنها بمهارة وبلمسات متنوعة عذبة تضفي على المشهد جواً مشحوناً بالشاعرية والرومانسية ، وعلى ايقاع الألوان الحقيقية والعفوية النابعة من المخزون الداخلي الدفين ومما اكتسبته من خبرات يدل على رهافة الحس وصدق الانتماء لهذه البيئة الغنية والعامرة بمفردات الجمال والسحر والتي تنبض بالحب والحياة وتجد فيها مقومات العمل الفني .
إن تجربة الفنانة بتول الضللي رغم تمسكها بالواقعية من الناحية الشكلية ، إنما واقعية شيقة ورشيقة مع قدرة السيطرة على التكوين وبراعة استخدام الألوان المائية والزيتية ، تخرجها تلك الرشاقةوالحيوية والشفافية من عنق الواقعية إلى عالم ملئ بالأحلام والتأمل وخلق أشكال جديدة ، لاعتمادها على الضوء ومنعكساته على الأشكال ، إضافة إلى تداخل الألوان واشتقاقها في الضوء الساطع والقدرة على ابراز الظل والنور الذي يضفي جمالية في إدراك الأبعاد على سطح اللوحة ، من خلال عملية البناء في تداخل الخط واللون في عملية تركيبية غير معقدة ، وقراءة تفسيرية سهلة ، بعيدة عن التأويل ، ذات دلالات جمالية تدخل البهجة في القلب وتسر النظر.
– بتول صبحي الضللي – مواليد دير الزور ١٩٧٩ -عضو اتحاد الفنانين التشكليين .
– مدرسة فنون . تخرجت من معهد اعداد المدرسين ( قسم الرسم) عام ٢٠٠٠.
– شاركت في جميع المعارض الجماعية مع فناني محافظة دير الزور منذ عام ٢٠٠٢ حتى الآن.
– شاركت في معظم المعارض الفنية التي نقابة الفنون الجميلة .
– معرض فردي في صالة نقابة الفنانين ٢٠٠٣.
– معرض المرأة الفراتية ٢٠٠٨-٢٠٠٩-٢٠١٠.
–معرض جماعي في اللاذقية ٢٠٠٧.
–معرض فناني دير الزور بدمشق في صالة الشعب ٢٠٠٩…..
خليل عبد اللطيف