وألمُّ عنْ جفنَيكِ بَوْحَ قصائدي
لتفوحَ بالألمِ الأصيلِ , وتسكرا
وأسوحُ في الواحاتِ أرشفُ ظلّها
عبقاً شهيّا مِنْ مروجِكِ مُسكِرا
قد هامَ سِحرُكِ في يقينِ قصائدي
فجراً نديّاً بالرّبيعِ مَؤَطّرا
وتمرُّ بيْ طيرُ القطا في رحلتي
والنُّورُ يسنحُ في غماماتِ الذُّرا
من ميجنا الفلاحِ دنُّ سُلافتي
وجميلُ ذكرايَ حواكيرُ القُرى
ومروجُ هاتيكَ الكرومِ دفاتري
أمضيْتُ عمري ما طويْتُ الدّفترا
عرزالُ ناطورِ الكرومُ مَحجّتي
وسريرُ أحلامي وأنداءِ الكرى
وحنينُ شدوِ النّبعِ روحُ قصائدي
نسجَتْ لهُ كالفجرِ بُرداً أخضرا
نسجَتْ أناملُ صبوتي شالَ الهوى
لأميرتي كالحلمِ كانَ مُعطّرا
وشّيْتُ دربَكِ بالمُنى حتّى ازدهى
مُتأرّجاً ومُفوّفاً ومُنضّرا
قدّسْتُ ركنَكِ في عميقِ تهجُّدي
سبّحْتُ مَنْ صاغَ , الجمالَ فصوّرا
آنسْتُ في الوادي المُقدّسِ نارَهُ
وتَخّْتُ مِنْ طورِ المَحبّةِ مِنبرا
وبنبضِ قافيتيْ أُفتّقُ مِعجماً
منْ مُفرداتِ العشقِ ماسَتْ عنبرا
أنا شاعرُ الحِرمانِ يقتلُني الظّما
قدْ هزّني التّحنانُ , أنهكني السُّرى
وأكادُ أخرجُ مِنْ أناي إلى الملا
ممّا أُكابدُ , أو أُجالدُ , أو أرى
أبني بروحيَ للجمالِ معاهِداً
مهما تأوّلَ حاقدٌ , أو أنكرا
ووِسعْتُ في قلبيْ الحياةَ عشقتُها
بالرّغمِ ما زعمَ اللئيمُ , وما افترى
أنضجْتُ حُبّكِ في حرارةِ أضلُعي
بدميْ بهمسيْ أو بحبريَ , لو درى
بايعْتُ حُسنَكِ في أنينِ توجُّعي
فسرى بشِعريَ عاطراً مُتكوثرا
أغليْتُ – يا وطنيْ – السلامَ مُقدّساً
ولأجلِهِ أجريْتُ فيكَ الأنهُرا
فلمَ الخلافُ , لمَ التشتّتُ والنّوى
هلْ كان – يا وطني – الدّمارُ مُقدّرا
ياسين عزيز حمودمن ديوانه سوانح