حسين الذكر
مدخل : في العمل الصحفي والاعلامي عامة .. اما ان تكن موظف في مؤسسة تنخرط في نظامها وشبكتها وسياساتها العامة من اجل العيش والتكسب فضلا عن اداء دور مهني يشرف الذات وكذا المؤسسة والوسط الزملائي ..
نقطة راس سطر ؛ واما ان تكون ذات مسؤولة تحمل هم الامة وتتعاطى مع الاعلام كوسيلة لاداء تلك الرسالة العظيمة التي حملها الفلاسفة والصالحون والعلماء ابد الدهر .. ينبؤنا التاريخ عن مئات حكايات الدم والدمع وهي تروي وتشهد موجع الرسالة والرساليين كل حين ..
في المحصلة من المعيب ان يندرج القلم في متاهات لا تخدم الوطن ولا الذات ولا الوسط ..فمنذ ابيقور وفلسفة اللذة حتى سارتر وبناء الذات الشخصية .. لم تكن الحرية انفلات .. فالمسؤولية الاخلاقية حاكمة للوسط وان انهارت قوى الدولة وخفت الضمير المؤسساتي وكبل صوت الوسطية والاعتدال ..فان تلك تعد من قواهر الزمان وتقلباته غير الدائمة .. فاليوم ليس كغدا .. يا هند .. ومن لا يعي دورانية الارض بل الكون .. اما ان يكن جاهل او متهور مدفوع حد الاستمطاء او .. من لا يرى في الغربال فحتما هو اعمى ..
صحيح اننا نعيش شبحية التشوه الديمقراطي وصحيح ان العهر الانفلاتي يعم بعض الساحات .. لكن المسؤولية قائمة لم ولن تسقط ..فردا ومؤسسة .. وبالتاكيد عرفا في بلد موغل بتاريخ شرقيته وغارق بعشائريته ..
ذاك يستوجب التاني في اطلاق العنان لمكامن النفس وشهواتها سيما تلك التي تنطلق من مخادع البطن والفرج ومشتقاتها ..
كل حين : ان الدولة التي لا تستطيع حماية وضبط بيئتها وايقاع واجهتها الاعلامية _ باقل تقدير _ دولة ووزارة ومؤسسات غير جديرة بالمسؤولية ولا حمل شرف عنوان الدولة .
في السياق : لا يمكن تسقيط عنوان رسمي ووطني وشعبي ورمزي .. لصالح اين كان ..وان كان نظير له .. فالتنافس والتسابق .. ينبغي ان يكن شريف مسؤول .. هادف لغاية اسمى وقيادة اعلى .. من هنا فالحذر والعجب ممن ينساق بشهوانية سيل اللعاب دون ان يتذكر ويلتفت لخشية قانون او عرف .. وقبل ذاك النظر بحلال الله وحرمته .. فالكلمة مسؤولة .. بل مسؤولية كبرى لمن يعي ومن لا يعي ..
من جهة الانفلات وعدم الالتفات والاندفاع الاعمى قد يؤدي الى خسران شخصي وخراب مؤسساتي وفساد مجتمعي وهي اخطار حذرت السماء من تبعاتها .. اذ قال جل وعلا : كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء .
مسك الختام .. نسال الله ان يحمي الامة من اعدائها واجنداتهم وشبكاتهم .. وكذا من جهالها بوعي او بدفع مادي او معنوي .. فان الفواجع تنطلق من اس الظلام .. وان تصدوا الظلاميون لتحريك مصابيح الامة بغلطة او فلتة زمن ما ..